الإعلامي طوني خليفة
إيمان إبراهيم من عمان: كل شيء أعد في اللحظات الأخيرة، هكذا بدا جلياً من الحلقة الأولى التي عرضت مساء أمس من برنامج quot;الفرصةquot;، الذي يتقاسم تقديمه الإعلامي طوني خليفة مع المذيعة الأردنية أسيل خريشا، حيث كانت الأخطاء سيدة الموقف في الحلقة الأولى، خصوصاً الأخطاء التقنية التي أفقدت البرنامج الكثير من وهجه.

فكل شيء أعد على عجل، من إختيار ضيوف البرنامج، إلى اختيار المشتركين الذين يحتاجون إلى فرصة في الحياة لينطلقوا نحو مستقبل أفضل، وكي لا يراهن البرنامج على quot;إنسانيةquot; المشاهدين، كان الإغراء فرصة ربح جوائز قيمة ترتفع كلما ارتفعت نسبة تصويت المشاهد.

لكن هل يستحق هؤلاء الشباب فعلاً هذه الفرصة؟ وعلى أي أساس تم اختيارهم؟
فقد بدت قصص المشتركين في الحلقة الأولى غير مقنعة، من امرأة تحتاج إلى المال للحفاظ على حضانة ابنها، إلى شاب يهوى القراء ويحلم بإنشاء دار نشر، وشاب آخر باع أرضه في ظروف مادية صعبة ويحلم باسترجاعها.

باستثناء الأم التي لم توضح لنا علاقة المال بحضانتها للطفل، لم تبدو القصص مقنعة، ولا محفزة على التصويت، الذي لم يقبل عليه الجمهور حتماً إلا طمعاً بالجوائز القيمة، خصوصاً أن البرنامج أدخل عامل الشك في نفوس المشاهدين، من خلال إعلانه عن دس مشتركين بقصص وهمية لاختبار فطنة المشاهد ربما.

البرنامج ليس جمعية خيرية بطبيعة الحال، ولا منبراً لاستعطاف المشاهدين تجاه حالات إنسانية لجمع التبرعات، والحكم على فكرته من الحلقة الأولى يبدو جائراً، غير أن ثمة أمور لم تخف عن المشاهد في منزله، وهي جو من التوتر ساد الاستديو، فبدا طوني في وضع غير مريح، حيث انعدم التواصل بينه وبين زميلته مع عدم وجود مونيتور أمامه، فضلاً عن مقاطعة أسيل لطوني مرات عدة ومقاطعته هو لها، إذ لم يكن أي منهما يسمع الآخر.

طوني بدا متجهماً، لم يحاول إخفاء تجهمه أمام الكاميرا، وإن تمكن بحنكته من إنقاذ الحلقة التي بدأت بإيقاع بطيء، مع أسئلة تقليدية للمشتركين، حيث حرصت أسيل على التقيد حرفيا بالإسئلة المعدة سلفاً دون أن تحاول تجاوزها لما فيه مصلحة الحلقة، وهي معذورة في ذلك مع إطلالتها الأولى أمام إعلامي يفوقها خبرة.

فقد صرخت أسيل لأكثر من صحيفة خلال اليومين الماضيين أنها ستنسحب من البرنامج في حال شعرت أن دورها سيقلص، كما أعلنت أن أي محاولة من طوني لخطف الأضواء ستنعكس سلباً على البرنامج، في محاولة استباقية لما يمكن أن يحدث خلال التصوير المباشر، وكان رد فعلها العفوي أكبر دليل على هواجسها، بعد أن أعلن طوني أن ضيفته هيفاء وهبي اقترحت أن تقدمه هو إلى المشترك الرابح، في الفقرة التي يقدم فيها الفنان غرضاً عزيزاً على قلبه إلى المشترك الفائز، فما كان من أسيل إلا أن قالت quot;يا ريت، عندها سأحظى بفرصة تقديم البرنامج وحديquot;.

الإضاءة الخافتة والأخطاء التقنية التي برزت جلياً، والصوت المتقطع الذي حرم المشاهدين في بيوتهم من الإحاطة بكل تفاصيل الحلقة، لم يحل دون تقديم طوني لحلقة شيقة، حيث نجح في حوار ضيفته، مستخلصاً في أسئلة قليلة أكثر المحاور إثارة في حياة الفنانة، على الرغم من اعتراض بعض القيمين على البرنامج على هذه الفقرة التي اعتبروها أشبه ببرنامج quot;لمن يجرؤ فقطquot;، وكلمة حق تقال، فلو حذف طوني هذه الفقرة لبدا البرنامج مملاً.

الفنانة هيفا وهبي
طوني طرح أربع أسماء على ضيفته ترغب بطرح أسئلة عليها، وضع هو اسمين وهي اسمين، وكي لا تقع في الحرج، وضعت الظرفين اللذان يحتويان على اسميها على شفتيها، فكان أحمر الشفاه منقذا لها من خطر المواجهة مع الإعلامية نضال الأحمدية التي كان اسمها في ظرف وضعه طوني عسى أن يحظى بسؤال مثير من ضيفته وجواب أجرأ من الإعلامية التي ستحل قريباً ضيفة على البرنامج.

ويبدو أن هيفاء كانت مطلعة مسبقاً على الأسئلة، مكافأة على قبولها الظهور في الحلقة الأولى من البرنامج، خصوصاً أن إجاباتها أعدت سلفاً، حيث أنقذت نفسها من ورطة الكليب الذي أثار الكثير من اللغط باتهام الصحافة بأنها تلاعبت بالصور من خلال الفوتوشوب، علماً أن الكليب بنسخته الأصلية موجود على شبكة الإنترنت ولا يمكن لأي كان التلاعب فيه، والغريب أن طوني لم يستطرد معها حول هذه النقطة واكتفى بإجابتها المختصرة، بعد أن تجاوز البرنامج وقته المسموح به.

الحلقة الأولى استدعت اجتماعاً عاجلاً مع الفريق التقني لتجاوز الأخطاء المرتكبة، خصوصاً أن محطة نيو تي في أحضرت معها من بيروت فريق عمل قوامه أكثر من خمسين تقني للإشراف على البرنامج، وكان لافتاً مغادرة مهندس الصوت فور بدء الحلقة، بحجة أن دوام عمله انتهى.

في عمان التقينا الزميل طوني خليفة، بدا مرتاحاً على الرغم من الأخطاء التي لا يتحمل هو مسؤوليتها، سألناه عن أصداء الحلقة فلم ينكر أن البعض أبدى انزعاجه من الأخطاء التقينة وضعف الصوت، فضلاً عن الهفوات التي كان بالإمكان تداركها، طالباً من الجمهور والصحافة إعطاء البرنامج المزيد من الوقت قبل الحكم عليه.

ولدى سؤالنا عن انعدام التواصل بينه وبين أسيل قال quot;معرفتي بأسيل تعود إلى فترة قريبة، لم نعتد على بعضنا والوقت كفيل بتقريبنا وتقليص المساحات بينناquot;.

وعن تصريحات أسيل بأنها ستنسحب من البرنامج في حال قلص طوني من صلاحياتها قال quot;عاتبت أسيل فأوضحت لي أن الصحافي فهم كلامها بصورة خاطئة، عموماً نحن لم نقدم إلا حلقة واحد معاًquot;.