لم يعد الفارق الكبير نسبيا بالعمر بين الزوجين يمثل حالة نادرة أو استثنائية في العديد من المجتمعات ومنها العربية ، غير أن مثل هذه العلاقة حسب المختصين النفسيين تتطلب تسامحا كبيرا وتفهما واسعا من الطرفين إذا ما أريد لها أن تستمر.
تحظى العلاقة بين الرجال والنساء من أجيال مختلفة ولاسيما بين رجل متقدم بالعمر وامرأة شابة بالجاذبية والاستحسان من قبل العديد من الرجال والنساء بسبب عاملين هامين الأول هو أن الرجال يحبون أن يحيطوا أنفسهم بالأشياء الجذابة (ومنها أن تكون زوجاتهم اقل منهم عمرا بسنوات كثيرة ) فيما تبحث النساء عن حياة مضمونة الأمر الذي يقدمه لهن ( الرجال الأكبر عمرا كونهم يمتلكون المال والتجربة الحياتية الغنية ) . ويعتبر المختصون النفسيون أن الفارق المناسب بين الرجال والنساء في الحياة الزوجية هو ما بين 3ــ 5 سنوات ، غير أن العقل والجسم لا يستطيعان فعل الكثير من الممانعة عندما يظهر الحب تجاه رجل اكبر عمرا كما أن هذا الأمر ليس مبررا للهروب منه .
ويعترف المختصون بان الحياة الحالية توفر الكثير من الامتيازات التي لم تكن في السابق فهناك مراكز التدريب الرياضي وهناك إمكانية لإجراء عمليات التجميل وتتوفر الأغذية التكميلية وغيرها من وسائط الدعم التي تجعل من الصعوبة للوهلة الأولى الشعور بان الشريك الحياتي هو اكبر عمرا بفارق واضح كما انه ليس مكتوبا في أي كتاب أو دراسة بأنه لا يمكن التفاهم مع الناس الأكبر عمرا بل على العكس من ذلك فعندما تتضايق الفتيات الشابات من أقرانهن من الشباب ويشعرن بأنهم غير ناضجين وغير مسؤولين في تصرفاتهم فان الرجل الأكبر عمرا المتفهم لهن والمنصت لهمومهن وأفكارهن يعتبر بلسما للروح الأنثوية خاصة وان الرجال الأكبر عمرا تكون تجربتهم الحياتية اكبر وتصرفاتهم أكثر لباقة . وينبه المختصون النساء إلى انه يتوجب عليهن أن يتذكرن على الدوام انه عند تطلعهن إلى الشريك الحياتي الأكبر عمرا على انه أكثر حكمة وتجربة فان الشريك المسن ينظر إليهن بعيون مختلفة وهي أنهن شابات يتوجب تعليمهن ومساعدتهن على التوجه في الحياة .
ويضيفون إذا كانت المرأة من النوع الذي يحب أن يقاد وتنتظر أن يقوم شريكها الحياتي بفعل ذلك فإن هذا الأمر يعتبر رائعا أما المشكلة فيمكن أن تنشأ عندما تعتزم فرض مواقفها كالشريك الحياتي . وحسب الطبيبة النفسية التشيكية مارتا بوتشكوفا فانه quot; كلما كان الفرق في السن كبيرا كلما كان تأقلم الشريك الأكبر عمرا أصعب quot; لان له عاداته ولا يحب التخلي عنها .
ويسري نفس الأمر على التوقع بان يعمد الرجال الأكبر عمرا على مجاراة زوجاتهم الشابات في هواياتهن بالرقص أو اللعب في النادي أو الاستماع إلى الموسيقا الصاخبة فالرجال الأكبر عمرا يفضلون المسارح والقراءة أو مشاهدة التلفزيون واللقاء مع الأصدقاء من نظرائهم عمرا . الدكتورة بوتشكوفا تعترف أن التوفيق بين العالمين قد لا يكون سهلا فالصديقات الشابات يكن مشتتات في اغلب الأحيان في حين أن الأصدقاء المسنين معتادين على نمط معين الأمر الذي يجلب الكثير من التعقيدات .
اعدوا للمستقبل
تشعر النساء الشابات بأن أزواجهن الأكبر سنا يتقدمون في العمر بشكل أسرع وبالتالي ماكان يتم القيام به بحماس في الأربعينيات يمكن أن يكون القيام به في الخمسينيات مشكلة أما بعد عشر سنوات من ذلك فان الوضع يصبح أكثر تعقيد ا لان الرجل يكون قد أصبح متقاعدا في حين تكون النساء الشابات في المرحلة الأفضل من العمر. وتنبه الدكتورة بوتشكوفا إلى أن تأثير السنوات يظهر على الإنسان لان الجسم يبدأ بفقدان قوته وحيويته ويصبح الرجل المتقدم في العمر أكثر بطأ ولهذا من الضروري على النساء الشابات اللواتي يأخذن رجالا اكبر منهن بفارق واضح الأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر وتحضير أنفسهن لذلك. وتضيف وبالطبع توجد هنا استثناءات لان الأمر يتوقف على كيفية شعور الإنسان بالتقدم في العمر وبنوعية أسلوب الحياة الذي ينتهجه الأمر الذي يمكن للنساء أن يؤثرن فيه في حال استجابة الرجال لذلك. وبكلمات أخرى تضيف فان العلاقة بين الشركاء الحياتيين المختلفي الأعمار فيها الكثير من النواحي الايجابية وبالتالي فان الكثير من النساء يقدمن على ذلك بعقلانية غير أن نجاح هذا الأمر يتطلب درجة عالية من التسامح وعلى الطرفين السعي لتفهم كل طرف للأخر .
التعليقات