مسؤول بمكتب أولمرت يحذر من laquo;حرب أعصابraquo; تديرها حماس في قضية تبادل الأسرى

غزة ـ تل ابيب: laquo;الشرق الأوسطraquo;


في وقت حذرت فيه الحكومة الإسرائيلية من laquo;حرب الأعصابraquo; التي تديرها حماس لإثارة البلبلة في إسرائيل حول موضوع إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، علمت laquo;الشرق الأوسطraquo; أن إسرائيل وافقت لأول مرة منذ أسر شليط على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدينوا بقتل إسرائيليين. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن إسرائيل أبلغت المصريين بموافقتها من حيث المبدأ على إطلاق أسرى فلسطينيين أدينوا بقتل إسرائيليين، من دون أن يتم التطرق لعدد هؤلاء الأسرى وانتماءاتهم التنظيمية، وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى المتوقعة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي.

يذكر أن إسرائيل حرصت منذ اسر شليط على التشديد على أنه لا يمكنها أن توافق على إطلاق سراح أسرى تلوثت حسب قولها أيديهم بدماء يهودية، في صفقة لتبادل الأسرى، على اعتبار أن ذلك يمثل تشجيعاً لحركات المقاومة الفلسطينية على مواصلة محاولة أسر المزيد من الجنود.

وأكدت المصادر أن ممثلي الحكومة المصرية لا يزالون يواصلون الاتصالات مع ممثلي حركة حماس حول الاقتراح الإسرائيلي الذي نقله لهم مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، ويتضمن أن تقوم فصائل المقاومة التي تأسر شليط بتقديم برهان قوي على أنه على قيد الحياة، مقابل قيام اسرائيل بالإفراج عن عشرات الأسيرات والأسرى القاصرين، وفي المرحلة الثانية يتم إطلاق سراح شليط، ومن ثم يتم نقله الى القاهرة ومنها الى تل أبيب مقابل الإفراج عن 420 أسيرا فلسطينيا، حسب قائمة تحددها الحركات التي تأسر شليط. وفي المرحلة الثالثة من الصفقة تقوم إسرائيل بإطلاق سراح عدد غير محدد من الأسرى، بدون أن تلتزم بعدد معين أو بإنتماءات الأسرى.

يذكر أن وسائل الاعلام الإسرائيلية ووالد شليط وجهوا انتقادات حادة لسلوك الحكومة الإسرائيلية وموقفها من شروط الحركات التي تأسر شليط.

من ناحية ثانية أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت مشاورات صباح امس الاثنين مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بحضور عوفر ديكل، النائب السابق لرئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة laquo;الشاباكraquo; المكلف ملف الأسرى الإسرائيليين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر في مكتب اولمرت قوله إن التقارير التي تلقاها خلال المشاورات تفيد بأنه لم يحرز تقدم كبير على صعيد الجهود الهادفة لإطلاق سراح شليط، وذلك بخلاف ما تناقلته وسائل الاعلام العربية.

وحسب المصدر فقد تم ابلاغ اولمرت بموقف حماس الذي يصر على ضرورة الإفراج عن 1400 أسير فلسطيني مقابل شليط، على اعتبار أن هذا المطلب غير قابل للنقاش. واضاف المصدر أن اولمرت شدد على أن اسرائيل لا يمكنها أن تقبل بالإفراج عن هذا العدد من الأسرى، واصفاً مطالب حركة حماس بأنها مطالب laquo;غير معقولةraquo;. ونفى المصدر أن تكون إسرائيل بصدد الإفراج عن مروان البرغوثي أمين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم فتح في الضفة الغربية الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية.

وأشار المصدر الى ان اللقاء التشاوري تطرق الى المكاسب التي ستجنيها حماس جراء التوصل لصفقة تبادل الأسرى على الصعيد الشعبي الفلسطيني. وأعاد المصدر للأذهان أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) كان قد طالب اولمرت بأن يتم الإفراج عن البرغوثي بمعزل عن صفقة تبادل الأسرى الخاصة بشليط، على اعتبار أن الافراج عنه في اطار الصفقة يعمل على تعاظم شعبية حماس ويقلص هامش المناورة أمام ابو مازن في الساحة الداخلية الفلسطينية.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد اشارت الى أن كلاً من الإدارة الأميركية وبعض دول الإتحاد الأوروبي فضلاً عن عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية قد طالبوا بالإفراج عن البرغوثي من أجل تعزيز قوة ابو مازن في مواجهة حماس.

وحذرت مصادر في مكتب أولمرت، أمس، مما اسمته laquo;حرب الأعصابraquo; التي تديرها حماس لإثارة البلبلة في اسرائيل حول موضوع قرب اطلاق شليط. وقالت هذه المصادر ان ما تقوله حماس عن قرب الاعلان عن صفقة هو غير دقيق وهدفه خلق أجواء من الأمل غير الواقعي لدى الإسرائيليين بقرب اطلاق شليط، فإذا لم يطلق سراحه يجندونها حجة لتأليبهم على قيادته واظهارها بمظهر المتراجع عما اتفق عليه.

وكان المصدر يعقب على ما نشرته laquo;الشرق الأوسطraquo; من معلومات نقلا عن مسؤولين فلسطينيين حول طرح إسرائيل صفقة تتم على ثلاث مراحل. فقال ان هناك تقدما في المحادثات ولكنه لم يصل الى درجة توقيع الصفقة في غضون أيام. وأضاف laquo;إن الأمر المؤكد هو ان اسرائيل تبذل كل ما في وسعها لكي تطلق شليط ورفيقيه المحتجزين بأيدي حزب الله في أسرع وقت، وستدفع لقاء ذلك ثمنا باهظاraquo;.

يذكر ان أولمرت، سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، بعد غد. وتوقع بعض المراقبين أن يعلن في ختام هذا اللقاء عن شيء ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى. الى ذلك شدد النائب مشير المصري، أمين سر كتلة حركة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي، على أن تزامن إطلاق الأسرى الفلسطينيين مع إطلاق سراح شليط هو شرط أساسي لعقد الصفقة، مشيرا الى أنه لا يمكن الافراج عن شليط من دون مقابل يتمثل في اطلاق سراح عدد كبير من الأسرى وفق الشروط التي تضعها حركات المقاومة.

وأشار المصري الى أن بالإمكان الموافقة على اطلاق سراح أسرى بعد الإفراج عن شليط، لكن ذلك مشروط بتقديم اسرائيل ضمانات قوية بأن هذا ما سيحدث فعلاً.

من ناحية ثانية نفى احمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، التصريحات التي نسبت إليه وقال فيها إن بداية العام الجديد ستشهد الإفراج عن 1420 أسيرا فلسطينيا ضمن صفقة تبادل الأسرى مقابل الإفراج عن شليط.