الثلاثاء: 2006.07.011

أبو خلدون

لماذا اشترط الإسلام أخذ موافقة المرأة إذا تقدم رجل لخطبتها؟

يبدو أن الجواب هو: أن الأنثى، حتى لو كانت طفلة دون العاشرة من العمر، تستطيع، بالفطرة، أن تميز الرجل الذي يمكن أن يكون أباً صالحاً ويتحمل مسؤولية الأسرة بمجرد النظر إلى ملامح وجهه، فقد زودتها طبيعتها الأنثوية بجهاز إنذار مبكر يحميها من سوء الاختيار في قضية تتعلق بمصيرها ومستقبلها، بينما الرجل لا يملك مثل هذا الجهاز ولا يستطيع التمييز بين المرأة المناسبة وغير المناسبة.

وقبل مدة، نشرت مجلة بروسيدنجز أوف ذي رويال سوسيتي بحثا أجراه عدد من العلماء في جامعات أمريكية في شيكاجو وكاليفورنيا بإشراف البروفيسور داريو ميستريبييري، وفي إحدى مراحل البحث فحص البروفيسور مستوى التستوسترون لدى 39 رجلاً، ثم أجرى دراسة نفسية دقيقة لهم لمعرفة مدى استعدادهم لتحمل المسؤوليات العائلية والاهتمام بالزوجة والأولاد، ثم عرض على كل منهم صورتين: إحداهما لشخص راشد في السن، والثانية لطفل، وطلب من كل منهم اختيار الصورة التي يفضلها بين الصورتين، ثم التقط العلماء صوراً للرجال التسعة والثلاثين حرصوا فيها على ألا تظهر أية تعابير على وجوههم.

وحمل العلماء الصور إلى 29 طالبة من طالبات المدارس الإبتدائية والثانوية، وقالوا لهن: لو كانت الواحدة منكن في سن الزواج وتقدم أصحاب هذه الصور لخطبتها، واكتشفت أنه مناسب من الناحية الاجتماعية والمالية، فمن هو التي تختار من بينهم؟ وفوجىء العلماء أن الطالبات اخترن الرجال الذين أثبتت الدراسة السابقة أنهم على استعداد لتحمل مسؤولية البيت والزوجة والأطفال. وعاد العلماء يطرحون على الطالبات سؤالا آخر هو: مَن من هؤلاء الرجال، في رأيك، أكثر اهتماما بالأطفال؟ فاختارت الطالبات الرجال الذين اختاروا صورة الطفل. وفي الحالتين لم يحدث أي خطأ على الإطلاق.

وعاد العلماء يسألون الطالبات: لو فكرت في عقد صداقة مع أحد أصحاب الصور، فمن تختارين؟ واختارت الفتيات بالإجماع صور الرجال الذين أثبتت الفحوصات أن نسبة هرمون التستوسترون في أجسامهم عالية. وبشكل عام، كشفت الدراسة أن أصحاب الذقون الصغيرة والعينين الكبيرتين نسبيا، مقارنة مع حجم الوجه فرصتهم أكبر في أن يكونوا آباء صالحين، بينما أصحاب العيون الأصغر حجما يتمتعون بجاذبية محدودة وتختارهن الفتيات اللواتي يبحثن عن الصداقة والعلاقات العابرة لا عن الزواج.

ولكن، ما دامت أجهزة الإنذار المبكر هذه موجودة لدى الفتيات، فلماذا يسئن من اختيار الزوج في بعض الأحيان؟ ولماذا يخترن شريكاً يقلب حياتهن إلى سلسلة متصلة من المتاعب والمعاناة؟ الجواب هو: لأنهن ينظرن إلى جيب الرجل، لا إلى ملامحه، فإذا كانت الجيب منتفخة تعطل الفتاة جهاز الانذار المبكر الموجود لديها وتوافق، أو أنهن يرين في ملامحه ملامح دو كابريو أو توم هانكس أو عبد الحليم حافظ، فيوافقن، وفيما بعد يدفعن ثمن تجاهل فطرتهن غاليا.