بيروت: أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن quot;فكرة الثلث المعطّل في الحكومة ليست أداءً ديمقراطياًquot;، وتمنّى كوشنير لصحيفة quot;الحياةquot; أن quot;تكون هناك حكومة من دون توتر ومعارضة، وأن تتم خصوصاً، الإفادة من المكتسبات المحققة، وهي أن المحيط لم يعد يثقل على الوضع اللبناني مثلما كان يفعل سابقاًquot;. وأضاف: quot;إن اللبنانيين أحرار الآن أكثر مما كانوا سابقاً. ويجب أن يكون هذا البلد مستقلاً أكثر وهو يستقل أكثر فأكثرquot;.

وحين سألته quot;الحياةquot; عن موقفه من الثلث المعطل أجاب كوشنير: quot;هذا رأيي وأنا لن أقرر بالنيابة عن اللبنانيين. وهذه الانتخابات الجيدة التي أجريت من دون صدام أو عنف، عظيمة، وهناك رئيس للحكومة مكلّف سيسعى الى تأليفها وفق تصوره مع الأخذ في الاعتبار نفوذ هذا أو ذاك من دون أن يكون وفق تصور الآخرين. هذا ما أقوله للمعارضة وأتمناه. ينبغي أن تتمكن الحكومة من العمل في شكل طبيعي ولدينا شعور بأن خطوات الحوار في المنطقة تساعد على هذا التطورquot;.

وعن العلاقات الفرنسية ndash; السعودية، قال: quot;لقد كان لي حديث لمدة ساعتين مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وشرحت له أن انفتاحنا على سوريا لن يعوّق اطلاقاً علاقة الصداقة المتينة مع السعودية. ولدينا تقدير وامتنان تجاه الملك عبدالله و(وزير الخارجية) الأمير سعود الفيصل لأن خبرتهما مفيدة. وأنا أرى ان التقارب بين سوريا والسعودية تطور إيجابي خصوصاً بالنسبة الى إيرانquot;.

وحول ما إذا كانت سوريا تسمع جيداً موقف فرنسا مما ينبغي أن يكون عليه ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية في شأن ضبط الحدود وترسيمها والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات أجاب كوشنير: quot;سبق أن أجرينا حديثاً (مع المسؤولين السوريين) مرات عدةquot;. وعمّا إذا كان سيلتقي البطريرك الماروني نصرالله صفير قال: quot;سأتصل به، وسأزوره في المرة المقبلةquot;.

هذا وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة quot;الحياةquot; على المحادثات التي اجراها كوشنير في لبنان امس، وتحديداً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة النائب سعد الحريري ان كوشنير استمع الى آرائهما في تطورات على مستوى تشكيل الحكومة والعلاقات اللبنانية ـ السورية، وأن الرئيس سليمان اعتبر ان الوضع الإقليمي - العربي والسوري - اللبناني يشهد تحسناً ملموساً، وهذا تطور اساسي، وأن الظروف في لبنان تتحسن والموسم السياحي جيد، وأنه واثق بأن الحريري سيتمكن من تشكيل الحكومة في فترة زمنية معقولة.

وفهم الجانب الفرنسي ان الصيغة المطروحة هي الا يكون للأكثرية اكثرية زائد واحداً وإلا يكون للمعارضة الثلث المعطل، واستنتج الجانب الفرنسي الذي لم يدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة من خلال اصرار كوشنير اكثر من مرة على تأكيده انه لا يريد التدخل، ان هناك صعوبات وتعقيدات لا تزال موجودة، وأنها مرتبطة بعوامل محلية وإقليمية، لكن الجميع أظهر تفاؤلاً بأن يتمكّن الرئيس المكلّف من تشكيل الحكومة في فترة زمنية معقولة أي من أسبوع الى أسبوعين ولم يتكلّم أحد عن فترة اشهر، والاستنتاج الفرنسي الأولي ان الحكومة ليست على وشك التشكل ولا تزال ولادتها معقدة، لكن الاستنتاج الثاني ان خطاب الجميع غير متشائم ولا احد يقول انه لن تشكل حكومة، الكل واثق بأنها ستشكل في فترة زمنية معقولة.

وعن العلاقة مع سوريا، سمع الجانب الفرنسي من سليمان انها جيدة، أما الحريري فوصف اقامة العلاقات الديبلوماسية اللبنانية - السورية بأنها تاريخية، وشكر الجانب الفرنسي على جهوده في هذا الشأن، لكنه أضاف ان هناك مواضيع اخرى تمنى ان يتم التطرق اليها في اللحظة المناسبة مع السلطات السورية، اي ترسيم الحدود ومصير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية. وسمع الجانب الفرنسي من الحريري قوله أنه عندما سيزور دمشق فإنه سيزورها ليس كسعد الحريري على الصعيد الشخصي وإنّما كرئيس حكومة دولة، فتكون العلاقة من دولة الى دولة، اي ان الجانب الفرنسي فهم ان الحريري سيزور دمشق كرئيس حكومة يمارس الحكم ويكوّن شكل الحكومة.