إيمان إبراهيم من بيروت: لم يعد بإمكان المشككين في قرار نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد منع فنّانات الإغراء من الغناء في سوريا، الادّعاء أنّ ثمّة أهداف سياسية تقف وارء قراره، خصوصاً أنّ معظم الفنّانات اللواتي شملهن قرار المنع الجديد، بالكاد يقرأن جريدة أو يستمعن إلى نشرات الأخبار، وهنّ حتماً غافلات عمّا يجري في كواليس السياسة المحليّة، وغير آبهات بمصير العلاقات اللبنانيّة السوريّة إلا بمقدار ما ينتج عنه تحسين العلاقات بين البلدين من تأمين عمل لهنّ في سوريا، بعد أنّ حالت الأوضاع السياسيّة دون انتعاش موسم السّياحة في لبنان، وبالتالي انحسار النشاطات الفنيّة، حيث أصبح ظهورهنّ يقتصر على بعض ما تجود به قناة quot;ميلوديquot; عليهنّ من كليبات غالباً ما تنتهي صلاحيتها سريعاً.

إذاً أغنية دومينيك الجديدة باللهجة السوريّة لم تشفع لها عند عبيد، لا بل ربما سرّعت في اتخاذ القرار لما أحدثته من تشويه في اللهجة، كما أنّ صكوك البراءة التي تغاوت بها الفنّانات اللواتي شملهنّ القرار الأخير، بعد أن خلت القائمة الأولى من أسمائهنّ، ما لبثت أن تساقطت عند صدور القائمة السوداء الجديدة، التي لم تجد من يعترض عليها، خصوصاً أنّ أي ممّن شملهنّ القرار لا تملك ما تستند إليه لترمي تبعات منعها على ذيول السياسة المتوترة بين لبنان وسوريا، ومن المؤكد أنّ صباح عبيد أذكى من أن يحارب لبنان من بوابة دانا ودومينيك وميليسا ومروى!

فحبذا لو كان في كل بلد عربي صباح عبيد، وبغضّ النظر عن محاولة بعض الفنانات تحويل quot;صراعهاquot; مع عبيد إلى صراع شخصي، يبدو من غير المنطقي التوهّم بأنّ النقيب السوري له ثأر شخصي مع كل فنانات العري والإثارة، إلا إذا اعتبرنا أنّ له موقف شخصي من العري والإثارة بحد ذاتها، لكن إلى أي مدى يبدو القرار السوري فعالاً في لجم ظاهرة الفنانات المتعريات في ظل وجود قنوات فضائيّة تروّج لهنّ على مدار السّاعة؟ والأهم لماذا تصر السينما المصريّة على فتح أبوابها أمام هذه النوعيّة من الفنانات، وكأنّ الممثلات انقرضن من لبنان، هذا إذا كان هدف القيمين على السينما المصريّة تطعيم أفلامهم بquot;مواهب لبنانيةquot;؟ ولماذا اختيار دانا ومروى وهيفا ونانا وغيرهنّ من فنانات الإثارة ليكنّ نجمات الأفلام المصريّة الجديدة دون سواهنّ؟ والأهم لماذا لم ترتفع الأصوات التي حاربت بضراوة الممثلين السوريين الموهوبين، بحجّة أنّهم يقطعون الطريق أمام المواهب المصريّة، لماذا لم ترتفع هذه الأصوات ذاتها لمحاربة الوافدات الجديدات على السينما المصريّة، اللواتي لم يفعلن أكثر من أنّهن شوّهن صورة المرأة اللبنانيّة؟ ولو ارتفعت الأصوات المصريّة مندّدة، لما كان أياً منا تجرّأ على اتهامها بالعنصريّة، مقارنة بالاحتجاجات التي صدرت في حق فنانين سوريين، لكنّ المصريين يدركون تماماً أنّ معظم الوافدات اللبنانيات لسن أكثر من موضة تثبت أنّ المواهب المصريّة لا تزال بألف خير، حيث أن الجمال اللبناني يبيع على شباك التذاكر، لكنّه لا يلبث أن يذبلسريعاًليفسح المجال أمام المواهب الحقيقيّة.
[email protected]
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Music/2007/11/279249.htm