توقيع
فاتح عبدالسلام
القرار الذي اتخذه الحزبان الكرديان العراقيان الاساسيان في الاتفاق على توحيد ادارتي اربيل والسليمانية يزيل من الطريق تاريخا من الخطوات غير المكتملة والتي تحولت احيانا الى عثرات تعوق اي مسار سياسي يبغي الوصول الى اهدافه. اليوم يبدو ان قرارا مركزيا لا رجعة فيه لتوحيد (الارادتين) يسبق الاتفاق المبدئي على توحيد( الادارتين )وهذا هو السبب الرئيس الذي يمنح هذا القرار ضمانة لرسوخه واستمرارية تطبيقه . وان هذا التوحيد سينعكس ايجابيا على مجمل الاداء السياسي العراقي بل سيشجع اطرافا عراقية متناحرة على اختصار طريق الخصومات الى ولادة كتل سياسية كبيرة لا تحدها حدود جغرافية المحافظات وتعمل على اعتبار انها ملك للعراق وليس لمنطقة . وعلى السياسيين العراقيين ان يدعموا التجربة الكردية في توحيد اليات ادارة الاقليم لان ذلك يفضي الى استقرار اليات العلاقة الفيدرالية داخل الوطن العراقي ويعزز من مكانتها . فالنجاح على الجانب الكردي هو نجاح داخل البيت السياسي العراقي الذي يطمح الانسان ان يكون بيتا مستقرا امنا وليس بيتا من رمال تذروها الرياح وما اكثرها حول العراق وفي عقر داره . وكذلك فان للفشل تداعيات على مجمل العملية السياسية لا سيما انها اساسا في غرفة العناية المركزة منذ شهور وان انواعا من الاطباء المحليين والدوليين والاقليميين يمدون ايديهم لانقاذها ومازال امل العراقي المتمسك بوحدة المصير الكامل للبلاد كبيرا في حصول المعجزة السياسية والقفز بالمسار السياسي فوق العثرات والسلبيات التي كانت عنوانا لمرحلة يجب ان تمضي من دون رجعة لان ثمنها مكلف بلا حدود.
ربما لاتنقصنا الادارة ووسائل توحيدها اذا انقسمت او تجزأت ولكن حتما اننا مازلنا نحتاج الى قطع هذا المشوار الطويل لامتلاك الارادة لكي نعي اساليب لمها وتوحيدها اذا تفرقت الى فروع واغصان وحلل وملل واوكار سرية .
التعليقات