الخميس: 2006.06.08


نواكشوط - المختار السالم، الخليج

لم يعد معاوية ولد الطايع رئيسا لموريتانيا منذ انقلاب 3 أغسطس/آب الماضي، عندما أعلنت نخبته المدنية والعسكرية إسقاطه، بحجة استبداده ومنعه تطور البلاد ديمقراطيا. وفضل ولد الطايع الإقامة بعيدا عن البلاد في أقصى المشرق العربي، أملا في حنان الخليج العربي بعد أن ثارت عليه الواجهة العربية للمحيط، ولفظته في الهواء الطلق فوق النيجر.

لكن بعد الرئيس السابق واكتفاءه بالإقامة في شقة فاخرة في الدوحة، بعد أن كان يصول ويجول في أكثر من مليون كيلومتر مربع فرشه أنصاره على مدى 21 سنة بقصائد وخطب المديح والثناء، لم يوفر عليه عناء متابعة الأجهزة الأمنية الموريتانية ذات الكفاءة العالية في متابعة أبنائها.

وعلى الرغم من استتباب الأوضاع للمجلس العسكري للعدالة والديمقراطية (الحاكم) والإجماع غير المسبوق الذي حظي به برنامج المرحلة الانتقالية التي أعلن عنها من كل الأطراف السياسية والمدنية في البلاد، وعلى الرغم من تطمينات أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للنظام الموريتاني الجديد أنه لن يسمح لولد الطايع بمزاولة أي دور سياسي انطلاقا من أراضيه، إلا أن جهاز الأمن الموريتاني لا يزال يطارد الرئيس السابق، ويسجل كل كبيرة وصغيرة في اتصالاته الهاتفية بأقاربه وأنصاره، أو بلقاءاته القليلة مع موريتانيين من خاصته في الدوحة.

ولا يزال كل موضوع عن الرئيس السابق يحتل الصدارة في الصحف الموريتانية، ويستولي على الحديث في صالونات المجتمع الموريتاني المولعة بتسقط أخبار الرجل الذي حكمها أطول فترة في تاريخها. وأثارت التصريحات الجديدة للرئيس الموريتاني العقيد إعلي ولد محمد فال اهتمام الموريتانيين، عندما قال في زياراته للولايات الداخلية إن ولد الطايع كان ينوي توريث الحكم لأحد أبنائه أو أقاربه، وفتح هذا الحديث ثغرة جدل لم تنته بعد.

من حيث يقيم ولد الطايع في شقته في الدوحة، يصل كل شيء إلى الأجهزة الأمنية الموريتانية، ويوضع تحت مجهر دقيق. ولا يتعلق آخر رصد لتصرفات ولد الطايع باتصال أجري بضباط موالين أو أقارب، أو تصرف مضر بالنظام الموريتاني، بل يتعلق بسلوك آخر، فقد قال مصدر أمني موريتاني ل ldquo;الخليجrdquo; بنبرة ساخرة إن الرئيس السابق ldquo;أصبح آفة على اقتصاد الإخوة القطريين، فهو يدمن على متابعة الشؤون الموريتانية عبر القنوات التلفزيونية نهارا، وفي الليل يتسمر أمام شاشة التلفزيون الموريتاني، لكنه لا يتمالك أعصابه، خصوصا في أثناء عرض تصريحات ولد فال، ما يدفع به وهو المعروف بالعصبية إلى رمي جهاز التلفزيون بما تيسر من أشياء ما يتسبب في كسرهrdquo;.

وأضاف المتحدث أن مسؤولي الضيافة القطريين يستبدلون كل يومين أو ثلاثة أحد أجهزة التلفزيون في مقر إقامة الرئيس الموريتاني السابق في الدوحة، وقد تسبب كسر جهاز التلفزيون في تماس كهربائي عطل الإنارة في الشقة أكثر من مرة. ولم يعد الأمر يخلو من طرافة للمشرفين القطريين على ضيافة ولد الطايع، والذين بات ظهور ولد فال وتصريحاته بشأن عهده مقلقا لهم.

وأفاد المسؤول الموريتاني أن ldquo;أكثر ما يغضب ولد الطايع في غربته مشاهدته تصريحات أنصاره السابقين الذين انقلبوا عليه، وانضموا إلى أحزاب أخرى أو أعلنوا تأييدهم للمجلس العسكري وللتعديلات الدستورية، خصوصا بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها أنصار سابقون له لسياساته والنهب المالي الذي كان في عهدهrdquo;.