الإثنين: 2006.10.02


صراعات وتخبط داخل إدارة بوش وفضيحة جنسية تطيح نائباً


واشنطن - حنان البدري، الخليج

سادت حالة من التوتر والغضب اجواء الإدارة الأمريكية وأروقة الحزب الجمهوري، وبدأت خطوات لمواجهة ما سمي بالانقلاب الإعلامي، في اعقاب توالي نشر وتسريب وقائع وأحداث تكشف جانباً من التخبط والصراعات والاخطاء في فترتي حكم الرئيس بوش ومعظمها يتعلق بسياساته في الحرب على العراق، والحرب على الإرهاب، وقد نال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد النصيب الأوفر من هذه الانتقادات، وان كان البيت الأبيض قلل على لسان متحدثه امس الأول من اهمية ما جاء بكتاب الصحافي المخضرم بوب وودوارد حول وجود خلافات وصراعات وتخبط بين اقطاب الإدارة الأمريكية، الا انه ونتيجة لتسريب ونشر وقائع بالجملة تؤكد كلها ما جاء في كتاب وودوارد اضطر البيت الأبيض الى اصدار مذكرة مفصلة يفند فيها بالتفصيل كل ما جاء في كتاب ldquo;حالة الانكارrdquo; الذي تصدر امس المركز الأول في قائمة الكتب الاكثر مبيعا رغم عدم عرضه رسميا للبيع حتى صباح اليوم الاثنين.

وكانت صحيفة ldquo;نيويورك تايمزrdquo; قد اكدت بنشرها واقعة تبرز الصراعات الموجودة داخل ادارة بوش، ما ذكره وودوارد عن خلافات بين وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ورامسفيلد، وكشفت عن وجود مذكرة سرية كتبها في يونيو/حزيران 2005 كل من جوردون انجلند القائم باعمال نائب الوزير وقتها قبل تثبيته لاحقا بمشاركة فيليب زيلكو مستشار وزيرة الخارجية، والمذكرة تقترح توجهاً جديداً وإحداث تغييرات شاملة في أسلوب تعاطي الولايات المتحدة مع الاعتقالات والاستجوابات ومحاكمة المتهمين بالارهاب، وحثت المذكرة الإدارة على طلب موافقة الكونجرس الامريكي على سياسات الاعتقال والعودة الى مستويات معاملة المعتقلين المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف، واغلاق معتقلات جوانتانامو في نهاية المطاف، وان الوقت قد حان لتحويل المتهمين في احداث 11 سبتمبر/أيلول الى محاكمة عسكرية واخراجهم من السجون السرية. وتعكس هذه المقترحات الصراعات العميقة والمستمرة داخل ادارة الرئيس بوش حول هذا الأمر رغم قيامه بتغيير طفيف مؤخراً يتوافق بعضه مع المذكرة السرية التي اعدها انجلند. وما ان علم رامسفيلد بأمر المذكرة حتى غضب بشدة، وقام معاونوه بجمع نسخها وتخلصوا منها تمزيقا، بيد ان المذكرة اسعدت رايس فأرسلتها الى مجلس الامن القومي ولكنها وضعت في الأدراج نتيجة احباط رامسفيلد بجهود دامغة باتجاه التغيير

ونفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع ان يكون رامسفيلد قد غضب من نائبه، او ان يكون قد امر بتمزيق المذكرة.

الأمر الآخر الذي نفاه البيت الأبيض وكشفت عنه وسائل الاعلام الأمريكية مصادفة هو قيام بوش وادارته بابلاغ الأمريكيين بنجاحات وحالة تفاؤل بشأن ما يجري في العراق وفي الحرب على الارهاب، في الوقت الذي كانوا يتلقون فيه تقارير سرية تقول العكس.

وتعرض رامسفيلد للمزيد من الهجوم بعد الكشف عن قيامه بالاستغناء عن جاي جارنر وتعيين بول بريمر حاكماً مدنياً للاحتلال الأمريكي في العراق، بسبب قيام جارنر بإبلاغ رامسفيلد ان الولايات المتحدة ارتكبت 3 أخطاء مأساوية وهي حل الجيش العراقي، والقاء 50 ألف بعثي إلى الشارع، وتعيين بريمر واجهة للحكم بينما ينبغي أن يعين في هذا المنصب شخص عراقي. ووقتها نظر رامسفيلد إلى جارنر وقال له ldquo;لا أعتقد اننا في حاجة لفعل أي شيء، ولن نتراجع عن أي قرار وبعدها مباشرة تم تعيين بريمرrdquo;.

وفيما يبدو بوش متمسكاً بوزير دفاعه الذي كان كبير موظفي البيت الأبيض السابق اندرو كارد قد طالب باستبداله وكذلك السيدة لورا بوش خشية على شعبية زوجها، فإن بعض الأصوات تعالت داخل الحزب الجمهوري تطالب بوش بإقالة رامسفيلد، لا سيما وان الحزب يتعرض لهجوم في وقت حرج ومباشرة قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، حيث زاد الطين بلة استقالة النائب الجمهوري عن فلوريدا مارك فولي، اثر الكشف عن فضيحة تورط في تبادل رسائل الكترونية جنسية مع أطفال ومراهقات كانوا يعملون كمراسلين في الكونجرس أثناء العطلة الصيفية وقد اضطر فولي للاستقالة عقب قيام محطة ldquo;ايه بي سيrdquo; التلفزيونية بمواجهته بالواقعة رغم انه مسؤول باللجنة المختصة في الكونجرس بالنظر في مهام حماية الأطفال ومنع التحرش بهم. الفضيحة الأكبر كانت تسريب معرفة قيادات الحزب الجمهوري بالكونجرس بالأمر منذ مدة وتواطئهم لإخفاء الفضيحة.

وكأن ادارة بوش ينقصها المصائب فقد زادت مع الاستعداد لطرح كتاب جديد لوزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول يوم العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ذكر فيه أن ldquo;كاردrdquo; كبير موظفي البيت الأبيض أبلغه عقب يومين من فوز بوش بفترة رئاسة ثانية بأن يقدم استقالته في غضون يومين، وقال باول انه عاد إلى منزله وكتب الاستقالة بنفسه ولم يطلع أحداً عليها سوى نائبه وقتها ريتشارد آرميتاج.