بيروت: رأى عضو تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; النائب آلان عون ان لا حلول على مستوى تأليف الحكومة سوى بتأمين اجواء أكثر ايجابية بعيدة عن التشنجات والتحديات وبعيدة عن ممارسة الاستفزازات وشن الحملات الجائرة على فريق من فريق آخر، لافتا الى ان عملية تأليف الحكومات تنطلق عادة من احتمالات عديدة اهمها وجود تباين في وجهات النظر بين فريق وآخر حول توزيع الحصص واعتماد الاسماء، الأمر الذي لا يسمح بإضافة التعقيدات والعراقيل عليها من خلال اتخاذ كل من الفرقاء مواقف تصعيدية تستهدف من لا يتوافق معه من الآخرين، معتبرا ان الاجواء الايجابية هي المدخل الوحيد وان كان غير كاف، الى مفاوضات تسير بشكل اسلم مما هي عليه اليوم.

ولفت عون في حديث لصحيفة quot;الأنباءquot; الكويتية، الى وجود هواجس ومخاوف لدى بعض الفرقاء من البعض الآخر، الامر الذي يوجب على الجميع من اجل التوصل الى حل منشود تبديد الهواجس واعادة صياغة نظرة ايجابية جديدة، وذلك لاعتبار، ان الشعور بالاستهداف جزء اساسي من العرقلة الحاصلة، مشيرا الى ان فريق 14 آذار ينظر الى المعارضة وتحديدا الى التيار quot;الوطني الحرquot; على انه شر لابد منه ومجبر على التعاطي معه، مؤكدا ان النظر الى المعارضة كفريق وشريك اساسي في عملية ادارة البلاد واصلاحها وفي اعطاء الدفع لمشروعها الاقتصادي المقبل، سيسهل مسار تأليف الحكومة.

ولفت عون الى انه من الطبيعي ان تكون هناك مطالب لدى جميع الفرقاء المعنيين بالتشكيلة الحكومية، مؤكدا ان المشكلة ليست في اعتماد الاسماء والشخصيات المرشحة للتوزير، وان المناقشات والمفاوضات كانت من الممكن ان يكتب لها النجاح لولا الشعور بالاستهداف والتحدي وباستقصاد تحجيم البعض للبعض الآخر.

واشار عون الى وجود قراءة خاطئة من قبل البعض لمواقف التيار quot;الوطني الحرquot; ومحاولة لتقزيم المشكلة من خلال تصويرها على أنها مشكلة توزير شخصية معينة، موضحا ان عملية التمسك بإعادة توزير الوزير جبران باسيل وبغض النظر عن نجاحاته في وزارته، جاءت ردا على التحدي والاستفزاز اللذين مورسا ضد التيار quot;الوطني الحرquot;، مؤكدا ان جوهر الازمة هو ان يكون لهذا الاخير مشاركة ندية وفعلية وبنفس المعايير التي تطبق على الكتل الاخرى كونه ثاني اكبر تكتل نيابي واول تكتل مسيحي.

ورد عون على دعوة البطريرك المارونين نصر الله صفير الى تشكيل حكومة من الأكثرية ولتعارض المعارضة، بأنه لا يمكن تجاوز اية فئة لبنانية لها صفة تمثيلية وبالتالي لها حق المشاركة دون منة من احد بنسبة حجمها في الحكومة، متسائلا quot;عما سيكون موقف البطريرك صفير فيما لو اتت الاكثرية النيابية من خلال تحالف نيابي اسلامي-اسلامي؟، وعما اذا كان سيقبل بأن تشكل الحكومة من تلك الاكثرية الناتجة عن التحالف الافتراضي المذكور، والعكس صحيح؟quot;، معتبرا انه لا يجوز تجاوز اي كان من الفرقاء اللبنانيين والذهاب الى منطق الاكثرية مادامت الطائفية تسود في المجتمع اللبناني، وعندما يسود النظام العلماني في البلاد يجوز عندها الانتقال الى اعتماد منطق الاقلية والاكثرية.

وختم عون مشيرا الى ان للبطريرك الحق في اعتماد الموقف الذي يراه مناسبا من وجهة نظره سواء اكانت مواقفه ناتجة عن اصطفاف مع قوى 14 آذار ام مجرد رأي خاص، لافتا الى ان التيار quot;الوطني الحرquot; غير متفق مع بعض وجهات النظر الصادرة عن البطريرك وأنه كان قد عبر عن ذلك في العديد من المحطات، الامر الذي بالرغم من التناقض الموجود لا ينتقص من تقدير التيار واحترامه للمقام البطريركي وللموقع الديني وما يمثله للبنانيين.