إيلاف - جدة: كشفت احدى أهم الدراسات الطبية " ايميليا " في مجال علاج السرطان وخصوصا سرطان الثدي عن تطور العلاجات المقدمة لهذا النوع من الأورام، و لمن لديهن ما يدعى ( مستقبلات هير2 ) الايجابي الذي يزيد من احتمالية معاودة الأورام الخبيثة في مواضع أخرى من الجسم بعد الانتهاء من تلقي العلاج في أول اصابة بالمرض. 

وأوضحت الدراسة التي طبقت على عينة عشوائية بلغت 991 حالة من مرضى أورام الثدي المتقدم موضعياً إلى أن هذا التطور البيولوجي الهادف يؤدي إلى انكماش الورم، ويبطئ من تقدم المرض ويزيد من فرص البقاء على قيد الحياة.

وبحسب ما أوضحت الدكتورة أطلال ابو سند استشارية علاج أورام الثدي في المستشفى الجامعي في جدة عما يسمى " بالسرطان الانتكاسي " تلخص في أنه عودة المرض بعد تشخيصه الاول مرة أخرى سواء في شكله عند الظهور الأول، أو في مناطق مختلفة من أعضاء الجسد، إلا أنه من مصدر السرطان السابق ذاته، وفي حال أورام الثدي يمكن أن تتكرر في أي وقت، أو لا تتكرر إطلاقا، ومعظم التكرار يحدث خلال السنوات الخمس الأولى بعد علاج سرطان الثدي".


مشيرة إلى أن الانتكاس احتمال قائم مع كل أنواع السرطان بعد علاجها، بحسب عدة عوامل منها نوع المرض، شراسته، مدى انتشاره في العقد اللمفاوية المجاورة وعوامل أخرى متعلقة بالمريض منها مثلا المستوى الصحي العام، و الوزن، واستمرار العوامل التي قد أدت إلى المرض في نسخته الأولى مثل التدخين.

وفي ما يخص حاملي ما يدعى ( مستقبلات هير 2 ) قالت:" في ما يخص النوع هير٢ الايجابي قد يرتبط باحتمال عودة أعلى بعد التشخيص الأول كونه من الأنواع النشطة، ولكن مع تطور العلاجات الحيوية الموجهة لمستقبلات هير٢ تم تقليص احتمالات السرطان الانتكاسي بنسبة ٢٠ في المئة بعد التشخيص الأول. وفي حال عودة المرض فهناك علاجات حيوية ذات فعالية كبيرة لعلاج أو تثبيط هذا النوع".

- الكشف المبكر:
وتؤكد الدكتورة أطلال أهمية الكشف المبكر بارتباطه بفرص شفاء عالية، و فرص أقل لعودة المرض مستقبلا وزيادة الوعي العام، و هناك مراكز وطنية تقدم الفحص والدعم اللازمين. ولا بد من استمرار التوعية لكل شرائح المجتمع من سيدات، رجال و كذلك الكادر الصحي، منوهة بأن الشفاء أو ما ندعوه متوسط البقاء على قيد الحياة من دون انتكاس بعد ٥ سنوات من التشخيص الاول قد يصل إلى نسبة ٩٨٪ مع الكشف المبكر. 

- المرض الانتكاسي وصغار السن:
وفي ملاحظة مهمة لفتت الدكتورة أطلال إلى أن احتمال تشخيص الاورام النشطة لدى صغيرات السن يكون أكثر منه في الأكبر سنا، وبالتالي يكون أكثر عرضة لاحتمال السرطان الانتكاسي بعد التشخيص الأول. منوهة بأن العلاج يعتمد على عدة عوامل منها مكان عودة المرض، نوع السرطان، نوع العلاج المستخدم في المرة الاولى، توقيت عودة المرض بعد التشخيص الأول. إضافة إلى الحالة الصحية للمصاب أو المصابة، وعليه فإن نسبة نجاح العلاجات مختلفة من شخص لآخر. الانتكاس المتكرر هو احتمال وارد خصوصا في حال استمرار العوامل التي أدت لحدوث المرض.

- نصائح طبية مهمة:
من الأفضل في هذا الحال اتقاء العوامل التي من المعروف أنها قد تزيد من احتمال عودة المرض منها التوقف عن التدخين، اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة و الحفاظ على وزن مثالي. فحص نسبة فيتامين دال في الدم و تعويضه إذا كان ناقصا حيث إنه قد يخفض من احتمالية عودة المرض لدى الأشخاص الذين أصيبوا وعولجوا من سرطان القولون. الفحص الجيني إن لزم لمعرفة إذا كان هذا الورم ناتجا من خلل وراثي أو عارض. لكن هذه لابد من مناقشتها مع طبيب الأورام المعالج. الأشياء الأخرى تتضمن اتباع تعليمات الكشف المبكر لأن العلاج يكون أنجع في المراحل المبدئية. 

- نقلة نوعية في علاج سرطان الثدي الانتكاسي:

من جانبها أوضح أستاذ ورئيس مركز أورام الثدي في جامعة ميونيخ بألمانيا، ورئيس وحدة علاج الأورام والتجارب السريرية في قسم جامعة أمراض النساء بميونيخ، البروفيسورة نادية هاربيك أن سرطان الثدي الإنتكاسي قد يصعب علاجه مقارنة بالإصابة السابقة في مراحله الأولية وما قبل الانتشار، خاصة تلك الأورام التي تصنف من النوع ايجابي المستقبلات هير2، لكن التطورات الحديثة في مجال سرطان الثدي وخاصة في مجال علاج ايجابي المستقبلات هير2 قدمت فرصا عالية في إمكانية السيطرة على المرض والأعراض المصاحبة له في الحالات غير القابلة للشفاء لعدد من السنوات.

وقالت خلال المؤتمر الذي شهدته السعودية مؤخرا:" إن هذا التطور الجديد في مجال العلاج البيولوجي الهادف يمثل نقلة نوعية في علاج سرطان الثدي لدى المرضى اللائي يعود لهن، ويعتبر الأول من نوعه حيث إن لديه قدرات علاجية قوية على مريضات سرطان الثدي المتقدم "هير 2" HER2، ويعمل على مهاجمة الخلايا السرطانية بدقة، ومن مهمة هذا التطور هي نقل تلك المواد الهجومية إلى الخلايا المصابة فقط مع قدرة استثناء الخلايا السليمة". منوهة بتعزيز زيادة متوسط العمر لدى المرضى، وتمكين الأطباء من زيادة السيطرة على الأعراض المصاحبة للمرض الانتكاسي، وزيادة جودة ونوعية الحياة لديهن، وحاليا يوجد خيارات علاجية متعددة ومع هذا التطور نستطيع أن نحدد الاستخدام الأمثل للعلاج ووضع استراتيجيات علاجية واعدة.