كييف (أوكرانيا): ستقطع موسكو الأربعاء إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا بينما تثير انفجارات في منطقة ترانسدنيستريا المولدافية الانفصالية الموالية لروسيا مخاوف من امتداد الحرب إلى ما وراء حدود أوكرانيا.

وأعلنت السلطات البولندية والبلغارية مساء الثلاثاء أن مجموعة الغاز الروسية "غازبروم" أبلغتها بنيتها قطع شحنات الغاز إلى هذين البلدين في اليوم التالي على الرغم من العقود المبرمة معها.

لكن هاتين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أكدتا أنهما مستعدان للحصول على الكميات التي تنقص من الغاز من مصادر أخرى.

وجاء إنذار "غازبروم" وسط شعور بالقلق من خطر امتداد النزاع إلى خارج أوكرانيا بعد سلسلة من الانفجارات نسبتها كييف إلى موسكو في المنطقة المولدافية الانفصالية ترانسدنيستريا.

وقالت الرئيسة المولدافية مايا ساندو "إنها محاولة لزيادة التوتر وندين بشدة مثل هذه الأفعال"، مؤكدة أن "السلطات المولدافية ستحرص على منع الجمهورية من الانجرار إلى نزاع". وأعلنت تدابير لتعزيز الأمن في هذا البلد الصغير الواقع في أوروبا الشرقية المجاورة لأوكرانيا.

من جهته، رأى مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك في تغريدة على تويتر أن "روسيا تريد زعزعة استقرار منطقة ترانسدنيستريا مما يشير إلى أنه على مولدافيا أن تتوقع استقبال (ضيوف) في إشارة إلى الجنود الروس الذين غزوا أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير."

واضاف بودولياك "إذا سقطت أوكرانيا، فستكون القوات الروسية غدا على أبواب مدينة كيشيناو" العاصمة المولدافية.

مواقف غربية

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء "نبقى قلقين إزاء أي محاولة محتملة لتصعيد التوتر".

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مجددا الثلاثاء دعمه لمولدافيا المجاورة لأوكرانيا، في مواجهة "خطر زعزعة استقرارها".

أما الولايات المتحدة فأكدت استعدادها لبذل جهودها القصوى لجعل أوكرانيا تنتصر على روسيا.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن "أوكرانيا تؤمن بشكل واضح أنها يمكن أن تكسب وهذا هو حال الجميع هنا". وجاءت تصريحات أوستن في بداية اجتماع مع حوالي أربعين دولة في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين (ألمانيا) يعقد من أجل تسريع شحنات المعدات العسكرية التي تطلبها أوكرانيا لصد الغزو الروسي.

وستدعو وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في كلمة في لندن الأربعاء إلى "مضاعفة الدعم" لأوكرانيا والاستعداد لحرب "طويلة الأمد" بعد الغزو الروسي. وستؤكد على الحاجة إلى دعم كييف بـ"أسلحة ثقيلة ودبابات وطائرات - علينا أن نلجأ إلى مخزوننا وأن نسرّع الإنتاج، علينا القيام بكل ذلك".

تسليح كييف

وفاجأ الأوكرانيون العالم في آذار/مارس بصدهم هجوما روسيا على كييف ، لكنهم يواجهون عمليات قصف لا تتوقف وتقدما بطيئا من قبل الجيش الروسي في منطقة دونباس (شرق)، التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ 2014، وكذلك في الجنوب.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في رسالة على فيسبوك "أستطيع أن أقول شيئًا: سيكون لدى الجيش الأوكراني ما يقاتل به (...) دخلنا مرحلة جديدة لم يكن أحد يفكر فيها قبل شهرين".

وأوضح أن "نقل أسلحة من حلف شمال الأطلسي إلى القوات المسلحة الأوكرانية ووفق معايير الحلف جار".

وبعد تردد في البداية في تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية، تراجعت الولايات المتحدة مثل بريطانيا وفرنسا والجمهورية ية عن هذا الموقف. وحتى ألمانيا التي كانت مترددة جدا أعلنت الثلاثاء أنها ستسمح بتسليم دبابات من نوع "غيبارد".

أكدت الحكومة الهولندية أنها ستزود أوكرانيا بمدافع هاوتزر مدرعة من طراز "بانتسرهاوبيتسه 2000".

وقال مايك جاكوبسون وهو خبير مدني في المدفعية إن الغرب يريد أن يتيح للأوكرانيين الرد على القصف الروسي بعيد المدى الذي يهدف إلى صد الجزء الأكبر من القوات الأوكرانية ثم إرسال الدبابات والجنود لاحتلال الأرض.

وصرحت إيرينا ريباكوفا المسؤولة الإعلامية في اللواء 93 الأوكراني، لوكالة فرانس برس إن الوضع على جبهة دونباس معقد "على صعيد المعنويات وليس ورديا على الإطلاق".

وقال مستشار لوزير الداخلية الأوكراني إن القوات الروسية تقصف الجسور والسكك الحديد لإبطاء شحنات الأسلحة الغربية.

وأكد الجيش الروسي الثلاثاء أنه نفذ ضربات صاروخية عالية الدقة ضد 32 هدفا عسكريا أوكرانيا بينها 20 منطقة لتركز القوات والمعدات وأربعة مستودعات للذخيرة بالقرب من بلدتي سلوفينسك ودروزكوفكا في منطقة دونيتسك.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنه في دونباس كما في الجنوب "ينفذ العدو ضربات على مواقع قواتنا على طول حدود الجبهة بأكملها بمدفعيات هاون وقاذفات صواريخ متعددة الرؤوس".

في الجنوب أصاب صاروخان روسيان مدينة زابوريجيا صباح الثلاثاء مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وجرح آخر، حسب الإدارة الإقليمية.

وكانت زابوريجيا وهي مركز صناعي رئيسي على نهر دنيبر في الأسابيع الأخيرة نقطة لاستقبال المدنيين الأوكرانيين الفارين من ماريوبول المحاصرة وغيرها من المدن التي تعرضت للقصف في دونباس.

لكن المدينة تستعد الآن لهجوم روسي من الساحل، بحسب كييف.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء أوكرانيا وروسيا إلى العمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة للسماح بفتح ممرات إنسانية في أوكرانيا.

وأعلنت الأمم المتحدة على تويتر الأربعاء أنه عقب الاجتماع الذي عقد في موسكو بين غوتيريش والرئيس فلاديمير بوتين، وافق الجانب الروسي "من حيث المبدأ" على مشاركة الأمم المتحدة في إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية.

وأكد له بوتين أنه لا يزال يؤمن بالنتيجة الإيجابية للمفاوضات مع أوكرانيا.

ويفترض أن يتوجه غوتيريش بعد ذلك إلى كييف للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي خصوصا.

واتهم زيلينسكي روسيا الثلاثاء بدفع العالم إلى "حافة كارثة" باحتلالها محطة تشيرنوبيل للطاقة في بداية غزوها لأوكرانيا.

وقال رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي زار تشيرنوبيل الثلاثاء بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للكارثة النووية عام 1986 أن مستوى النشاط الإشعاعي "في المعدل الطبيعي" بعدما ارتفع في بعض الأوقات أثناء احتلالها من قبل الروس بين أواخر شباط/فبراير وأواخر آذار/مارس.