أوتاوا: أكد منسق اللجنة المركزية في حزب quot;الكتائب اللبنانيةquot; النائب سامي الجميل أننا نعيش في لبنان مرحلة مفصلية من تاريخنا قد ينتج منها امران، إما لبنان الجديد الذي يحاكي طموحاتنا او لبنان التطرف والحروب ورفض الاخر الذي نرى معالمه تدريجًا. وبالتالي فإما ان ندافع عن بلدنا ونعلن انه لابنائه ولن ندعه يذهب في اتجاهات لا نريدها له، أو انه لن يبقى كما نريده نحن ان يكون.

وانطلاقًا من ذلك رأى الجميل أن ثمة مشكلات مهمة نعاني منها، اولها موضوع سيادة لبنان المنتهكة من قبل الفلسطينيين المسلحين على الاراضي اللبنانية والذين يفرضون سيادة غير السيادة اللبنانية في بعض المناطق وفي بعض المخيمات، اضافة الى سيادة ثانية هي سيادة quot;حزب اللهquot; المسيطر عبر سلاحه على جزء من الاراضي اللبنانية. واعتبر أن هذه مرحلة فصل، فإما ان يبقى بلدنا بين يدي افرقاء وتحت امرة جيوش او ميليشيات او سلاح غير شرعي، او ان يكون لنا وملكنا، رافضًا مزايدة بعض الذين يعتبرون انفسهم فوق الدولة اللبنانية والقانون والدستور والذين يمنعون الجيش اللبناني من بسط سلطته على الاراضي اللبنانية كلها.

واضاف في خلال عشاء تكريمي اقامه قسم مونتريال الكتائبي على شرفه في مطعم quot;لوردياquot; اننا quot;نطمح للعيش في بلد مثل كندا حيث هناك احترام لفكر الانسان وكرامته وقيمته، بينما بلدنا الذي من المفترض ان يكون ديمقراطيًا، منعت فيه الاكثرية من تشكيل الحكومة بعد فوزها في الانتخابات النيابية وذلك في انتظار موافقة ايران وسوريا وغيرها من البلدان اولاً، في المقابل يطرحون علينا ان يكون الرابح والخاسر في الانتخابات سواسية، مما يعني أن اي قرار يحتاج الى موافقة الافرقاء كلهم ورضاهم، خصوصًا اولئك الذين يحملون السلاح والذين يهددون باستخدامهquot;، رافضًا الخضوع تحت قوة الضغط والسلاح والتهديد.

ولفت الى اننا quot;نعيش في بلد الازمات المتكررة والحروب المتكررة والتكاذب المتكرر منذ سبعين عامًا، حيث أحد لم يطرح الهواجس الحقيقية او يعلن الحقيقة كما هي، بل على العكس عاش الجميع في المواربة وهذا ما نرفض استمرارهquot;. ودعا الجميل الى بناء لبنان على اسس جديدة تساهم في تخطيه للمشكلات التي وقع فيها سابقًا، وتوجه الى المغتربين بالقول quot;أنتم موجودون هنا لان احدًا لم يملك الجرأة والشجاعة لطرح الحقيقة كما هي او حاول ايجاد الحلول لئلا نقع مجددًا في المشكلات، فالمحطات السيئة في تاريخ لبنان لما كانت قد حصلت لو جلسنا معًا واعلنا الحقيقة واحترمنا رأي بعضنا البعضquot;.

وأعلن الجميل اننا quot;نريد لبنان المتطور الحضاري المبني على احترام الاخر وخصوصيته وعلى الحقيقة، ولن نحقق هذا quot;اللبنانquot; ان لم نجلس معًا واضعين احقادنا جانبًا لطرح الامور بكل موضوعيةquot;. ولفت الى ان ثمة اختلافًا كبيرًا في وجهات النظر مع بعض الافرقاء مثل quot;التيار الوطني الحرquot; في ما يتعلق بسلاح quot;حزب اللهquot; والعلاقة مع سوريا مثلاً، داعيًا في الوقت عينه الى عدم فقدان المحبة والاخوة. وتابع:quot;هذا الكلام ليس طوبويًا ولا للمزايدة، بل مصيريًا لاننا اذا اردنا المحافظة على لبنان ووجودنا فيه، يجب الا نعامل بعضنا البعض بعداءquot;.

