الأربعاء: 2006.06.14

روشير شارما - نيوزويك

قد يوهم ظهور هوغو تشافيز في صورة نجم موسيقى الروك الشعبي، ومعه الرئيس البوليفي الجديد، إيفو موراليس، بأن أميركا اللاتينية انتقلت، بعد زواج سريع بالليبرالية، الى أقصى اليسار. فربما كانت هذه الصورة من بنات الشوق الأوروبي الغربي الى الرومانسية الفيفارية، ولكنها بعيدة من اقتراع الناخبين. فهؤلاء يوالون فعلاً رؤساء وسياسيين يدعون الى سياسات اقتصادية معتدلة. وبعض دعاة اجراءات شعبوية، على مثال اجراءات تشافيز وموراليس، من المرشحين الى مناصب قيادية في البيرو والمكسيك، هزموا في الانتخابات أو انفض عنهم المؤيدون والانصار. وبعض هؤلاء سارعوا الى إعلان خلافهم مع الرئيس الفينزويلي. وكان إعلانهم هذا جزءاً من حملتهم الانتخابية. ورؤساء منتخبون آخرون، مثل ألفارو أوريبي بكولومبيا، لويس إناسيو لولا داسيلفا بالبرازيل، يلقون التأييد بناءً على إدارتهم الاقتصادية.

فالخبر السار الذي تزفه مجتمعات أميركا اللاتينية السياسية في معظمها، هو أن الإصلاح قد يكون الطريق الوحيدة السالكة في عالم متعولم. فرئيس البيرو الجديد، ألان غارسيا، وهو رئيسها السابق في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، ترك الإنفاق الحكومي يتعاظم، وحاول تأميم المصارف عنوة. فخرج من الحكم، في 1990 والبيرو في دوامة أزمة اقتصادية قاسية. واليوم، أدار غارسيا حملته الرئاسية على دعوة الاستثمارات الأجنبية، والترويج للتجارة الحرة، والمحافظة على الاستقرار والانفتاح. وحمل هذا تشافيز على التنديد بغارسيا، وعلى مساندة منافسه أولانتا هومالا. والناخبون البيروفيون تنصلوا من هومالا ومن سنده، تشافيز.

وفي المكسيك، كانت احدى أنجح الحجج على ما قد يترتب من حذر على انتخاب عمدة مكسيكو اليساري، اندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ومنافس مرشح الحزب الحاكم، فيليبي كالديرون، مقارنة العمدة بتشافيز وسياسته laquo;المتهورةraquo;. وجدد الكولومبيون ولاية أوريبي لقاء اضطلاعه بإرساء بناء الاقتصاد على الطلب الداخلي، وتحسين البيئة الاستثمارية من طريق محاصرة laquo;تكتل المخدراتraquo;، وتقليص عجز المالية العامة من 6 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي الى 1.4 في المئة. وتجديد ولاية بعض الرؤساء في أميركا اللاتينية مردها الى بلوغ متوسط نمو جنوب القارة 4.5 الى 5 في المئة، ودور صناعة السلع الكمالية في هذا النمو، وتدني التضخم، وفائض موازين المدفوعات. ودلالة السياسات الاقتصادية تتبع أحجام الاقتصادات. فاقتصاد البرازيل يبلغ 80 ضعفاً حجم اقتصاد بوليفيا. وزعم الرئيس البوليفي على خطى الرئيس الفينزويلي، أن بلده laquo;مثالraquo; يقتدى، يدعو الى العجب. وفي الأحوال كلها، لا تزال أميركا اللاتينية متخلفة عن أوروبا الشرقية وآسيا. وهي في حاجة ماسة الى تقليل استنزافها مواردها الطبيعية، وزيادة الدخول الفردية وليس الناتج الاجمالي وحده، ومعالجة التفاوت الكبير في الدخول، وتقوية الهيئات الداخلية، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية معاً.

(رئيس مشارك في مصرف مورغان ستانلي)