بيروت: لم يتوقف رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عن تفاؤله بتشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، مؤكداً في تصريحات صحافية أن ليس في مقدور أحد، أن يؤخر تأليفها الى ما لا نهاية أو الانسحاب منها لأي سبب كان، ومعتبراً أن المشاورات في شأنها قطعت مرحلة لا بأس بها. وهي تقترب الآن من خواتيمها. ولفت بري الى أن أحداً لا يستطيع تحمل مسؤولية ما يترتب على تأخير ولادة الحكومة quot;الى أبد الآبدينquot;، مشبهاً الحكومة بطائرة هبطت في المطار وما على ركابها إلا أن يأخذوا حقائبهم مع أنهم يتأخرون في أخذها، لكنهم في النهاية سيحملونها وهم يغادرون أرض المطار.

وجدد بري تأكيده أن الإطار العام لتأليف الحكومة متفق عليه ولا عودة عنه وهذا يعني ألاّ مشكلة سياسية بعد الآن تعيق تشكيلها، وقال: quot;كنت أعني ما قلته قبل الانتخابات النيابية وبعدها من أن لبنان سيكون أمام مرحلة سياسية جديدة وأننا سنتوصل جميعاً الى التفاهم على صيغة في شأن تأليف الحكومة لا تميز بين قوى 14 آذار و 8 آذار وهذا ما يحصل الآن، ليس على صعيد رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط فحسب، وإنما على صعيد معظم الأطراف السياسيين الرئيسيينquot;.

ورأى بري أن إعادة خلط الأوراق السياسية بدأت فور الانتهاء من إجراء الانتخابات النيابية وأن انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس quot;كان بمثابة المؤشر الى ما أقوله الآن، مع أني كنت أتمنى أن يشارك الجميع في خلط الأوراق بدلاً من أن تقتصر على البعض في المجلس النيابيquot;.

واستغرب بري كيف أن البعض في الشارع المسيحي لم يفهم حقيقة ما قصده جنبلاط عندما دعا الى وحدة المسلمين، وقال إن ردود الفعل على كلامه ليست في محلها لأن من يراجع حرفية ما قاله لا يجد فيه ما يستدعي الانتقاد خصوصاً أن دعوته لا تستهدف المسيحيين ولا يريد منها تكتُّل المسلمين في وجه الشريك الآخر في المعادلة السياسية.

وأضاف بري: quot;إن لدعوة جنبلاط بهذا الصدد علاقة بدعم الجهود الآيلة الى الاستمرار في مساعي التهدئة لاستيعاب الاحتقان الذي ترتب على حوادث السابع من أيار في العام الماضي والعمل على تنفيس أجواء الاحتقان مع بدء الاتصالات لتشكيل الحكومةquot;.

وسأل بري: quot;لا أفهم لماذا كل هذه الحملة على جنبلاط وأين المشكلة في كلامه عن ضرورة الإبقاء على الطريق الممتدة ما بين العمروسية والشويفات مفتوحة؟raquo;. وقال إن ما قصده هو الاستمرار في الجهود الهادفة الى تحقيق المصالحة بين الجبل والضاحية الجنوبية laquo;وهذا أمر ندعمه من دون شروطquot;.

وسئل بري عن تفاؤله بتشكيل الحكومة فأجاب: quot;إن أحداً منا لا يستطيع أن يدير ظهره للضغط الشعبي الرامي الى الانتهاء من مرحلة المشاورات لمصلحة الإسراع في ولادة الحكومة بعدما تمكنا من حسم الخلاف في شأن توزيع عدد الوزراء على أساس إعطاء عشرة وزراء للأقلية في البرلمان و 15 وزيراً لقوى 14 آذار في مقابل ترك الحرية لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتسمية الوزراء الخمسة الآخرين ليكون قادراً على لعب دور الموازن في مجلس الوزراءquot;.

وإذ شدد بري على ضرورة استكمال تطبيق اتفاق الطائف، أكد أن المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومعها على خط مواز الاتصالات القائمة بين بعض الكتل النيابية، حققت تقدماً يفترض أن يستمر للوصول في تأليف الحكومة الى بر الأمان.

وفي هذا السياق توقف الرئيس بري أمام التعديل الذي طرأ على موقف رئيس quot;تكتل التغيير والإصلاحquot; العماد ميشال عون لجهة موافقته على أن يتمثل بخمسة وزراء في الحكومة بعدما كان يطالب بتطبيق مبدأ النسبية في توزيع الوزراء على الكتل النيابية وبالتالي يصر على أن يتمثل بستة وزراء على الأقل.

ورداً على سؤال أكد أن حركة quot;أملquot; لم تتدخل في الاتصالات الجارية مع العماد عون لإقناعه بتعديل موقفه من توزيع الحقائب وقال إن هذه المسألة متروكة للمشاورات الجارية بين الرئيس الحريري ووزير الاتصالات جبران باسيل الذي انتدبه العماد عون لهذه المهمة. وإن قيادة quot;حزب اللهquot; تقوم بدور مساعد من أجل التوفيق بينهما. وأعرب عن أمله بأن يتوصل الحريري الى اتفاق مع عون يدفع باتجاه التسريع في تأليف الحكومة، لكنه أكد أنه توصل الى تفاهم مع الرئيس المكلف على حصة حركة quot;أملquot; في الحكومة في اجتماع ضمهما أخيراً ولم يستمر أكثر من ساعتين. وكرر إنه لن يتدخل كطرف في المشاورات الجارية بين الحريري وعون وقال إنه يواكبها عن كثب من دون أن يدخل في تفاصيل الأسباب التي أملت عليه عدم التدخل.