أشرف أبوجلالة – إيلاف: بالاتساق مع ما باتت تشهده الحياة من تغيّرات وتقلبات سريعة الإيقاع في كثير من الجوانب، ربما بدأت تتكاثر معدلات إصابة أعداد متزايدة من الأشخاص بأعراض القلق، الاكتئاب والإدمان، أو المضي لما هو أخطر من ذلك، بالتفكير في الانتحار والتخلص من حياتهم.
والمفزع في الأمر هو أن تلك المشكلات باتت تداهم كثيراً من الرجال دون أن يشعروا، كما أنهم لا يكتشفون تطور حالاتهم المرضية إلا بعد سنوات، خاصة وأنها تصيب الجميع بغض النظر عن الجنس، الطبقة الاجتماعية، السن أو أي من العوامل الأخرى.
ونشرت بهذا الخصوص صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً مطولاً حول السر وراء مرض الاكتئاب الذي يصيب الرجال في صمت، وأبرزت في بداية حديثها قصة انتحار الممثل الشهير، روبن ويليامز، في أغسطس عام 2014، وما أعقب ذلك من حالة اندهاش أصابت كثيرين من محبيه بسبب إقدام شخص في نجوميته على التخلص من حياته.
ثم مضت الصحيفة تشير إلى عديد الحالات التي استسلمت لمشاعر الضيق والاكتئاب، نتيجة أمور خاصة في حياتها، وكيف نجح كثيرون في التصدي لتلك الحالة ليواصلوا بعدها حياتهم بكل روح قتالية وإقدام على الحياة، رغم ما واجهوه من أرق نفسي.
وتابعت الصحيفة بنقلها عن توب تشابمان، مؤسس الجمعية الخيرية Lions Barber Collective ، التي تهدف للتوعية بشأن منع حالات الانتحار، قوله " بدأ يتحدث الناس ويجاهرون بمشكلاتهم أكثر من ذي قبل، ولم يعودوا يميلون لإخفائها، لذا فالأمور تتحسن. وبدأ يشعر الرجال بالارتياح عند تحدثهم لبعضهم البعض بشأن مشاعر القلق التي تنتابهم ومشكلاتهم وشكوكهم وبدأوا يميلون لاستشارة الأطباء أو المتخصصين".
ونوّهت الغارديان إلى أن تشابمان قرر انشاء تلك الجمعية لمعالجة مشكلات الصحة العقلية التي تصيب الرجال بعد أن قام أحد أصدقائه بقتل نفسه نتيجة مروره بمثل هذه المشكلات.
الاكتئاب السبب الأول للانتحار
ولفتت الصحيفة في الوقت عينه إلى تلك الأرقام المأخوذة من المكتب الوطني للإحصاء، والتي تُبَيِّن أن الانتحار يُعَد السبب الأبرز في الوقت الحالي وراء وفاة الرجال دون سن الـ 45 عاماً في المملكة المتحدة. حيث اتضح أن العام 2014 شهد 6109 حالات انتحار في المملكة المتحدة، نصيب الرجال منها 76 %، كما أظهرت الإحصاءات أن نسبة انتحار الذكور إلى الإناث سجلت ارتفاعاً مستمراً على مدار الـ 30 عاماً الماضية، فانتحار الرجال كان يشكل 62 % عام 1981 ثم ارتفعت تلك النسبة الى 70 % عام 1988، ثم إلى 75 % عام 1995 وأخيرا إلى 78 % في 2013.
جمعية Heads Together
كما لفتت الصحيفة إلى الدور الذي تقوم به جمعية Heads Together بالتعاون مع الأميرين وليام وهاري ودوقة كامبريدج لتشجيع الناس على التحدث بانفتاح عن مشكلاتهم وعدم إخفائها وتعويد أنفسهم على مواجهتها بكل جرأة وشجاعة ورغبة في حلها.
وختمت الغارديان بإشارتها لبعض الأشياء التي تعني بتخليص الأشخاص من نوبات الاكتئاب والقلق، استناداً إلى تجارب أناس حقيقيين، من بينها: التعلم، التعامل مع الحياة برصانة، الالتزام بالأدوية والطرق العلاجية، المشاركة في بعض النشاطات التطوعية، ممارسة رياضة تاي تشي الروحية، المشي، التحدث مع الآخرين، الاهتمام بتناول الأطعمة التي تمد الجسم بفيتامين بي، العمل وأشياء أخرى كثيرة.
أعدّت "إيلاف" المادة نقلاً عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، الرابط الأصلي هنا:
https://www.theguardian.com/society/2017/aug/13/why-do-men-suffer-depression-in-silence
التعليقات