الثلاثاء: 2006.08.22


مجرد رأى
صلاح منتصر



منذ شهور توفي في ألمانيا اثر عملية جراحية رجل الأعمال أحمد عرفة ـ نجحت العملية ولكن نتيجة خطأ غير مقصود ارتكبته الممرضة ـ ونادر الوقوع ـ لقي الرجل ربه ونقل جثمانه إلي مصر ليودع في جنازة ضخمةrlm;,rlm; بينما امتلأت صفحات الأهرام بتعازي الكثيرين الذين عرفوه وأحبوه وشاهدوا خطواته الناجحة في الصناعةrlm;,rlm; كان من بين اعمال الراحل العديدة أن أقام مسجدا كبيرا في بلدته شبين الكوم عرف بمسجد عرفة أقام في فنائه مقبرة كان قد أوصي بدفنه فيها بعد وفاتهrlm;.rlm; كان أحمد عرفة محبوبا ولكن كان يبدو أن أكثر محبيه حفيده الطفل يحيي علاء أحمد عرفةrlm;(9rlm; سنواتrlm;)rlm; الذي تأثر كثيرا لوفاة الجد وراح يكرر لأمه أنه يريد إذا مات أن يدفن إلي جوارهrlm;,rlm; وكانت الأم كلما سمعت ذلك تطمئنه بأنها ستفعلrlm;,rlm; ولكن حاليا عليه أن يأخذ باله من روحه فالحياة أمامك طويلة يا يحييrlm;.rlm; لم يكن للطفل يحيي للاسف نصيبا من اسمه ففي يوم فوجئت الأم بهrlm;,rlm; وهو يسير إلي جوارها يسقط علي الأرض مصابا بسكته قلبية لم تمهله وانهت حياتهrlm;,rlm; وهو في عمرrlm;9rlm; سنواتrlm;!rlm; ومنذ ذلك الوقت لم يعد للأم مطلب سوي تنفيذ وصية ابنها أن يدفن بجوار جده في المقبرة التي دفن بها في فناء مسجد عرفةrlm;...rlm; ولم يكن الأمر سهلا

فقد تبين أن دفن متوفي سواء كان كبيرا أم صغيرا في مقبرة في فناء مسجد يجب أن تكون بموافقة رئيس الجمهورية حتي لا يتحول الأمر إلي اولياء وموالد ومزارات واساطيرrlm;....rlm; وهكذا رغم دفن الطفل يحيي ظلت محاولات ابويه لتنفيذ وصية طفلهما حتي تمكنا للظروف الإنسانية ولمكانة المحبة التي كانت لجده العثور علي من ساعدهما في استصدار القرارrlm;1339rlm; من السيد رئيس الوزراء ــ مفوضا في اختصاصات رئيس الجمهورية ــ بالتصريح بدفن الطفل يحيي علاء أحمد عرفة في المقبرة المقامة بفناء مسجد عرفه بشبين الكوم بمحافظة المنوفيةrlm;.rlm;

لقد وجدت من واجبي نشر القصة كاملة بعد أن نشرت يوم الخميس الماضي في هذا العمود عن هذا القرار الذي نقلته من الجريدة الرسمية مبديا دهشتي من ضرورة موافقة رئيس الوزراء علي دفن طفل دون أن أعرف حكايتهrlm;.rlm; وقد نقل إلي عن طريق زميلة أعتز بها وأقدرها أن كلماتي نكأت آلاما ومست أحزانا لدي الابوينrlm;,rlm; وهو الأمر الذي لم أكن بكل المقاييس أقصده او اتمناه سواء علي المستوي الإنساني أو المهنيrlm;.rlm; راجيا أن تكون هذه السطور مواساة للابوين في فقيدهما الغالي؟


[email protected]