د. عبد الإله بلقزيز


حين انضم السيد حسن نصرالله الى ldquo;أفواج المقاومة اللبنانيةrdquo; (حركة ldquo;أملrdquo; اختصارا) ولما يكن قد بلغ الخامسة عشرة من عمره وكان ذلك قبل ثلاثين عاما ما كان يدور في خلده ان الظروف والأقدار ستقوده يوما الى هذا الموقع الذي هو فيه اليوم: ldquo;رجلا ملأ الدنيا وشغل الناسrdquo; على نحو ما قيل في أبي الطيب المتنبي. نعم، كان شديد الاعجاب والانبهار بالامام موسى الصدر: الذي جاء لبنان من إيران في عام 1959 (أي قبل عام من ميلاد السيد حسن نصرالله) واشعل الإرادة في شيعته من أهل صور وجبل عامل والبقاع، بل وراودته مرة وهو غض سانحة رغبة في ان يصبح رجلا نظيرا لموسى الصدر. لكن الصبي الذي كانه وهو يتأمل في صورة الصدر ما كان الاول ولا كان الأخير الذي شدته شخصية هذا الرجل الطويل الوسيم: القادم من ايران ومن اصول لبنانية؛ فربما لن تجد في شيعة لبنان وحتى في غير شيعته من لم يكن مأخوذا بموسى الصدر: بجاذبية شخصيته الآسرة، وبثابتيته في الدفاع عن ldquo;المحرومينrdquo;، وسيولة حراكه السياسي والاجتماعي في لبنان والعالم قبل ان تغيبه يد الاختطاف في ليبيا في عام 1978 فتضع الاستفهام على مصيره منذ ذلك الحين.

ما كان السيد حسن نصرالله ليعلم انه سيصبح يوما زعيما للمحرومين، بعد ان غاب مؤسس ldquo;حركة المحرومينrdquo; (موسى الصدر) في غياهب السؤال منذ ثمانية وعشرين عاما. لكن السيد حسن نصر الله لم يعد عنوان ldquo;محرومينrdquo; بعينهم في لبنان (من اتباع مذهب آل البيت) مثلما كان عليه حالهم حين تحددوا فئويا أي كشيعة بوصفهم الأقل تمتعا بأقساط الغنم الطائفي الذي توزعته الفئات (الطوائف) التي قام على توافقها ميثاق عام ،1943 وإنما بات عنوانا لسائر المحرومين من وطن حر مستقل، ولسائر المحرومين من حق مشروع في العيش الكريم، وهؤلاء جميعا من غير أهل طائفة بعينها لأنهم أهل لبنان جميعا، أو قل من ارتضى منهم وطنا محررا سيدا في وجه احتلال اغتصب منهم الأرض والكرامة، ومن ارتضى منهم عدلا اجتماعيا يقسط في الحقوق وينصف في وجه بشاعة الاستغلال الوحشي والنهب من قوى الذين ldquo;يكنزون الذهب والفضةrdquo;.

وقد لا يتجاوز علم البعض بالسيد حسن حدود هيئته كشيخ معمم يتلو آيات الله وأحاديث النبي وقطرات من شهد نهج البلاغة، لكنه على غير ما يعلمون يمتشق في غمده آخر ما تعلموه من دروس الوطنية والاشتراكية (العدالة الاجتماعية): دروس المحرومين من وطنهم والمحرومين في وطنهم كما كان يطيب للسيد موسى الصدر ان يقول.

ولقد كان زعيم ldquo;حزب اللهrdquo; محروما في وطنه، ومدركاً هذا الحرمان منذ ابتداء نمو وعيه في سنوات الستينات، ما كان يحتاج تحليلاً وإعمال نظر كي يلحظ ذاك الحرمان. كان يكفيه محيطه المتواضع حتى يؤثث وعيه بمشاهد الحرمان تلك؛ ولكن كان عليه ان يخفف من وطأة ذلك الحرمان عليه وعلى أسرته من خلال النهوض ببعض أعباء أبيه الخضرجي (بائع الخضراوات والفواكه)، خاصة حين ldquo;تحسنrdquo; وضعه (وضع أبيه) ففتح محل بقالة في الحي نفسه. وحين حالفه الحظ في الانتقال الى النجف في العراق لاستكمال دراسته، وذاك حلم أي صبي أو شاب من أبناء الجنوب والبقاع في لبنان، لم يكن السيد حسن نصرالله يملك قرشا زائداً عن نفقات السفر يصرفه على نفسه وهو الذي ما بلغ من العمر ستة عشر عاما. ولولا مساعدة السيد عباس الموسوي شهيد المقاومة وشهيد ldquo;حزب اللهrdquo; وأمينه العام قبل السيد حسن نصرالله لكان على الشاب الصغير القادم من لبنان ان يعيش في العراق صوما ممتدا الى ما شاء الله.

