حصيلة اليوم الاول من الاستشارات النيابية 67 نائبا أيّدوا النائب سعد الحريري

ايلاف من بيروت: قبل الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا لاختيار رئيس حكومة جديد، التقى النائب سعد الحريري أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ليل أول من أمس حيث تم التباحث في الشؤون الحكومية. لقاء الرجلين، الأول من نوعه منذ 8 أشهر، دام نحو اربع ساعات في حضور المعاون السياسي الحاج حسين خليل ومصطفى ناصر ونادر الحريري. وتدارس الطرفان الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، واستعرضا مختلف الاوضاع المحلية على ضوء نتائج الانتخابات النيابية، كما جرى بحث الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة، والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة. وتم الاتفاق على quot;مواصلة النقاش مع الاشادة بأجواء التهدئة الايجابية السائدة، وتأكيد تغليب منطق الحوار والتعاون والانفتاحquot;، بحسب بيان صادر.


لا فيتو
ليس بعيدا عن أجواء اللقاء الليلي، تمحورت الاستشارات النيابية حول مؤيد لوصول الحريري للمنصب الوزاري الأول، ومن لم يعارض بشكل فعلي، وإن لم يسمّ أحدا. فالكتل الموالية سمّت الحريري، فيما لم تسمّ كتلتا الاصلاح والتغيير والوفاء للمقاومة أحدا لكنهما لم تضعا quot;فيتوquot; على أحد. فقد صرّح العماد ميشال عون ان quot;الثقة بعد تشكيل الحكومة وليس قبل تشكيلها لذلك، لم نسم أحدا ولم نضع quot;فيتوquot; على أحدquot;، أما النائب محمد رعد فأكد quot;اذا كانت التسمية من حظ الحريري، فإننا متعاونون ومنفتحون من أجل استكمال الحوار الذي جرى بينه والسيد نصراللهquot;.

استشارات اليوم الأخير
وبعد اقفال باب اليوم الأول على 98 نائبا، سمّى 67 منهم الحريري، فيما امتنع 31 عن التسمية، يتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان برنامج اليوم الثاني والأخير، ويستقبل كتلة وحدة الجبل، نواب زغرتا، كتلة الأحزاب الوطنية والقومية، كتلة التوافق الأرمني، كتلة التضامن، كتلة الوفاق الوطني، كتلة نواب الأرمن، الجماعة الاسلامية، ونوابا مستقلين.

رياشي
وعلى صعيد أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقد عُلم ان القاضي رالف رياشي قد عين في منصب نائب رئيس المحكمة التي ستحاكم المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري العام 2005. وجاء في بيان صادر عن المحكمة ومقرها لاهاي quot;يمارس القاضي رالف جاك رياشي منذ الثامن من حزيران 2009 مهامه كنائب لرئيس المحكمة بدوام كاملquot;. واعتبر رئيس المحكمة القاضي الايطالي انطونيو كاسيزي في البيان بان quot;تجربة القاضي رياشي في القضاء اللبناني الذي يرتكز عليه قانون المحكمة، لا تقدر بثمن بل هي حاسمة لنجاح عملناquot;.

كاتيوشا!
جنوبا، أوردت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية ان quot;القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان quot;اليونيفيلquot;، كثّفت عمليات التفتيش وبدأت دخول القرى بحثا عن مخابئ اسلحة تابعة لـquot;حزب اللهquot;quot;. وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلها للشؤون العسكرية الى ان quot;قوات اليونيفيل تمكنت مؤخرا من اكتشاف نحو عشرين صاروخ كاتيوشا معدّة للاطلاقquot;. الناطقة باسم اليونيفيل، ياسمينا بوزيان نفت واعتبرت ان quot;الخبر عار من الصحةquot;، واكدت انه quot;في حال حصول اي شيء من هذا القبيل سيتم ابلاغ الامم المتحدة بالوسائل المعتمدة رسمياquot;.

التمثيل النسبي في الحكومة
على صعيد آخر رأت مصادر متابعة أن quot;الانتخابات النيابية أفرزت خريطة سياسية جديدة للبنان توزعت فيها القوى الى ما هو ابعد من 8 و14 آذار. ما جعل تشكيل الحكومة يأخذ المنطق quot;النسبيquot; الذي يطالب به العماد عون، فهو يترأس ثاني اكبر كتلة بعد كتلة لبنان اولا، ما يعني حصوله على ثاني اكبر عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة، ويكون بالتالي ثاني اقوى قوة فاعلة في مجلس الوزراء بعد ان بات ثاني كتلة فاعلة في مجلس النوابquot;. تتابع المصادر quot;في مقارنة بسيطة، يمكن القول ان عون تغلب في الانتخابات على الكتل المسيحية الاخرى. وتم تقسيم المعارضة الى عدد كبير من الكتل ليعوض للمعارضة خسارتها الاكثرية في الانتخاباتquot;. وتلفت المصادر quot;وفق النسبية ستكون المعارضة اكثرية ولو انها خسرت كتلة بري، لان الفريق الآخر سيخسر كتلة جنبلاط، كما ان الكتل المسيحية لن تكون بالضرورة على رأي واحد خصوصاً وان خطوة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع لم تلق ارتياحاً كبيراً لدى كتلة زحلة بالقلب وبالاخص لدى الكتائب، التي ظهرت وكأنها اقل استقطاباً، وهو ما لا يصب في مصلحتها من الناحيتين الشعبية والسياسيةquot;. وتؤكد المصادر الواسعة الاطلاع أن quot;الاهم يبقى في كتلة المستقلين التي ستتوزع بين مختلف الكتل المنضوية تحت شعار 14 آذار، ستتغير بطبيعة الحال اثر ظهور قوة جديدة تضم بري وجنبلاط ومن يرغب. وبالتالي، يمكن القول انه وفق التمثيل النسبي، فإن تعدد الكتل المعارضة اعطاها قوة تمثيلية اكبر الا ان الموضوع يبقى حبراً على ورق، ما لم يتم التوافق على هذه الصيغة وربما قد تطرح صيغ اخرى من شأنها تأمين التوازن التمثيلي، فيما تبقى حصة رئيس الجمهورية في الحكومة عرضة للتجاذب لجهة المعارضة التي لا يزال معظم اركانها (من المسيحيين تحديداً) على خط عدم التوافق مع الرئيس العماد ميشال سليمان، وهي معضلة سيأخذها كل من بري وجنبلاط على عاتقه لتذليلها والقيام بما يلزم لانجاح الخريطة السياسية الجديدة التي ستكون متوازنة ولا ترجيح فيها لقوة على اخرى، فيما ستدخل تسمية كل من 8 و 14 آذار الى التاريخ مباشرةquot;.


