قال خبراء إن الآباء والأمهات هم من يقفون وراء أزمة البدانة في بريطانيا من خلال منحهم أطفالهم الصغار قدراً كبيراً من الحليب. ووجدت دراسة أجراها هؤلاء الخبراء، وهي الأكبر من نوعها لنظم الأطفال الغذائية، أن نسبة تقدر بـ 99.9 % من الأطفال دون سن العامين يستهلكون فائضاً من البروتين كل يوم، واتضح للخبراء أن الطفل الواحد يتناول في المتوسط ثلاثة أضعاف ما يتعين عليه أن يتناوله.
كما أظهرت الدراسة البحثية أنه في سن الـ 21 شهراً، يتناول ثلثي الأطفال سعرات حرارية تفوق الحد اليومي الموصى به، وهو ما يعرضهم لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والنوع الثاني من داء البول السكري في وقت لاحق من العمر. وشدد العلماء على أن الحمية الغذائية الخاصة بالأطفال الصغار تلعب دوراً رئيسياً في تحديد صحتهم المستقبلية، في وقت يكون فيه الأطفال البدناء أكثر عرضة للإصابة بالبدانة في مرحلة البلوغ، ومن ثم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطرة.
وتبين أن خمس الأطفال يكونوا زائدي الوزن حين يبدؤوا مرحلة الدراسة الابتدائية، وثلثهم حين يغادرونها. لكن الخبراء يخشون من أنه في حال استمر الآباء والأمهات في تغذية أطفالهم بهذا الشكل المتردي من سن مبكرة، فإن الأزمة ستتفاقم. وقال باحثون من كلية لندن الجامعية وجامعتي أكسفورد وبريستول إن استهلاك البروتين مرتفع للغاية لأن الآباء يمنحون أطفالهم كميات كبيرة من الحليب، الزبادي وغيرها من منتجات الألبان، وهو ما يساهم بشكل مباشر في تفاقم أزمة البدانة.
وقالت الباحثة الرئيسية بالدراسة، دكتور هايلي سيراد، من مركز بحوث السلوكيات الصحية التابع لكلية لندن الجامعية :" حميات الأطفال الغذائية مدعاة للقلق. فالعادات والتفضيلات الغذائية تتكون في أول عامين بعد الولادة، وثبت لنا بالفعل أن ما نتناوله في مراحل الحياة الأولى يمكن أن يكون له تأثير دائم على وضعيتنا الصحية".
التعليقات