وكان على ذلك الحرمان ان يأخذه وهو صغير السن في مطلع الخامسة عشرة من عمره وفي مبتدأ أيام الحرب الأهلية في لبنان العام 1975 الى الانضمام الى ldquo;حركة المحرومينrdquo; التي اطلقها السيد موسى الصدر وتنظيمها السياسي حركة ldquo;أملrdquo;، حيث جاذبية فكرة ممانعة الحرمان ذات سلطان على كل من لسعه ذلك الحرمان من أبناء المحرومين في وطنهم.

ربما كانت الحرب الأهلية المندلعة في الثالث عشر من ابريل/ نيسان ،1975 مفصلا رئيسا في التطور السياسي للصبي الذي كأنه السيد حسن نصرالله في ذلك الإبان. لقد اجبرته احداثها على الرحيل من حي ldquo;الكرنتيناrdquo; الذي كان يقطن فيه وعائلته الى مسقط رأسه، قرية البازورية. وrdquo;الكرنتيناrdquo; حينها لم تكن مجرد حي ldquo;عاديrdquo; من أحياء بيروت، كانت معقل ldquo;حزب الكتائبrdquo; وخزانه البشري والعسكري في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وما كان يسع عائلة السيد حسن البقاء في حي بات شديد الحساسية تجاه كل ما يرمز الى الفلسطينيين والمسلمين في محيط مسيحي نجحت ldquo;الكتائبrdquo; في استنفاره ضد ldquo;الغرباءrdquo; في ذلك الحين!

لكن الصبي العائد الى بلدته الأصل (البازورية) ما كان مرتاحا للبيئة السياسية في هذه البلدة التي كانت قد عقدت ولاءها للحزب الشيوعي اللبناني آنذاك. ربما كان شديد البرم بأفكار الشيوعيين حينها شأن غيره ممن تلقى تربية دينية (شيعية) لكنه لن يستهلك وقتاً طويلاً قبل ان يجد نفسه، في عز شبابه، يقاسم الشيوعيين رأيهم في العدو الصهيوني وفي الامبريالية الأمريكية وإن دون جهر مبكر بذلك.

أرهصت شخصيته لملكات قيادية مبكرة، كان في الخامسة عشرة من العمر حين ألفى نفسه مسؤولاً لحركة ldquo;أملrdquo; في قريته. ثم أخذه العلم في النجف عن المسؤوليات السياسية الى حين عودته منها بعد الاجتياح ldquo;الإسرائيليrdquo; للبنان في عام ،1982 وهو في الثانية والعشرين من العمر. وحين قام ldquo;حزب اللهrdquo;، في أعقاب انشقاق في صفوف حركة ldquo;أملrdquo; (بسبب مشاركة زعيمها نبيه بري في ldquo;جبهة الخلاص الوطنيrdquo; التي ضمت من قادتها قائد ldquo;القوات اللبنانيةrdquo; الكتائبية بشير الجميل)، وفي اعقاب نشوء حركة ldquo;أمل الإسلاميةrdquo; (المنشقة) في نهاية العام ،1982 وجد حسن نصرالله العائد من العراق نفسه مدفوعا الى تقلد مسؤوليات تنظيمية عدة: عضوا في قوة ldquo;باسقrdquo; للمقاومة، ومديراً لrdquo;حزب اللهrdquo; في منطقة بعلبك ثم لمنطقة البقاع، فمعاوناً لمدير الحزب في بيروت السيد ابراهيم امين السيد ونائباً له، وأخيراً مديرا للحزب في منطقة بيروت ومديرا عاما تنفيذيا لحزب الله في لبنان. ولم يكن قد استقر طويلا في مدينة ldquo;قمrdquo; الايرانية لإتمام الدراسة فيها حين عودته اليها في عام 1989 حتى دفعه الواجب الوطني الى القفول راجعا الى لبنان في مناخ الصدام بين ldquo;حزب اللهrdquo; وحركة ldquo;أملrdquo; ليستعيد مسؤوليته التنفيذية في المجلس الأعلى للحزب، بعد ان عهد الى الشيخ نعيم قاسم (نائبه الحالي في منصب الأمانة العامة) بتقلدها اثناء غياب السيد حسن نصرالله في ldquo;قمrdquo;. ثم لم يلبث ان انتخب أمينا عاما ل ldquo;حزب اللهrdquo; بعد اقدام العدو ldquo;الإسرائيليrdquo; على اغتيال أمينه العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي في موكبه في عام 1992.

