الخميس: 2006.10.12


سيول ـ حول العالم

قد يكون الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل موضع سخرية في الغرب لكن الخبراء يصفونه بانه سياسي محنك يرى في القوة النووية السبيل الوحيد لضمان استمرارية نظامه.

وقال مايكل برين مؤلف كتاب quot;كيم جونغ ايل: الديكتاتور الكوري الشماليquot; لوكالة فرانس برس:

quot;انه ليس مجنونا او رجل اوهامquot; مضيفا quot;لقد اثبت انه يمكنه ان يكون محنكا جداquot;.

ورغم ان نظرة الغرب لكيم جونغ ايل (64 عاما) تتسم بالاستهزاء وتتلخص بميله الشديد للمشروبات الروحية ولاقتناء المجموعات مثل افلام هوليوود التي يملك منها عشرين الف فيلم الا ان هذه الصورة غالبا ما تخدع. ويقول برين ان quot;العالم الخارجي ينظر باستمرار الى صورة رجل يحب اللهو وغريب الاطوار لكن كيم الحقيقي شديد الدهاء سياسيا ولديه هذه الموهبة الكورية الشمالية بالتحرك من موقع ضعفquot;.

من جهته يقول يو سوك-ريول الخبير الذي يتخذ من سيول مقرا له quot;في كوريا الشمالية هو مثل اله بالنسبة للشعبquot; مضيفا quot;ما يريده هو ما تحصل عليه كوريا الشماليةquot;.

وبحسب منشق كوري شمالي فان quot;الزعيم الغاليquot; (تسميته الرسمية) يريد امتلاك صاروخ كوري شمالي قادر على القاء شحنة نووية على الولايات المتحدة على امل ان يمنع ذلك في المستقبل واشنطن من التدخل في شؤون النظام الشيوعي.

ويقول برين quot;لا اعتقد انه مستعد للتخلي عن السلاح الذري لان ذلك سيرغمه على الوثوق بالولايات المتحدة وكوريا الجنوبيةquot; مضيفا quot;قد نضطر للعيش لفترة ما مع وجود كوريا شمالية تملك السلاح النوويquot;.

وكيم جونغ ايل الذي يصفه الرئيس الاميركي جورج بوش بquot;القزمquot; بسبب قصر قامته ولذلك ينتعل الاحذية ذات الكعب العالي هو الابن الاول لكيم ايل-سونغ مؤسس كوريا الشمالية الذي يكن له الكوريون الشماليون حتى الان عبادة الشخصية.

وبحسب الدعاية الرسمية فانه حين ولد كيم جونغ ايل في 16 شباط/فبراير 1942 ظهرت نجمة ساطعة في السماء وقوسا قزح فيما اصبح الجبل الذي ولد فيه جبل بايكدو مقدسا منذ ذلك الحين.

لكن الخبراء المستقلين يؤكدون انه ولد في روسيا في معسكر تدريب للحركة المسلحة التي اطلق منها والده حرب المقاومة ضد المحتل الياباني حتى العام 1945.

وبعد نيله اجازة جامعية عام 1964 من الجامعة التي تحمل اسم والده اعتلى الشاب البالغ من العمر 22 عاما بسرعة سلم القيادة في حزب العمال الحاكم.

وكانت مهامه تقوم بشكل خاص على تخطيط الاعتداءات مثل ذلك الذي اوقع 17 قتيلا كوريا جنوبيا عام 1983 في بورما او الانفجار الذي وقع عام 1987 على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية شركة كورية جنوبية والذي اودى بحياة 115 شخصا كانوا على متن الطائرة.

وبحسب مسؤول كبير كوري جنوبي فان كيم جونغ ايل هو الذي كان وراء المفاوضات عام 1994 التي اطلقت بهدف حل ازمة نووية اخرى انذاك تتعلق بتخصيب البلوتونيوم في يونغبيون على بعد 90 كلم شمال العاصمة بيونغ يانغ.

ومقابل تجميد هذه الانشطة حصل على وعد ببناء مفاعلين يعملان بالمياه الخفيفة وامدادات بنصف مليون طن من المازوت سنويا الى حين انجاز المفاعلين. وتم التخلي عن هذا المشروع في نهاية المطاف بسبب استمرار اخفاء طموحاته النووية.

وانتظر كيم جونغ ايل ثلاث سنوات بعد وفاة والده عام 1994 لكي يتولى رسميا مقاليد رئاسة حزب العمال.

واعتمد اثر ذلك سياسة انفتاح تدريجي مع العالم الخارجي بلغت ذروتها بعقد قمة تاريخية في بيونغ يانغ في حزيران/يونيو 2000 مع الرئيس الكوري الجنوبي انذاك كيم داي جونغ كما ان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت زارت بيونغ يانغ في وقت لاحق من تلك السنة.

لكن الامال الكبرى التي كانت معقودة على حصول تقارب مع الغرب تبددت مع ظهور الازمة النووية مجددا عام 2002 حين اتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالقيام ببرنامج سري لتخصيب اليورانيوم في انتهاك لاتفاق موقع بين الجانبين عام 1994.

وتم وقف امدادات الوقود وفي العام 2003 اعلنت كوريا الشمالية انسحابها من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ما مهد الطريق امام المواجهة الحالية.