يوم جــديد ..
للناس عادات وطباع للتعبير عن مخاوفهم، ولا يقتصر الخوف على الإنسان أو الجماد أو مما يخبئه القدر، فقد يخاف الناس من مشاعر الناس تجاههم. في الغالب التعرض للأذى يؤدي إلى خوف الناس، وليس فقط الجسدي منه يبعث في النفس الخوف، وإنما الأذى النفسي يخوّف أيضاً. وأحياناً تصبح ''مكنونات القلوب'' مصدراً للخوف، كالغضب أو الحب.
في الحقيقة المشاعر والإنفعالات مصدرها العقل وليس القلب، إلا أنه مفهومٌ خاطئ اعتاد الناس على تداوله يصوّر أن القلب هو الذي يكره ويحب، ويخفق وتزيد نبضاته عندما يحب ويغضب ويتعب، إلا أن العقل في الحقيقة هو الذي يرسل إشارات لجميع أعضاء الجسم فتتحرك استجابة لهذه الإشارات.
من ''مكنونات القلب'' أو بالأصح مكنونات العقل '' الضغينة '' أي الحقد، ويقال مجازاً '' قلبٌ أسود '' بمعنى ''يحمل ضغينة '' تجاه هذا أو ذاك، والصحيح أن عقل هذا الإنسان يكره ذاك الإنسان أو ذاك الشيء.. كل البشر يكرهون، لكن كره عن آخر يختلف، فهذا كره ناتج عن غضب عارم وحالة مؤقتة وتزول، وهذا كره ناتج عن عقلِ مريض أو '' قلبٌ مريض'' كما يقال لا يحب الآخرين فهذا مرض، ونوع ثالث للكره ناتج عن ضعف الوازع الديني عند صنفٍ من البشر وقلة علم وتربية والنتيجة قلبٌ غاضب دائماً حاقد دائماً.
'الضغينة '' قصة كاملة ذات أحداث متسلسلة تحدث في عقول كثير من الناس، فتدفعهم لأن يُبدوا تصرفات ''غير مسؤولة ''، هي في الواقع مواقف متراكمة أدت إلى وجود الكره في قلوب البشر، وما أكثر القلوب المليئة بالضغائن والأحقاد تجاه الآخرين في هذا الزمان الذي غص بالأمراض الاجتماعية؛ فلقد تفشّي مرض الحقد في مجتمعنا بصورة لا يتصورّها العقل، وإنه أمرٌ يدعو إلى الغرابة أن يتوغّل هذا المرض إلى عصب مجتمعنا بسبب أفراد يُفترض أن يكونوا مسلمين ومثقّفين ومتحضرّين لكنّهم في الحقيقة حقودون.
صعبٌ أن ننتزع كل هذه الأمراض من قلوب كل الناس، لكن ليس مستحيلاً أن نُنٌقي أنفسنا من مثل هذه الأسقام التي تدفعنا لارتكاب الخطايا. ليس مستحيلاً أن ننظف مجتمعنا من ثرثرات الواشين والحاقدين إذا أصممنا آذاننا عنهم، واتقينا شرورهم واستعذنا بالله منهم ومن أفعالهم. بالتهليل والتسبيح عند مشاهدة أي شيء جميل في يد الغير، فعبارة (ما شاء الله، تبارك الله) تُدخل في القلوب الراحة والطمأنينة، كما أن الرُقية الشرعية للوقاية من العين الحسود والإكثار من قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب الكريم وآية الكرسي وقول(أعوذ بكلماتِ الله التّامة، من كلِّ شيطانٍ وهامّة، ومن كلَّ عينٍ لامّة)، كفيلٌ بأن يقتل كلُّ نفسٍ طامعة، ويعمي كلُّ عينٍ حاقدة.














التعليقات