"في حلقة استضافت نوال": "سوبر ستار2" يودّع الصوت النادر والأخلاق النبيلة في خروج عبير نعمة وعبد الرحمن محمد

رولا نصر من بيروت: عرضت شاشة تلفزيون المستقبل مساء الأحد الماضي، الحلقة الخاصة بالأغنية الخليجية ضمن برنامج "سوبر ستار2"، حيثتبارى المشتركون المشتركون يزورون عبير في المستشفى على اداء هذا اللون الغنائي الذي يتميز بأسلوب خاص ومتفرّد، ويختلف كل الإختلاف عن أي لون في دير القمر غنائي آخر، بوجود مشترك خليجي واحد باق في البرنامج هو السعودي عبد الرحمن محمد. حلقة، إستضاف خلالها البرنامج، المطربة الكويتية القديرة نوال، التي حضرت بعفويتها وطيبتها، لتقف إلى جانب المشتركين، وتبدي رأيها في كل واحد منهم، تدعمهم وتشجعهم،وأيضاً تغني معهم. قدم المشتركون "مديلي" خاص بأشهر واجمل أغنيات المطربة نوال، التي حضرت قبل يوم إلى استوديوهات "بيروت هول" لإجراء التمرينات اللازمة مع الفرقة، فجلست معهم واستمعت إلى أسئلتهم الكثيرة، كونهم حالوا الإستفادة من خبرتها قدر المستطاع. وقبيل الحلقة بلحظات، كان بادياً على نوال، الخوف والإرتباك، هي التي قالت للمشتركين أن الرهبة هي ذاتها في كل مرة يقف فيها الفنان على المسرح ليقابل جمهوره؛وطبعاً ليس أي فنان، بل ذلك الذي يحترم الفن الذي يقدمه، الفنان الصادق الذي يغني حباً بالفنوليس لأي هدف آخر... إنها نوال، المطربة القديرة ذات المسيرة المشرقة الممتدة إلى حوالي عشرين عام، بدت مع مشتركي "سوبر ستار2"، وكأنها واحدة منهم، تحس معهم، وتدرك مخاوفهم وهواجسهم. وأبدت نوال إعجابها بكل المشتركين، معتبرة أنهم محترفون وليسفي الكواليس هواة كما هي طبيعة البرنامج، وهمست في الكواليس أنها معجبة بإسمين أكثر من الباقين، غير انها تحفظت عن ذكر أسماء بعينها، وقدمت للمشتركينواعضاء لجنة التحكيم باقات ورد جميلة بعد انتهاء الحلقة. الكلّ غنى بطريقة متميزة، وقدم اللون الخليجيباحتراف، مع تميز بعض الأشخاص عن الآخرين، كمثل رنيم قطيط، مهند مشلح ووأيمن الأعتر، لكن مما لا شك فيه ان حلقة الأغنية الخليجية أثبتت بالفعل أن مشتركي "سوبر ستار2" اناس محترفون، يتقنون كافة الألوان الغنائية، ويستحقونجميعاً لقب "سوبر ستار". ولكن، تأتي لعبة التصويت لتقديم ضحية جديدة كل أسبوع، وهذه المرة كانوا 2، بسبب إلغاء التصويت خلال الأسبوع الماضي لعدم غناء عبير نعمة مع المشتركين حيث اضطرت الى البقاء قرب والدها في المستشفى بعد تعرضهلوعكة صحية خطرة. الضحيتان لهذا الأسبوع، هما وللأسف الشديد، عبير نعمة، صاحبة الخامة الصوتية النادرة، والحاصلة على شهادات كثيرة منها من المطرب الكبير وديع الصافي، والتي مثلت لبنان في اكثر من محفل غنائي، وأيضاً عبد الرحمن محمد،الشاب السعودي الطالب في كلية الإعلام، والذي اتكل على موهبته الفطرية فقط، وتميّز ووصل إلىمرحلة لم يكن أبداً يتوقعها، صاحب الإحساس المرهف والأخلاق النبيلة. عبير بكت كثيراً وتأثرت، لكن رغم ذلك كانت تبتسم وتودع الزملاء بكل رقي متمنية لهم التوفيق والإستمرار، اما عبد الرحمن، فعكس كل التوقعات تقبل النتائج بشكل عادي، معتبراً ان ما وصل إليه

إنجاز كبير... "إيلاف" التقت عبير وعبد الرحمن وكان هذا الحوار...