* * *

قطع السيد حسن نصرالله شوط انتقاله سريعا من زعيم في طائفته الى زعيم طائفته. وما انعقدت له الزعامة فيها لأنه وحده يحتكر تمثيلها سياسيا؛ فالتمثيل السياسي الشيعي موزع حينها بين حزبين رئيسين (ldquo;حزب اللهrdquo;، حركة ldquo;أملrdquo;) مع بعض القوى ضعيفة التمثيل السياسي (حركة ldquo;ثورة الجياعrdquo; التي قادها الشيخ صبحي الطفيلي: الأمين العام الاسبق لrdquo;حزب اللهrdquo; قبل انشقاقه عنه والمتمركزة اساسا في مناطق في سهل البقاع)، وموزع بين مرجعيتين فقهيتين: مرجعية العلامة السيد محمد حسين فضل الله وكان قريبا جدا من ldquo;حزب اللهrdquo; ومرجعية ldquo;المجلس الإسلامي الشيعي الأعلىrdquo;: وخاصة في عهد رئيسه الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين. الزعامة التي انعقدت للسيد نصر الله في طائفته أتت حصيلة عاملين آخرين: المقاومة والعمل الأهلي المنظم.

لم يكن شيعة لبنان طارئين على المقاومة، أو قل لم تكن المقاومة طارئة عليهم. هم أهلها وجندها وحاضنتها منذ بدأت. قاوموا في اطار تجربة الثورة الفلسطينية (1969 1982) وانضمت اعداد هائلة منهم في صفوف فصائلها خاصة في صفوف حركة ldquo;فتحrdquo; وقاوموا في اطار الحركة الوطنية (1975 1982) وفي اطار ldquo;جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (1982 1986) وخاصة في تنظيمين من تنظيمات الحركة والجبهة هما: ldquo;الحزب الشيوعي اللبنانيrdquo; وrdquo;منظمة العمل الشيوعي في لبنانrdquo;. وقاوموا في اطار ldquo;حركة المحرومينrdquo; فحركة ldquo;أملrdquo;، لكنهم مع ldquo;حزب اللهrdquo; بلغوا في المقاومة مدارج ما بلغوها قبلاً، فكان لهم ان يحملوا معه شرف الصيرورة ldquo;طائفة المقاومةrdquo;، وكان لrdquo;حزب اللهrdquo; أن يكون فيهم حزب المقاومة الرئيس في كل لبنان وموطن إجماعهم السياسي.

أما العمل الأهلي الذي نهض به ldquo;حزب اللهrdquo; وبشهادة دولية من الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية (UNDP مثالا) فكان استئنائيا بالمقاييس كافة: الكمية والنوعية. إذ شملت منافعه وعائداته المادية والخدمية مئات الآلاف من المواطنين في مناطق واسعة من لبنان (الجنوب والبقاع وبيروت) وعلى نحو غطى احتياجات شعبية لم يكن في وسع الدولة نفسها ولأسباب عديدة اشباعها أو اجابتها. مثلما غطى البرنامج الإنمائي والخدمي لrdquo;حزب اللهrdquo; مجالات الاجتماع المدني كافة؛ فقد أسس الحزب ورعى مؤسسات أهلية عديدة كالمستشفيات، والمدارس، والجمعيات الرياضية والكشفية، ومؤسسات الرعاية الاجتماعية الخاصة بالأيتام وعائلات الشهداء، والمؤسسات الخيرية المعتنية بأوضاع الفقراء وذوي الحاجة، والمساجد والحسينيات، والمراكز الثقافية والمكتبات العامة، والمؤسسات الاعلامية السمعية والبصرية، والمؤسسات الصحافية ومراكز الدراسات والبحوث والتوثيق، وحتى الصيدليات التي تقدم الدواء للمحتاجين بأسعار رمزية أو بالمجان، فضلاً عن تأمين فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين في هذه المؤسسات الاجتماعية الخدمية ومن العاملين في المؤسسة القتالية والأمنية للمقاومة... إلخ.

إن هذه وغيرها ما صنع للحزب ومقاومته وقائده تلك الزعامة في تلك الكتلة الشعبية الهائلة من التابعين لمذهب آل البيت في لبنان التي تمثل عددا ما نسبته ثلث الشعب أو ما يزيد عن ذلك قليلاً.

