دمشق: تفجر صخب جمهور شاب في باحة بيت دمشقي على وقع كلمات اغنية quot;يا ولديquot; للشيخ امام وزعتها على ايقاع موسيقى الروك فرقة سورية جديدة اعتمدت في جزء من انتاجها على التراث الموسيقي القديم.

ويصرخ شادي علي قائد فرقة quot;جينquot; بصوته العميق quot;يا ولدي لا تبكي فأحزان الصغر تمضي كالحلم مع الفجرquot; ويطرق خلفه لاعب الدرامز ايقاعا سريعا لكن انغام الجيتار تعطي صبغة شرقية لنمط الروك العالمي الذي انتشر انتشارا واسعا في الغرب في ستينات القرن الماضي.

ويقول مؤسسوا فرقة جين وهم ستة طلاب خريجي المعهد العالي للموسيقى انهم يمثلون هوية مستقلة تحاول بعث الحياة في موسيقى عربية افتقرت الى الابتكار في الفترة الاخيرة ومضى عليها الزمن بدون حركة بديلة محلية تخاطب الجيل المستمع الى موسيقى الروك والجاز والبلوز الرائجة عالميا.

وقد نجح محدثون للموسيقى العربية في الغرب في ايجاد سوق لانتاجهم كعازف العود الكبير ربيع ابو خليل المقيم في المانيا والذي تعاقد مع شركة انجا لتوزيع موسيقى الجاز والتونسي انور ابراهيم والسوري عابد عازرية المقيم في فرنسا. وسيأتي الى دمشق في شهر مارس اذار العازف والمغني الفلسطيني مروان عبادو الذي تتلمذ على يد استاذ العود العراقي عاصم شلبي في فيينا.

وتأمل جين التي أقامت حفلا في فرنسا ان ترسخ اسمها في مجال ما يسمى بموسيقى الروك الحديث التي شملت حتى امثلة من عمق التراث السوري كاغنية quot;يا محلى الفسحةquot; الى جانب أغنيات من تأليفها.

وقال علي قائد فرقة جين quot;ما نعمل عليه هو موسيقى روك خاص بنا يعكس شخصيتنا نعبر من خلالها عن تراثنا في بعض الاغاني وعن حاضرنا في بعض اخر وبنفس وروح سورية شرقية.quot;

وقال علي quot;تحقق هذه الموسيقى تفاعلا كبيرا لدى الشباب. الجمهور تقبل موسيقتنا واستمتع بها. انه النمط الذي اجتمعنا عليه بعد ان قررنا ان لدينا شيئا لقوله ولدينا موسيقتنا التي اردنا عزفها.quot;

وقالت روزانا الرواس وهي من محبي الفرقة quot;الروك بشكل عام هو من اقرب الانماط الموسيقية لنا. انا بانتظار صدور البومهم الاول.quot;

وازداد الاهتمام المحلي في الفترة الاخيرة بالموسيقى البديلة لكن العاملين في هذا المجال يقولون انها لا زالت في بداية طريقها قبل ان تتحول الى صناعة جديدة تنافس انماط الموسيقى العربية القائمة.
وكانت مغنية الجاز الشرقي السورية لينا شماميان قد كسرت الاحتكار التقليدي للموسيقى الشعبية باطلاقها قبل نحو عامين ألبوما لاغاني تقليدية جرى تحديثها ولاقى رواجا وقبولا كبيرا في المنطقة وفتح الطريق امام فرق مثل جين للانطلاق في مشاريعهم.

وقالت تهاني سنجاب المديرة التنفيذية لشركة مجال للانتاج والتوزيع الفني ان هناك مجالا لبناء سوق اكبر للموسيقى البديلة اذا تحسن الترويج والدعم المادي من القطاع الخاص.

وقالت تهاني quot;نعمل على خلق شيء جديد في سوريا قادر على الوصول الى الجميع. انها موسيقى بديلة للموسيقى الغربية التي لا شبيه لها لدينا.quot;