المرحلة الثالثة تحسم الجدل وتعيد الهدوء والإستقرار إلى طهران
المحلل حطيط لـquot;ايلافquot;: إيران تدعم quot;حزب اللهquot; وليس أحمدي نجاد
علي حلاوي من بيروت : بعد اكثر من اسبوع على الانتخابات الايرانية ما ضلت العين اللبنانية طريقها في متابعة ما يجري في طهران وضواحيها، وبات احمدي نجاد من دون اي تشكيك رسمي رئيساً للجمهورية الاسلامية، في حين أن تحفظات منافسه المير حسين موسوي والغرب ، بحسب مراقبين لن تستمر طويلاً وستمحى بمجرد اشارة من المرشد الاعلى والولي الفقيه بعدما ايقنت القيادة الايرانية وموسوي منها ان طابوراً ثالثاُ دخل على الخط. وعليه قطعت ايران لغاية اليوم مرحلتين من اصل ثالثة سيقودها الى بر الاستقرار في نهاية الامر.
في المرحلة الاولى انتخب ما يقارب الـ 35 مليون ايراني واعلنت النتائج. وفي الثانية تم الاعتراض على حركة الشغب التي ايقنت السلطات انها لا تنتمي الى الحركة السياسية الايرانية. اما المرحلة الثالثة فينتظرها الايرانيون بفارغ الصبر، خصوصا انها ستفضي إلى تسوية الامر ضمن المؤسسات الدستورية وتحت عباءة الولي الفقيه.
وفي قراءة لمجمل التطورات على الساحة الايرانية يشير المحلل السياسي نسيب حطيط الى ان quot; من الخطأ ان يقيس اللبنانيون الحركة السياسية في ايران وفق مقاييس حركتهم في لبنان او العالم العربي، وان اي استنتاج لاحتمال تغيير داخلي في ايران لن يكون في دائرة الصواب لان قاعدة التحليل خاطئةquot;. ويوضح ان quot;في السياسة الايرانية ثوابت ومتغيرات، ومن الثوابت مبادىء الجمهورية الاسلامية، نظام الحكم وولاية الفقيه والمؤسسات الدستورية، وبالتالي هناك اجماع من المرشحين الاربعة للانتخابات الرئاسية وتحديداً الاصلاحيين على أنهم ليسوا ضد ولاية الفقيه او البرنامج النووي الايراني، كما لم يبد احد منهم على انه يرفض هذه الثوابت بل هناك اختلاف في طريقة تحقيق الاهداف، فالرئيس الايراني احمدي نجاد يتبع الطريقة المباشرة سواء في البرنامج النووي او الموقف من اسرائيل والولايات المتحدة . اما المير حسين موسوي فيختلف مع نجاد في هذا الاسلوب ويتطلع الى اسلوب الدبلوماسية النائمة التي تحقق مصالح ايران بأقل خسائر ممكنةquot;.
وما يجمع عليه كل المتابعين للداخل الايراني وما اسفرت عنه نتائج الانتخابات الرئاسية من انقسام في الشارع بين نجاد وموسوي هو رفضهم الحديث عن موالاة ومعارضة في السياسة الايرانية، بل يرون أن حتى لفظ المحافظين والاصلاحيين لا يتطابق مع الواقع.
ويرى هؤلاء ان الغرب وبخاصة الادارة الاميركية وقع مرة اخرى في سوء تقدير للوضع الايراني. فهو تخيل ان حركة الاعتراض التي يقودها موسوي يمكن ان تشكل مدماكاً لقلب او تغيير النظام. وافادت تقارير ايرانية الى ان المرشد الاعلى السيد علي خامنائي نبّه موسوي خلال اجتماعه به من اندساس حركة غربية، وذلك على اساس ان من قام باعمال التخريب والعنف لا يرتبطون بالمرشح الاصلاحي. وحقيقة الامر ان موسوي اقتنع بكلام خامنئي وحث مؤيديه على عدم النزول الى الشارع في بعض المناطق فيما ادار نظره عن مظاهرات اخرى بهدف مساعدة الحكومة لاكتشاف الفئة المندسة.
ويعتبر حطيط quot; ان الاغلبية الساحقة من المتظاهرين كانت تحتج اعتراضاً على نتيجة الانتخاب بينما كانت هناك فئة قليلة تعترض على اساس الجمهوريةquot;.
وشكك حطيط في صحة بعض المخاوف والمراهنات اللبنانية على اي تغيير ايراني، مشدداً quot; على ان هناك اختلافا بين الحركة السياسية اللبنانية والايرانية. ففي لبنان مثلاً، يتجلى الخلاف في المشروع والاهداف. أما في ايران فثوابت الجمهورية غير قابلة للتغيير. وفي موازاة ذلك ترتبط المعارضة اللبنانية - التي يسعى بعضهم إلى اختزالها بالشيعة او حزب الله- بأيران بعناوين كاملةquot;. ويضيف quot; ان من يؤيد حزب الله ايرانياً ليس احمدي نجاد بل الجمهورية الاسلامية بنظامها ومؤسساتها ومرجعياتها الدينيةquot;.
التعليقات