لاشك في ان القيادات الكرديه في الحزبين الكبيرين قد طبختهما الظروف الاستثنائيه التي عاشها العراق عامة والاكراد خاصة ومنذ نشأة ما يسمى بالدوله العراقيه الحديثه في مطلع القرن الماضي ولممارستها نشاطا سياسيا متحررا في اغلب الاوقات فقد بنت تصوراتها السياسيه هذه تأسيسا على تلك المقدمات.
وعلى الرغم من انني شخصيا اجد في هذه القيادات ما يدعوني للشك في اخلاصها لقضية الشعب الكردي احيانا وبالضرورة للقضيه العراقيه ايضا مضافا الى كثير من المآخذ عليها وقد سجلت كثيرا من النقد لهما سابقا، الاانني وهنا اسجل لها موقفها الصلب والصلد في مؤتمر دوكان المنعقد حاليا واهنيء الشعب الكردي على هذه الوقفه التي تعبر بشكل واضح عن فهم حقيقي للواقع الاثـني السياسي في العراق.
فان مطلب القيادات الكرديه واصرارها على تحديد او بالاحرى تثبيت هوية العراق الجديد هو ما يعزز تحليلنا اعلاه لما بلغته هذه القيادات من عمق في النظر والتحسب الواجب من اجل حقوق الاكراد في العراق وهذه حقيقه يجب الاشاره اليها لان مشروع الاكراد فئوي ولا ينسجم مع المشاريع الشموليه والتي تغالط نفسها وتتجافى عن الحق بطرح مشروع العراق الواحد.
فقد مرت عصور الملكية وجمهورية قاسم وحكم الاشهر البعثيه الثمانيه وبعدها حكم الاخوين من ال عارف حتى وصلنا الى حكم تكريت والدور وسامراء والموصل والرمادي وبعقوبه وعلى راس هذا الهرم عصابة البيجات او البو ناصر من قرية العوجه، مرت كل هذه الايام والسنون والاكراد يحصلون على مناصب بطريقة المنه التي تتبعها اذى، وهكذا غيرهم من العراقيين في المناطق الاخرى مضافا الى تجسيد حكم وفكر وثقافة ومذهب واقتصاد الفئه الواحده والتي تحولت يوما ما الى الحزب الواحد او الحزب القائد.
الكل رفع شعارات الحريه والديمقراطيه وحقوق الاكراد خصوصا، وحين جد الجد كانت مذابح ليلا ونهارا للاكراد خصوصا والبقية عموما.
على هذا فالان قد جد الجد ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر كما قال المرحوم الشابي التونسي ولابد من ان تسمى الاشياء بمسمياتها ولابد ان تحدد الهويه قبل الدخول في العمليه.
ولكن اين الاخرين من دعوة القيادات الكرديه؟
اين الشيعه من تأييد هذا المطلب لا بل اعلان ذات الموقف الكردي من مجمل العمليه السياسيه القادمه؟
اليست الامور بعد التاسع من نيسان عام 2003 قد اتضحت؟
اليس المخفي بدا معلنا والمعلن صار شعارا؟
الم تسمع القيادات السياسيه او تقرأ والتي كان الاحرى بها ان تعلم قبل ذاك بان الوثائق الرسميه التي تدين صدام وزمره المجرمه قد فقدت خلال العمليات العسكريه للاحتلال؟
ثم الم يعلم او يعقل هؤلاء ان الناطق الرسمي باسم لجنة حقوق الانسان قد اعلن تقريره في عمان عاصمة الملك عبد الله والملك حسين والملك عبد الله الثاني؟
هي مصادفه ان يجري الاعلان في العاصمه التي اوت القتله والمجرمين حاليا بعد ان كانت سندا وظهيرا في كل جريمة ارتكبها صدام او اعوانه الانذال، فلم ولن ننسى جلالة الملك حسين وهو يسحب حبل المدفع ليرمي على ( اسرائيل ) عفوا على ايران.
ولم لا والجيش العراقي الشيعي يحارب الايرانيين الشيعه؟
والله من وراء القصد.

محمد سعيد الخطيب
[email protected]