بيروت: تشكل القنابل العنقودية والالغام التي زرعتها قوات الاحتلال الاسرائيلية في جنوب لبنان وبقاعه الغربي هاجسا مريرا للمواطنين الذين يقتلون او يصابون باعاقات جسدية دون اي ذنب. وقال تقرير صادر عن المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام ان 44 مواطنا وجنديا لبنانيا قتلوا واصيب اكثر من 300 آخرين بسبب القنابل العنقودية التي القاها الجيش الاسرائيلي خلال حرب تموز التي شنها على لبنان في صيف عام 2006 .

واشار التقرير الى ان ابرز التحديات التي تقف عائقا امام عملية نزع الالغام هي عدم توفر خرائط حقول الالغام التي زرعتها القوات الاسرائيلية. ولفت الى ان اسرائيل سلمت بعض الخرائط التي حوت معلومات مغلوطة بالاضافة الى عدم توافر احداثيات البقع التي قصفت بالقنابل العنقودية ابان العدوان الاسرائيلي عام 2006 مشيرا الى عدم توفر الدعم المالي اللازم ان لناحية عمليات النزع او مساعدة الضحايا او الاستمرار بأعمال التوعية لتخفيف الاصابات .

وذكر ان الواقع الزراعي في الجنوب تأثر بشكل مباشر من الالغام والقنابل العنقودية اذ بلغت نسبة الخسائر في المواسم الزراعية الناتجة عن انتشار القنابل العنقودية في الجنوب 15 في المئة فيما يتعلق بزراعة التبغ و40 في المئة للزيتون و15 في المئة لزراعة القمح و35 لزراعة الحمضيات بالاضافة الى 25 في المئة كخسائر لمزروعات اخرى. وتمكن مركز نزع الالغام والقنابل العنقودية الذي يشرف عليه الجيش اللبناني من ازالة ما يقارب ال15 الف قنبلة عنقودية وحوالي ستة الاف لغم مضاد للافراد والآليات.

يذكر ان عدد ضحايا الالغام والقنابل العنقودية من اللبنانيين منذ عام 1975 حتى الان بلغ 1993 قتيلا وحوالي ثلاثة الاف جريح مع الاشارة الى ان مشكلة الالغام في لبنان تعود الى سنوات قديمة اذ اظهر المسح الوطني لمصابي الالغام والقنابل العنقودية انه يوجد في لبنان اصابات من جراء الالغام المزروعة منذ عام 1948. وبعد هول الكارثة التي خلفتها القنابل العنقودية في الجنوب بعد عدوان 2006 تحرك المجتمع الدولي لمواجهة مشكلة الالغام العنقودية في العالم حيث تبنت 107 دول معاهدة تحظر الذخائر العنقودية الى الأبد وذلك في مؤتمر عقد في مدينة دبلن العام الماضي.

بيد انه على الرغم من ذلك النجاح الذي يعتبر اهم معاهدة انسانية لنزع السلاح طوال هذا العقد يبقى المواطن اللبناني في الجنوب والبقاع يدفع ثمن انفجار تلك القنابل التي زرعتها اسرائيل في مختلف المناطق والاراضي الزراعية ما تسبب بشل الحياة الاقتصادية واعاقة جهود اعادة الاعمار وبناء البنى التحتية وتوفير الخدمات في القرى التي تعاني من مشكلة الالغام والقنابل العنقودية. وتشير الدراسات الى انه لغاية العام 2006 كان يوجد في لبنان اكثر من 550 الف لغما تم تنظيف ما يقارب 120 الفا منها ولا يزال هناك اكثر من 430 الف لغما.

وأفادت الدراسات بأن معظم المصابين بالالغام والقنايل العنقودية في لبنان هم من الذكور اذ تبلغ نسبتهم 89 في المئة ويعاني اغلب المصابين الذين لا يزالوا على قيد الحياة من اعاقة او ربما اكثر حيث شكل البتر تحت الركبة نسبة 21 في المئة من الاصابات و13 في المئة يعانون من مشاكل في النظر و 13 في المئة تعرضوا لتشوه في الوجه او تشوه جسدي اخر. يذكر ان العدوان الاسرائيلي على لبنان بدأ في 12 يوليو 2006 بعد قيام حزب الله باختطاف جنديين اسرائيليين واستمرت الحرب 34 يوما انتهت في 14 من اغسطس بعد صدور قرار وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل وفقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم (1701).

واسفرت حرب تموز عن سقوط 1200 شهيد بينهم 50 جندي وشرطي لبناني وخمسة من جنود القوات الدولية (يونيفيل) و 270 من عناصر حزب الله بالاضافة الى سقوط 4400 جريح ونزوح 974 الف لبناني فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 158 اسرائيلي بينهم 43 مدنيا و115 جندي. ودمر العدوان الاسرائيلي 125 الف وحدة سكنية بالاضافة الى تدمير البنى التحتية وتسبب باجلاء 60 الف اجنبي عن لبنان. وشنت اسرائيل 929 هجوما القت خلاله مليون قنبلة عنقودية على الاراضي اللبنانية وتم ابطال نحو 122500 قنبلة عنقودية على مساحة 37 مليون متر مربع.