دعا تقرير رسمي بريطاني الى زرع الأعضاء التي يتبرع بها مرضى مصابون بالسرطان رغم الوفيات التي تحدث بعد زرعها.


كان النقص الحاد في توفر الأعضاء التي يتبرع بها أصحابها دفع الأطباء الى قبول قلوب ورئات وكلى وأكباد من مرضى مصابين بالسرطان تنقل أحيانا المرض الى متلقي هذه الأعضاء. واكتشفت دراسة ان 15 شخصا في بريطانيا أُصيبوا بالسرطان خلال عشر سنوات من جراء ذلك وسُجلت ثلاث وفيات نتيجة زرع مثل هذه الأعضاء من مانحين مصابين.

ولكن آخرين أُصيبوا بالسرطان وماتوا بالمرض بعد زرع أعضاء تبرع بها مانحون كانوا يعتبرون سالمين. وقال التقرير الصادر عن اللجنة الاستشارية لوزارة الصحة البريطانية ان الفترة الواقعة بين نيسان(أبريل) 2003 وآذار(مارس) 2013 شهدت 506 مانحين لهم تاريخ من الاصابة بالسرطان أو سُجل السرطان على انه سبب وفاتهم وان 358 مانحا منهم أُخضع لعملية زرع عضو واحد على الأقل في زمن حياته.

وعلى امتداد 10 سنوات أُصيب 18 متلقيا بمرض السرطان في العضو الذي تلقوه. وقد تكون الاصابة مصادفة أو لم تُشخص وقت عملية الزرع. وانتقل مرض السرطان الى 15 مريضا آخر من مانحيهم ، ستة منهم بسرطان الكلية وخمسة بسرطان الرئة واثنان بسرطان الغدة الليمفاوية وواحد بسرطان الهورمون والجهاز العصبي وواحد بسرطان القولون. وتوفي ثلاثة من هؤلاء.

ولم يكن أي من المانحين مصابا بالسرطان وقت زرع العضو الذي تبرع به.وشدد التقرير على ضرورة ألا تُستخدم أعضاء مانحين مصابين بسرطان الدم أو مصابين انتشر السرطان الى الدماغ. ولكن التقرير ترك القرار في غالبية الحالات الأخرى للجراح الذي يزرع العضو إذا رأى ان إمكانية انتقال السرطان الى المتلقي مخاطرة تستحق الاقدام عليها لانقاذ حياة المريض. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسور جيمس نويبرغر المدير الطبي لقسم نقل الدم وزرع الأعضاء في مؤسسة الخدمات الصحية ان خطر انتقال السرطان يجب ان يُوزن مقابل خطر وفاة المريض اثناء انتظاره مانحا آخر يتبرع له بأحد اعضائه.

وقال ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المريض ان هناك مرضى يرفضون رفضا قاطعا تلقي عضو من متبرع مصاب بالسرطان ولكن آخرين قد يقبلون به. والمهم ان يكون القرار قرار المتلقي وعائلته.

وقال الجراح المتخصص بزرع الاعضاء البروفيسور اندرو برادلي انه وضع يتسم بتعقيد شديد مشيرا الى ان شخصا في الستينات أو السبعينات من العمر قد يقبل عضوا يرفضه المتلقي الشاب. واضاف ان سلامة المريض ستتوفر بقدر أكبر لو توفر عدد أكبر من الأعضاء.

وهناك حاليا في بريطانيا 7002 شخص ينتظرون زرع عضو وتجري سنويا زهاء 3500 عملية زرع. وقال متحدث باسم وزارة الصحة البريطانية quot;ان خطر انتقال السرطان من عضو تبرع به مانح ضئيل جدا في بريطانيا ، يبلغ حاليا 0.06 في المئةquot;. وأضاف ان 1000 شخص يموتون كل عام بانتظار ان يُزرع لهم عضو وبالتالي من المهم ان توزن مخاطر الاصابة بالسرطان من عضو مانح مقابل خطر الوفاة في حالة عدم إجراء عملية زرع. ودعا المتحدث الأطباء الى مناقشة هذه المخاطر مع مرضاهم الذين ينتظرون زرع عضو كي يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا مستعدين لقبول عضو مانح مصاب بالسرطان.