بيروت: طالب النائب اللبناني ميشال عون في اول تصريح له الاربعاء بعد خسارة التحالف الذي ينتمي اليه الانتخابات النيابية الاحد، بمشاركة للمعارضة في الحكومة المقبلة بحسب حجم تمثيلها النيابي.
وقال عون اثر الاجتماع الاول لكتلته النيابية الجديدة، وهي الاكبر بين الكتل النيابية لقوى 8 آذار (الممثلة بالاقلية في البرلمان الجديد)، ان هناك quot;اصرارا بين اعضاء الكتلة على المشاركة في الحكومة نسبياquot;، اي بحسب حجم التمثيل النيابي.
ويبلغ عدد اعضاء كتلة quot;الاصلاح والتغييرquot; التي يترأسها عون حاليا 21 نائبا. وبلغ عدد افراد كتلته بعد انتخابات الاحد 27، بعدما انضم اليها ثلاثة نواب من كتلة زغرتا (شمال) برئاسة سليمان فرنجية والنائب الماروني اميل رحمة (عن البقاع الغربي، شرق) والنائب الدرزي طلال ارسلان (عن عاليه، شرق بيروت) الذين كانوا خارج مجلس النواب في الدورة الفائتة.
وفازت قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية مجددا بغالبية 71 نائبا من 128 في الانتخابات مقابل 57 للمعارضة التي ابرز مكوناتها التيار الوطني الحر برئاسة عون وحزب الله الشيعي.
وقال عون quot;في موضوع الحكومة، لنا حق الاقتراح ولهم حق الرفض. بالنسبة الينا، المشاركة تكون في الاساس، واذا اراد احد العودة الى الازمة، فهذه مشكلتهquot;.
وتشكلت بعد انتخابات 2005 حكومة من الاكثرية في شكل اساسي شارك فيها حزب الله وحليفته حركة امل، وبقي التيار الوطني الحر خارجها. لكن الوزراء الشيعة الخمسة ما لبثوا ان انسحبوا من الحكومة مع وزير مسيحي متضامن معهم في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 نتيجة خلاف على آلية اقرار المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.
وبدأت المعارضة في حينه تطالب بحكومة وحدة وطنية يكون فيها للاقلية البرلمانية ثلث الاعضاء زائد واحد، وهو ما تسميه quot;الثلث الضامنquot; والذي تسميه الاكثرية quot;الثلث المعطلquot; لانه يسمح لمن يملكه بتعطيل القرارات الحكومية الكبرى.
وبعد ازمة سياسية طالت سنة ونصف سنة وانتهت بمعارك دامية بين انصار الاكثرية والمعارضة، شكلت حكومة وحدة وطنية مع ثلث معطل للاقلية هي الحكومة الحالية.
واعلن حزب الله قبل الانتخابات تمسكه بتشكيلة حكومية شبيهة مهما كان الطرف الفائز في الانتخابات، وهو ما ترفضه الاكثرية في ضوء تجربة الحكومة الحالية، مشيرة الى ان القدرة على التعطيل تشل العمل الحكومي.
وطرح بعض قادة الاكثرية اعطاء كفة ترجيح القرارات داخل الحكومة لوزراء محسوبين على رئيس الجمهورية التوافقي ميشال سليمان.
وعن رأيه في هذا الطرح، قال عون انه يؤيد quot;اعطاء الثلث المعطل لرئيس الجمهورية ضمن تعديل دستوري يكرس هذا الواقع وليس عندما يكون الامر مناورة للنيل من المعارضةquot;.
وعما اذا كان يفضل النائب سعد الحريري، رئيس اكبر الكتل النيابية في البرلمان الجديد، او رئيس الوزراء الحالي فؤاد السنيورة الذي ينتمي الى quot;تيار المستقبلquot; برئاسة الحريري، لترؤس الحكومة المقبلة، قال عون ممازحا quot;انا مع الاصلي لم نأتي بالتقليد؟quot;.
ورئيس الحكومة في لبنان سني، بينما رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، ورئيس المجلس النيابي شيعي.
ويتم اختيار شخصية سنية لتشكيل الحكومة على قاعدة مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية، وتكون عادة الشخصية التي تتمتع باكبر نسبة تأييد داخل المجلس النيابي.
من جهة اخرى، تحدث عون عن quot;شوائب ومخالفات طاولت الانتخاباتquot; وعن طعون تحضر لرفعها امام المجلس الدستوري.
