05 الاستقلال


يحيى جابر

حين رأيت صور وحش الشاشة هسام هسام قرب أهل الشهيد جورج حاوي ورفاقه، يتنصت على دموع الأخت والابن والزوجة والأصدقاء، داهمني شعور بالاشمئزاز ولم أجد له تعريفاً، نهضت إلى المكتبة، فتشت في القاموس، لأعرّف هسام ولم أجد سوى كلمة فاجر ابن نظام فاجر!
الفاجر هسام يعود إلى مكان الجريمة، مرتدياً قميصاً أحمر، أحمر بلون علم الحزب، وبعينين حمراوين، وبنظارتين حمراوين! اي فجور لهذه العيون، أية وقاحة!
الفاجر ابن مجموعة فاجرة، مفوجرة، لا تعرف سوى لغة الانفجار والتفجير.
الفاجر هو من ركّبناه فمد يده إلى الخرج إلى رزقنا ومالنا ومجلسنا، ومجالسنا، وكان يعتبر بيتنا بيته بالقوة، وأرضنا أرضه.. بالقوة، ودولتنا دولته بالتسلط والسلبطة والفوجرة.
الفاجر هو من شرب من بئرنا، من مصارفنا، من أرصدتنا، ورمى العبوات خلفه كحجارة! الله يلعنكم.
الفاجر هو ابن نظام فاجر، حيث يأكل من ديموقراطيتنا من وليمتنا، ويقلب الطاولة على رؤوسنا!
يستفيدون من تعددنا، من اعلامنا، فيطلون ويصرّحون، ولهم الحرية، ثم يشتمون ديموقراطيتنا، وحريتنا، وتسامحنا، أي فجور ان تبصق في الصحن الذي أكلت منه يا فاجر!
الفاجر اكل مال تاجرنا، ومال أيتامنا، ومال المهندس، ومال المحامي، ومال الاعلامي، ومال الصناعي.
الفاجر اكل مال الفلاح، أكل خرجية التلميذ، وسندويشات الصغار في الحضانة.
لم يكن حيطنا واطياً، وإنما قلبنا طيب زيادة عن اللزوم... وداعاً لحياة الاستغباء والاستغفال؟


[email protected]