بداية نسألك، كيف تصف شعورك بعد الخروج، وكيف تقيم مرحلة "سوبر ستار2" في حياتك؟
الحمد لله أنا راض عن المرحلة التي وصلت إليها ولكنني حزين طبعاً لأن عبير نعمة تخرج معي اليوم. لست أقول ذلك من باب المجاملة ولا المسايرة، بل لأنه كانلوجود عبير معنا في المجموعة، طعماً مختلفاً، بروحها الجميلة التي احبها الكل واحترمها وقدرّها.

طالما رددت أنك اتكلت على موهبتك الفطرية ولم تكن لك أي تجارب سابقة في الغناء. ماذا تغير فيك بعد سوبر ستار؟
اولاً لا بدّ من القول حقيقةً، أن كل واحد من مجموعة الـ17 الذين وصولوا إلى نهائيات البرنامج، إمتلك كل واحد منهم ميزة خاصة وتفرّد في شخصيته الغنائية، حاولت الإستفادة من كل واحد بأمر معين. حلمي منذ الطفولة كان دخول معهد لتعلّم الموسيقى على أصولها على أيدي أساتذة، فأسمع واطور نفسي، لكن البيئة التي ترعرعت فيها لم تكن لديها اهتمامات نحو مجالات الموسيقى. لذا، شعرت في "سوبر ستار" وكأنني داخل معهد موسيقي خاص، وسط أناس يفهمونني ولهم الميول ذاتها. لا ادري طبعاً ما هو حجم التطور الذي حصل معي منذ اليوم الأول لي في البرنامج، ولا زلت بحاجة للكثير، لكن مما لا شك فيه أن "سوبر ستار" هو بمثابة فرصة كبيرة لم أكن لأحلم بها، لأنه امن لي العائلة الفنية والحياة الموسيقية المستمرة بشكل يومي.

الكلّ يجمع على شهامتك ورقيّ تعاملك مع الآخرين. الى أي مدى يمكن أن تحافظ على هذه الصورة بعد احترافك الفن وازدياد نسبة شهرتك يوماً بعد يوم؟
أتمنى ان اكون أحمل بالفعل هذه الصفات، لا أحب الحديث عن نفسي، لكن هذا انا. أتمنى أن أبقى كذلك كل أيام عمري. الفنان الذي يحمل رسالة معينة من خلال فنّه، يجب أن يكون صادقاً. الجمهور ليس غبياً، ويستطيع أن يكتشف مدى صدق هذا الفنان أو عدمه. شرف كبير لي أن بقال بأنني أحمل هذه الصفات.

صودف خروجك بعد غنائك في الحلقة الخليجية تحديداً. هل يمكن أنك تجيد الألوان المشرقية اكثر من الخليجية؟
لا ادري صراحة ماذا يمكن أن أقول، لكن مما لا شك فيه أن الزملاء في المجموعة أبدعوا في الغناء الخليحي وكأنهم خليجيون بالفعل. أتمنى ان اكون قد غنيت بشكل جيد، سواء اللون الخليجي او الألوان الأخرى. المنافسة كبيرة جداً، وكل الزملاء يمتكلون مواهب جبارة وخارقة، بشهادة كبار الأساتذة والأخصائيين، ولي الشرف الكبير في أن اكون وسطهم وواحداً منهم.

عبير نعمة

هل تعتقدين أن الوضع الصحي لوالدك أثر على غنائك خصوصاً واننا سمعنا بأنك لم تجري أي تمرينات إلا قبل يوم واحد من الحلقة وحفظتها سريعاً؟
نعم صحيح، كنت أشعر أنني سأخرج اليوم تحديداً، رغم أنني أضع كل أسبوع امامي هذا التوقع، لكنني يوم الأحد بصراحة لم أغن بشكل جيد، فتملكني شعور قوي أنني سأقف في دائرةالخطر واخرج. اما عن صحة والدي، فلا أعتقد أنها السبب في هذه النتيجة اليوم، لا أريد أصلاً أن أربط بينهما، لأنني وقفت سابقاً في مرحلة الخطر ولم يكن والدي يشكو من أي شيء
.
ما هي الوعكة الصحية التي ألمت بوالدك؟
تعرّض والدي لثماني ذبحات قلبية، ودخل العناية الفائقة، هو لا يزال في المستشفى رغم أن حالته تحسنت، وإلا لما تمكنت من الوقوف على المسرح.

