الثلاثاء: 2006.11.07
ترجح حواراً بين دمشق وواشنطن على ضوء تقرير لجنة بيكر
دمشق - يوسف كركوتي
قالت مصادر واسعة الإطلاع في دمشق إن لدى وزارة الخارجية السورية تقدير راجح بإمكانية حصول تغيرات دراماتيكية في مواقف إدارة الرئيس جورج بوش حيال ملفات الشرق الأوسط، على ضوء نتائج انتخابات الكونجرس النصفية المقرر تنظيمها اليوم، ربطاً بنتائج عمل ldquo;لجنة بيكرrdquo; التي كلفت بتقديم دراسة شاملة وتصورات لسياسات واستراتيجيات الولايات المتحدة في العراق، وسبل تجاوز التدهور المتسارع نحو حالة من الفوضى تقضي على كل آمال وجهود منع جر العراق إلى حرب أهلية شاملة.
وأضافت أن تقرير ldquo;لجنة بيكرrdquo; أكد على حقيقة باتت إدارة بوش مقتنعة بها تماماً، وهي أن أي مسعى للعودة إلى السلم الأهلي في العراق غير ممكن، إلا بإشراك دول الجوار والأخذ بالاعتبار مصالح هذه الدول، وفي المقدمة إجماعها على رفض تقسيم العراق، والحفاظ على وحدته الترابية ووحدة شعبه، ورفض كل مشاريع التقسيم على أساس إثني أو طائفي، لأن ذلك سيفتح الطريق أمام فوضى شاملة في المنطقة، تفجر نزاعات تستمر لسنوات طويلة.
ورأت المصادر السورية أن مخالفة الإدارة الأمريكية لتوصيات ldquo;لجنة بيكرrdquo; سيقودها إلى مزيد من التورط في المستنقع العراقي، ما يعني هزيمة سياسية وعسكرية محققة، ومن هنا، ينطلق ترحيب دمشق بما سرب من توصيات ldquo;لجنة بيكرrdquo; من واجباتها والتزاماتها في تجنيب الشعب العراقي وشعوب المنطقة المزيد من الدمار وسفك الدماء، وعودة التركيز على الملفات الرئيسية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، والمتمثلة في استمرار احتلال ldquo;إسرائيلrdquo; للأراضي العربية، وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وكتب رئيس تحرير صحيفة تشرين الحكومية السورية الدكتور خلف الجراد مقالاً افتتاحياً يتفق إلى حد بعيد مع ما ذهبت إليه المصادر السورية ، حيث يرى أن وزير الخارجية الأمريكية الأسبق جيمس بيكر يمتلك رؤية بشأن العراق تكونت منذ غزو الكويت، ومن ثم إجبار قوات النظام العراقي السابق على التقهقر، وبدء مرحلة العد التنازلي في احتلال العراق، والقضاء على النظام، وتفكيك بنيته العسكرية والأمنية والسياسية.
وبأن هناك إجماعاً متزايداً في أوساط الشعب الأمريكي على أن جورج بوش والفريق المسؤول عن السياسة الأمريكية اليوم أدخلا الولايات المتحدة في ورطة خطيرة، وحان الوقت للبحث عن طوق نجاة أو مخرج مشرف، ولو كان مؤلماً ويشكل تراجعاً انعطافياً في السياسة والتكتيكات الأمريكية المتبعة في العراق، ومع دول الجوار التي تصنفها إدارة بوش في ldquo;معسكر المارقينrdquo; أو ldquo;الأشرارrdquo;.
لهذا، من المرجح أن توصي اللجنة بسحب القوات الأمريكية على مراحل، وإشراك سوريا وإيران في جهود التهدئة، والبحث عن حلول عملية وواقعية.
ويعبر خلف الجراد عن تفاؤله في أن تشق توصيات ldquo;لجنة بيكرrdquo; طريقها، كونها تحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ونظراً لاستقلاليتها، وللسمعة الطيبة سواء لرئيسها أو لأعضاء فريقه، والأهم من ذلك كله المصداقية الكبيرة التي يتمتع بها بيكر لدى عائلة بوش ومن يقف معهم في مطبخ الإدارة الأمريكية.
التعليقات