واعتبر quot;أن الانتقال من لبنان الحروب الى السلام، يتطلب المرور بالحوار والمحبة وتطبيق العقيدة المسيحية التي ابتعدنا عنها، لأن الايمان المسيحي قيم ومبادئ اذا لم نعشها في حياتنا اليومية لا نكون مسيحيين اصيلينquot;. وإذ رأى أن quot;الحقد الموجود بين المسيحيين غير مقبولquot;، اعتبر انه يجب استعادة المحبة بين بعضنا البعض لنصل الى الوحدة المسيحية حول الثوابت التاريخية التي دافعنا عنها، والتي هي مطلبنا وشعارنا وهي الاساس من اجل توحيد كل اللبنانيين.

وتمنى الجميل أن يتمكن اللبنانيون المغتربون من التعبير عن رأيهم في الدورة الانتخابية القادمة والمحاسبة. ولفت الى أن حزب الكتائب سيطرح بالتعاون مع بعض الحلفاء الهواجس امام الناخبين ليضعهم امام خيارات واضحة لا وسطية فيها، إما اختيار لبنان الحضارة او لبنان التخلف، لبنان السلام او الحرب، الدولة الدينية او المدنية، وطن التوتاليتارية او الديمقراطيةquot;.

ولفت الى ان quot;هذا الوطن بُني بفضل من وجد على ارضه منذ 1500 سنة وحافظ على الحرية واحترام الاخر ودافع عن نفسه وكرامته وقيمه وثقافته، واستشهد وقام بواجباته الكاملة لتعيش 18 طائفة بحرية فيه، وبفضل البطريركية المارونية، لذلك لا يحق لنا بسبب اعتبارات اقتصادية ومعيشية وسياسية التخلي عن دورنا ودفن تاريخنا المجيدquot;.
وبالنسبة الى المصالحة المسيحية، اعتبر الجميل quot;يجب الا نفسح في المجال أمام الصراع السياسي للتأثير في العلاقات بين المسيحيين، فالاختلاف في الرأي لا يمنع المناقشة والحوار واللقاء، والتحاور في مواضيع ثانوية من الممكن الالتقاء عندها وتحقيق مصلحة اللبنانيين من خلالهاquot;. واعتبر الجميل أن شرط بناء وطن من دون التمييز بين ابنائه يقوم على احترام بعضنا البعض والثقة واحترام العقيدة الدينية، وهذه تؤدي كلها وفقه الى المواطنية. لافتًا الى أن الذهنية التي لاتزال موجودة ويعبر عنها بطرق مختلفة هي الطائفيةquot;.

وأكد أن العقدة في ذلك ليست عند المسيحيين، معتبرًا أنه يوم يسمي حزب الله نفسه quot;حزب لبنانquot; ويترأسه رجل مدني وعندما تصبح عقيدته مدنية، ويعلن مثل تيار المستقبل في مؤتمره الداخلي ايمانه في الدولة المدنية لا الدينية، عندها نكون اول من يواكب هذا الامر، لان حزب الكتائب تأسس حزبًا وطنيًا مدنيًا علمانيًا لكن بعض الاطراف اللبنانية تتصرف بطريقة متطرفة ودينية وتهدد بقائنا كلبنانيين مسيحييين، وبالتالي لا يمكننا سوى ان نقوم برد فعل طائفي. واضاف: quot;طالما عقلية حزب الله تقوم على تحويل لبنان الى دولة اسلامية، فإننا متمسكون بنظامنا الطائفي، لكننا سنكون أول من يطالب بالغاء الطائفية السياسية يوم يتخلى عن هذه العقيدةquot;.

وبالنسبة الى المعتقلين في السجون السورية، جدد تأكيد ان الامور لن تستقيم مع سوريا طالما أن هذا الملف لم يعالج مشددًا على السعي لحله لكن المشكلة تكمن في عدم اعتراف سوريا بوجود لبنانيين في سجونها. وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة استبعد تشكيلاً قريبًا لأن quot;ايران لم تعط الضوء الاخضر لذلك، وحزب الله يمسك بلبنان رهينة عبر سلاحه فيما أحد في 14 آذار لا يرغب في حرب داخلية لذلك نحن متريثون ومترقبون ليتوقف هذا التحدي الذي لا افق لهquot;. وختم بأن مشكلة لبنان بنوية لا ظرفية وهي تحتاج الى معالجة بعمق وإلا فإن اي حل سيؤدي الى مشكلات جديدة.