لكن السيد حسن نصر الله سرعان ما سيقطع شوط الانتقال الناجح من زعيم طائفة الى زعيم وطن وأمة. وكانت المقاومة جواز مروره من هاتيك الضفة الى هذه حين دحر مقاتلوه العدو وحرروا جنوب لبنان في عام ،2000 لم يكن قد حرر بقعة أرض لأبناء الشيعة الامامية في لبنان فقد قاسمهم الموطن فيها مسيحيون وسنة وانما حرر جزءا غالبا من الوطن هو جغرافيا خمس مساحة ذلك الوطن. كان السلاح حينها في نظر اللبنانيين جميعا لنقل من باب الدقة في نظر اكثر اللبنانيين سلاحا للوطن لا لطائفة أو فريق سياسي في الوطن. ومن لم يصدق ذلك منهم بداءة، اكتشف نهاية ان الحزب وقائده عف عن استثمار التحرير للسكب في رصيده الفئوي (الشيعي) وعمم عائداته السياسية على الوطن. وإذا كان من يوميات السياسة في لبنان ان يظل قسم من المجتمع السياسي ومن المجتمع الأهلي اللبناني شديد الحساسية حول ldquo;طائفيةrdquo; ldquo;حزب اللهrdquo; وشيعيته وقارئا له ولطبيعته في مرآة طائفيته ومصالحه الفئوية، فإن من يومياتها أيضاً ولحسن الحظ أن قسماً من ذينك المجتمعين وجد سبيله السياسي والنفسي الى اعادة تمثل حزب الله وزعيمه بعيدا عن أية نمطية طائفية، أي بحسبان الحزب حزبا وطنيا والمقاومة مقاومة وطنية وزعيمه زعيما لوطن. ومن حسن الحظ ان هذا القسم من اللبنانيين ينتمي الى سائر الطوائف اللبنانية من دون ان يكون من المتلوثة ldquo;بفيروس فقدان المناعة الوطنية المكتسبةrdquo;: الطائفية.

ثم لم يلبث ldquo;أبوهاديrdquo; (حسن نصرالله) ان بات رمز أمة وزعيماً فيها، تلهج به الألسن ويصيب قلوب اللاهجين باسمه دفء. كان عنوان كرامتهم القومية المهدورة والممرغة تحت أقدام الصهيونية وحماتها الامبرياليين. وكان رمز مقاومة بعثت فيهم الشعور بالعزة والإباء، واعادت تزويدهم بشعور الثقة بنفسهم وبقدرتهم على الدفاع عن بقائهم الحر في هذه المساحة من العالم المستباحة من شريعة القوة والغطرسة والكبر والعنصرية. ففي الظلمة الظلماء كان حسن نصر الله، وكان جنده الأبطال، منارة أمة اضاعت بوصلتها أو ضاعت منها في لجة الخيانة والهزيمة والحبوط واليأس. وحين حملت عشرات الملايين من العرب والمسلمين صوره، أو هتفت باسمه، من نواكشوط حتى جاكرتا، ما كانت تمارس فولكلورا سياسياً تقليدياً، كانت بالأصح تبوح باعتراف لرجل دغدغ مخيال الشجاعة والرجولة والأنفة فيها بعد إذ اصابه قحط طويل.

* * *

كان يمكن للسيد حسن نصر الله ان يتحوز مجدا لمجرد انه على رأس حركة مقاومة وحزب سياسي شديد الاتصال بالمجتمع. لكنه مجد اتاه من نفسه ايضا: من سجايا وخصال فيه لا تكون لغير القادة التاريخيين ولا تحصل إلا فيهم. في الرجل من الجاذبية أو من القوة المغناطيسية ما يشدك إليه: فهو يقول ما يفعل ويفعل ما يقول وليس له اكثر من جدول اعمال مع من يخاطبهم بخلاف ما في عادات السياسيين إذ يقولون ما لا يفعلون كالشعراء في الوصف القرآني لهم. وفيه من حرارة الخطاب وسحر البيان ما يأخذك لكنه لا يمتهن الشعبوية حين يخطب ولا تضنيع آلة القياس العقلي في تدفق مفرداته، ولا يفتعل القول البليغ حين يقول. وفيه من البساطة والتواضع ما يقوم منه دليل على تشبعه بأخلاق الكبار، بل هو فيهما ذاهب الى حدود غير مألوفة: ان يقبل اقدام مقاتليه. ثم ان مثاليته حديث الناس في مجالسهم ومضرب مثل عند ذوي الشهداء حين بات منهم والد شهيد منذ زمن بعيد.

نصر الله بطل تاريخي وإن كره الكافرون. تمنى اليساريون لو كان منهم، وكذلك تمنى القوميون والوطنيون والديمقراطيون التحرريون، قد لا يطيب لجمع من الناس ان يروا الرجل منتصراً لشدة رجفة فرائصهم من رجال الدين وشديد حرصهم على قيم التنوير. فليؤجلوا خوفهم الى حين تقوم اوطان من تحت رماد الاحتلال وغطرسة القوة والهيمنة التي احرقت تلك ldquo;الأوطانrdquo; ولهم حينها ان يسائلوا رجال الدين بعد ان يفرزوا منهم الغث من السمين: من افتى منهم بالمقاومة وحراسة الوطن من الأعداء الخارجيين، ومن أفتى منهم بالفتنة في دماء المسلمين، ومن سفه منهم نصوص المجتهدين.