التوطين
quot;اللبنانيون في وادٍ والأوروبيون في وادٍ آخرquot; هذا ما يمكن استخلاصه من مواقف ضمنية تتعلق بحق العودة للفلسطينيين الى ديارهم. واذا كان الوفد اللبناني يحمل في جعبته الى ترييست في ايطاليا همّ الدفاع عن هذا الحق، فان الوفود الاوروبية المشاركة على صعيد وزراء الخارجية في اجتماعات الرباعية الدولية على هامش لقاء الدول الثماني الاكثر تصنيفاً، لا تعطي الاهمية المطلوبة لهذا الملف الاساسي في حياة نحو 4.5 ملايين لاجئ فلسطيني وتبعاته على اوضاع الدول المضيفة كلبنان.
واذا كان هذا المبدأ حقا مقدسا في نظر اللبنانيين وكابحا في نظر غالبيتهم لفرضية التوطين فان التسليم بفرضية quot;يهوديةquot; الدولة الاسرائيلية من قبل الاوروبيين يعتبر quot;تحصيلا حاصلاquot; ولو غلّف المسؤولون الاوروبيون ذلك بالقول ان المسألة تحسم في اطار الحل النهائي بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
هذه المفارقة تتجلى بأوضح صورها مع مرور اليوم العالمي للتضامن مع اللاجئين بصمت، اذ لم تفكر اي من الدول الفاعلة في الاتحاد الاوروبي باصدار بيان في المناسبة ولو من باب رفع العتب.
واللافت ايضا ان يأتي هذا quot;الغياب السياسيquot; على خلفية خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي اغلق الباب كليا على هذا الملف وغيره من قضايا الحل النهائي.

واذا تابعنا موقف فرنسا على سبيل المثال نرى ان الرئيس نيكولا ساركوزي لم يكن همه الآن طرح مسألة اللاجئين الفلسطينيين بل التشديد على تجميد الاستيطان ليس فقط في الضفة الغربية المحتلة بل ايضا في القدس الشرقية. وكان جل ما يصبو اليه هو التناغم الكامل مع موقف الادارة الاميركية حول الاستيطان.ذلك انها المفتاح الاساسي لاعادة تحريك الامور باتجاه خطوات متبادلة بين الحكومة الاسرائيلية والحكومات في اطار quot;التطبيع التدريجيquot; استنادا الى مبادرة السلام العربية.
ويعتقد ساركوزي بأن العرب ابدوا استعدادهم للبدء في هذه الحركة شرط ان يبادر نتانياهو اولا الى التراجع في مسألة الاستيطان.
واكد في حديثه مع رئيس الحكومة الاسرائيلية انه لا يكفي تجميد ورش الاستيطان القائمة على قدم وساق في الاراضي الفلسطينية تحت مسميات quot;النقاط الاستيطانية العشوائيةquot; بل يجب وقف كل الانشطة الاستيطانية على حد سواء. مشدداً على ان الملف الايراني مهم لكن الاولوية الآن هي تجميد الاستيطان.

وافادت مصادر واسعة الاطلاع بأن المسألة ستكون مدار بحث بين وزراء خارجية الدول الثماني الاكثر تصنيفاً وكذلك في اثناء القمة التي ستجمع زعماء هذه الدول في اكيلا (ايطاليا) بين الثامن والعاشر من تموز. بالطبع لن يقتصر الاجتماع على مسألة السلام في الشرق الاوسط بل سيتعداها الى موضوع ايران وعدد من الملفات الدولية الساخنة والاقتصادية والبيئية. ويبدو ان الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما مصممة على المضي قدما في الوقف الكامل للانشطة الاستيطانية، والجميع quot;ينتظر مؤشرات عملية ودلائل محددة على ارادة هذه الادارة، اي بعبارة اخرى ممارسة ضغوط على نتانياهو. وعلينا الانتظار لمعرفة متى سيقرر اوباما ذلكquot;. استناداً الى كل ذلك، يبدو ملف اللاجئين وحق العودة مؤجلين في روزنامة الدول الكبرى بينما يكبر هذا الامر لدى الافرقاء اللبنانيين ويتحول الى ثابتة يجمعون عليها.