أتمنى ألا يكون قد حزن هو وأفراد العائلة. واواد بالمناسبة توجيه شكر كبير الى كل شخص سأل عني في محنة والدي، وأعرف أن كثراً صلوا من اجله.
بين قرارك السابق بالإنسحاب وخروجك اليوم، ما هي المفارقات التي تسجلينها؟
الفرق شاسع بين اللحظتين. في المرة الأولى كنت مرتبكة وخائفة من العيش مجدداً تحت الضغط، خصوصاً وأنني لا أعرف كيف يصوت وعلى أي أساس، وما هي المعايير التي سيصوت من خلالها... كل هذا كان هاجساً بالنسبة لي، خصوصاً وأن حلقة الفرصة الأخيرة كما يذكر الجميع، ضمّت أصواتاً رائعة بالفعل. إلى حين قررت العودة عن قرار الإنسحاب، وتأهلت إلى المرحلة الثالثة والحمد لله. لكن اليوم أخرج بناء على رغبة الجمهور وتصويته، شاكرة كل شخصصوت لي واحبني ووقف إلى جانبي.

هل لا لزت على اتصال مع زميلتك رنين الشعار؟
نعم طبعاً، الكلّ يعرف اننا اصدقاء، وأكيد هي حزينة اليوم، اوحه لها تحية تقدير ومحبة، هي ومحمد داود أيضاً الذي بقي على اتصال دائم معنا، ومصطفى وكل الذين خرجوا. رنين خرجت مبكراً من البرنامج وأثرت كثيراً في الجمهور.

لامتك الصحافة لعدم غنائك الأسبوع الماضي بسبب الوعكة الصحية التي المت بالوالد، حيث اعبرت بعض الأقلام أن ما من شيء يجب أن يمنع الفنان عن جمهوره خصوصاً وان عدداً كبيراً من الفنانين تعرض لمواقف مماثلة ولم يعتذر عن ملاقاة الجمهور؟
ربما هذا صحيح، وهو رأي آخذه بعين الإعتبار، لكن الوضع الصحي لوالدي كان خطراً جداً، بين الحياة والموت، وكان لا بدّ أن اكون معه ومع عائلتي خصوصاً وأنني الأخت الكبرى. شع8رت ان شهرة العالم لن تعوضني عن لحظة واحدة أقف فيها إلى جانب عائلتي.

تميزت عبير نعمة بخامة صوت وصفت بالنادرة. هل تخافين أن يكون غناؤك في "سوبر ستار" إلى جانب صوتك، قد صنّفك في خانة "المطربة النخبوية" ما قد يبعدك عن تأسيس قادعة جماهيرية مستقبلاً؟
أشكر الله الذي وهبني نعمة الصوت هذه، الذي أرى فيه رسالة مقدسة يجب أن احافظ عليها واوصلها إلى الناس. هناك عشرات الأصوات المتميزة والخامات النادرة في الوطن العربي، تمكن أصحابها من تأسيس قادعة جماهيرية مميزة أمثال المطربة أصالة، كاظم الساهر، ماجدة الرومي، جوليا بطرس وغيرهم كثر. هؤلاً خلقوا خطاً جديداً في عالم الأغنية العربية، وكل واحد منهم بات صاحب مدرسة غنائية مؤثرة. أتمنى أن احقق جزءاً بسيطاً جداً مما حققوه وان اكون على القدر الكافي من المسؤولية الملقاة على عاتقي من خلال صوتي الذي وهبني إياه الله. أتمنى ألاّ أمرّ مرور الكرام، بل أن أترك بصمة في حال احترفت الغناء مستقبلاً.

[email protected]

التصوير بعدسة الفنان ميكي