السبت:21. 01. 2006

أحمد محمد الفهد


على الرغم من احترامي للأخ مقتدى الصدر الذي يزور الكويت حاليا لتقديم العزاء في وفاة والدنا، الا ان تصريحه الذي ادلى به للصحافة مؤخرا.. بخصوص المعتقد الديني الذي ينطلق من ادارة الرئيس الأمريكي بوش، وقدومهم العراق لمنع خروج المهدي المنتظر.. يجب ألا يمر علينا مرور الكرام.
وبغض النظر عن الاختلاف العقدي بين خروج المهدي عند الإخوة الشيعة وولادته عندنا، الا ان تصريح الاخ مقتدى فيه اساءة بالغة للمهدي المنتظر، على الرغم من احساسي ويقيني ان الاخ مقتدى لا يقصد هذه الاساءة ولا يقصدها او يعرف معناها.. وسأبين لكم ايها الفضلاء في النقاط التالية معنى تصريح الأخ مقتدى:
فأولا: يجب ان نؤمن جميعا ان المهدي المنتظر سيخلص الامة من أهوائها وذلها بتأييد من الله، ولن يوقف ظهوره القوات الامريكية او قوات التحالف او حتى الحرس الوطني العراقي، وبالتالي فان التصديق فضلا عن الايمان بقدرة أمريكا على ايقاف خروجه او تأخيره.. تصديق يجرح الايمان بالمهدي المنتظر وقدرته على خلاص الامة.
ثانيا: اننا لو استخدمنا مفهوم المخالفة في تصريح الاخ مقتدى.. فان بقاء صدام حسين على رأس السلطة في العراق، يعني خروج المهدي في وقته المحدد ومن مكانه المعروف ـ من منطقة سمراء العراقية ـ ولا اعتقد ان احدا يقول بمثل هذا القول الا رفقاء صدام حسين في حزب البعث العفن، لان صدام حسين لو بقي في السلطة لمهد لخروج جميع الشيعة من العراق!
ثالثا: اننا لو سلمنا بأن القوات الامريكية تؤخر خروج المهدي المنتظر كما صرحت للصحف، فان السؤال الذي يطرح نفسه عليك أيها الاخ العزيز هو: هل هناك ذل وهوان يمر على الامة الاسلامية مثل الذي تعيش فيه حاليا؟!
فالقوات الأمريكية ترتكب الفظائع في العراق كما تعرف، والاحتلال الاسرائيلي في فلسطين يعيث في الارض فسادا كما يشاهد الجميع، والكل ينهش في جسد هذه الامة الضعيفة.. وتريث المهدي في الخروج وانتظار ما هو أسوأ مصيبة.. وتأخره عن الخروج بسبب القوات الامريكية مصيبة اخرى، فهلا وضحت لنا ما الذي قصدته في تصريحك؟!
انني يا أخ مقتدى على الرغم من يقيني انك لا تقصد ما سبق ولا تتعمده وانك تكن الاحترام للمهدي المنتظر، لكن هذا الذي استنتجه الجميع من تصريحك، وبالتالي فانه يجب عليك توضيح رأيك في المهدي وبقاء القوات الامريكية في العراق، للصحافة مرة اخرى او الاعتذار عن الخطأ الذي وقعت فيه دون ان تقصد او تتعمد.. وفي كلتا الحالتين فان زاويتي ترحب بردك وتنشره بكل رحابة صدر.. انطلاقا من عبارة laquo;رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصوابraquo;.