القاهرة:في ليلة إفريقية رائعة نادرا ما تتحقق في القاهرة، عرضت فرقة الكونغو الرسمية quot;ألوان من الكونغوquot;، أمسية غنائية راقصة، على دقات الطبول، وآلات موسيقية بدائية ولكن مبهرة، وسط رقص أسطوري من قبل راقصات كونغوليات، يتقن الاهتزازات الجسدية في سرعة ودقة يحكمها توافق عصبي عضلي من الصعب، بل من المستحيل على أي راقصة من غير إفريقيا السوداء أن تؤديه بتلك المهارة والقوة!
الطريف أنني عندما سألت واحدة من هؤلاء الراقصات، وكان عمرها لايتعدى العشرين عاما: كم ساعة تتدربين يومياً؟
فقالت والدهشة تتملكها: ولماذا التدريب .. لقد ولدت وأنا أرقص، وكل من حولي يرقص.. ثم أضافت: الرقص هو تعبير عن حب الحياة!

الليلة الرابعة
الليلة الكونغولية جاءت ضمن جولة طويلة الأمد للفرقة ، وضمن برنامج طموح للفرقة التي تحلم بأن تجوب العالم من أجل التعريف بالثقافة الكونغولية، بدأت العام 2006في العاصمة الفرنسية باريس، ثم مدينة كازبلانكا المغربية 2007، ثم الجزائر 2008، فالقاهرة 2009، وتلك هي ليلتنا الرابعة في مشوارنا الطموح بعدها تنطلق الفرقة إلى جنوب إفريقيا، لتقدم عروضها تزامنا مع استضافة جنوب إفريفيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2010.
استضاف العروض الفنان شريف عبد اللطيف رئيس البيت الفن للفنون الشعبية، على مسرح البالون بالقاهرة الذي امتلأ بأبناء الجالية الكونغولية في القاهرة، وكثير من الجمهور المصري، الذي وجد في المناسبة فرصة للتعرف على فنون إفريقيا السوداء عن قرب.

الرقص سعادة
وقد ذكر سفير الكونغو في كلمته عبارة بليغة، حينما قال: أننا عندما نرى شعبا يغني ويرقص، فهذا دليل على أن هذا الشعب سعيد وآمن.
بعدها قدمت الفرقة عرضها الذي بدأ بفقرة غنائية من جانب مغني معروف عندهم

اسماعيل ياسين الكونغو!
هو الفنان quot; زاوو quot;، الذي جاء بالزي الفولكلوري القديم واضعا الريش على رأسه
ـ هو أقرب الى فن المونولوج الذي برع فيه من مصر اسماعيل ياسين و محمود شكوكو ـ حيث قدم بعض الأسكتشات المرحة، منها مونولوج عن quot; الناموسة quot; ! التي تطارد الناس في نومهم، ولا تفرق بين مواطن ورئيس دولة !
وهو الاسكتش الذي كان واضحا أن أبناء جالية الكونغو يعرفونه جيدا، فقد بدأوا في التسابق مع المطرب بغنائه ، وسط صفير وتصفيق وصراخ من فرط الاعجاب والتجاوب.

راقصات في العشرين!
بعدها جاء دور الرقص، لتشتعل الصالة حماسا، وكانت الرقصات تجسيد ومسرحة، لعادات وتقاليد عندهم، مثل عمليات القنص والترحال، بأيقاع موسيقي متغير رغم ثبات الميلودي، في تعبير عن حالة شعوب عاشقة للحياة، تستبق الأحداث والظواهر الطبيعية الصعبة التي يعيشون فيها، ربما بهدف تحفيز قدراتهم في مواجهتها.

التراث والحداثة
وقد التقت quot; إيلاف quot; بالمدير الفني للفرقة، السيد : rilonqo fortune الذي كشف عن أن الفرقة تأسست العام 1980، وأن الهدف من انشائها كان الارتقاء بمستوى الموسيقى الكونغولية الافريقية، والتعريف بها مع الحفاظ على التراث.
والفرقة هي منتخب من عدة فرق هناك تهتم بتأصيل التراث.
وعن موسيقاهم قال أنها تمزج بين الفلكلوري والحديث.
وعن عدد أعضاء الفرقة وهل من رأينهم هم كل أفرادها؟
قال: ان عدد أعضاء الفرقة نحو 100شخص بين راقصين وعازفين، ولصعوبة التنقل مع هذا العدد الضخم يتم اختيار عدد من بينهم، وقد حضر منهم إلى القاهرة 22فنانا، من بينهم 5راقصين وراقصات والباقى عازفين ومطربين.

بين الواقع والمسرح
وعن الأزياء المستخدمة والماكياج، أكد على أنها تراثية فولكلورية خالصة، نقلت من الواقع كما هي، حتى في ألوانها.
سألت: هل هناك رسالة تودون إبرازها من جولاتكم حول العالم؟
نعم فالهدف من رحلاتنا هو التعريف بالهوية الكونغولية، والدعوة لثقافة السلام حول العالم.
وعن توصيفه لنوع الفن الذي قدمه مطرب الفرقة الفنان quot; زاوو quot; ولماذا هذا التجاوب الكبير معه من أبناء الجالية؟
قال ان زاو يقدم فنا متنوعا، بين التراثي والحديث، في إطار من الكوميديا، والهدف مما يقدمه رسالة لوقف الحروب فورا، وأن تتحاب شعوب العالم، وأيضا يهدف زاو الى التوقف عن تناول الكحوليات باسلوبه الفكاهي، كما أنه يود صنع الابتسامة على شفاه جمهوره، مثل الاسكتش الذي يتناول فيه رسالة من متوفي، ترفض روحه مفارقة الجسد!