بري
إلى ذلك دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الاربعاء مواطنيه الى عدم الاصغاء الى تعليقات المسؤولين الاسرائيليين حول الانتخابات النيابية، لانها تهدف الى الايقاع بين اللبنانيين والايحاء بان فوز فريق quot;يخدم التطلعات الاسرائيليةquot;.
وقال بري، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، ان quot;على اللبنانيين جميعا صم آذانهم عن الاستماع او تصديق ما يصدر عن السياسيين ووسائل الاعلام الاسرائيلية من تصريحات وتعليقات في شأن الانتخابات النيابية اللبنانيةquot;.
ورأى بري، بعد اجتماع لحركة امل التي يرئسها، ان التصريحات الاسرائيلية تهدف الى quot;الايقاع بين اللبنانيين عبر اثارة الشبهة والايحاء بان فوز فريق سياسي لبناني انما يخدم التطلعات الاسرائيليةquot;.
كما يهدف الى quot;طمأنة الراي العام الاسرائيلي الى ان هدف الحكم في لبنان في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، سيكون تجريد المقاومة من سلاحهاquot;.
وقال بري quot;الجميع في لبنان يدرك ان اسرائيل كانت ولا تزال تمثل العدو الاول لسائر اللبنانيين وتتربص بوحدتهم وسلمهم الاهليquot;.
واكد رئيس المجلس النيابي ان quot;كل الاطراف السياسية في لبنان خاضت غمار الانتخابات على اساس ان الاستحقاق هو استحقاق محض داخلي لبناني (...) ولم يخضه احد بالوكالة او بالنيابة عن اعداء لبنان وفي طليعتهم اسرائيلquot;.
ودعا الى ان يشكل quot;التدخل الاسرائيلي المباشر في شؤون لبنان الداخلية حافزا امام الجميع من اجل التوافق الكامل والاسراع والمباشرة في بناء مؤسسات الدولة بعد الانتخاباتquot;.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاربعاء انه يخشى ان تقع اسلحة ستقدمها الولايات المتحدة الى لبنان، في ايدي حزب الله.
الا ان الوزير الاسرائيلي اشار الى وجوب اعطاء quot;فرصة سياسية للحكومة اللبنانية القادمةquot;.
وكان باراك حمل الاثنين quot;الحكومة اللبنانية مسؤولية اي عملية عسكرية او عدوانية باي شكل كان تنطلق من اراضيهاquot;.
الأسد
من جانبه شدد الرئيس السوري بشار الاسد في اتصال هاتفي الاربعاء مع نظيره اللبناني ميشال سليمان على اهمية quot;الروح الوفاقية لمواجهة الاستحقاقات المقبلةquot; بعد الانتخابات في لبنان، بحسب ما افاد بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية ان سليمان تلقى قبل الظهر اتصالا من الاسد الذي quot;اثنى على الروح الوفاقية التي تسود في لبنان خصوصا بعد الانتخاباتquot;.
واعتبر الاسد، بحسب البيان، ان quot;هذه الروح ضرورية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة ومواكبتهاquot;.
وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في لقاء مع صحافيين الاربعاء ان quot;تجربة الثلث المعطل لم تكن بالتجربة الفاعلةquot;.
وتابع quot;المطلوب اليوم هو ان تجتمع الاكثرية النيابية وتبلور مواقفها تجاه طروحات الاقلية من موقع التعاون وليس المجابهةquot;.
من جهة اخرى، اعلن المكتب الاعلامي الرئاسي ان سليمان quot;تلقى برقية تهنئة من الرئيس المصري حسني مباركquot; بانجاز الانتخابات النيابية.
وقال مبارك في برقيته ان quot;هذه الانتخابات تمثل في مجملها انتصارا للديموقراطية وللدولة اللبنانية، وآمل -مخلصا- ان تساهم في دعم استقرار لبنان ووفاق ابنائه.quot;
وتلقى سليمان برقيات تهنئة كذلك من العاهل المغربي محمد السادس الذي اشاد quot;بنجاح لبنان الشقيق في اجراء انتخابات نيابية ديموقراطية، في جو من النظام والسكينة، واحتكام مختلف مكوناته للارادة الحرة للناخبين وقبولهم الحضاري بحكم صناديق الاقتراعquot;.
كما ابرق الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى سليمان مهنئا بالانتخابات النيابية، التي quot;تكرس الوفاق الوطني بين مختلف ابناء الشعب اللبنانيquot;.
ومن مهنئي الرئيس اللبناني ايضا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون.
التعليقات