رئيس المكتب السياسي للجماعة نفىبصورة قاطعة وجود أي توجه نحو السلطة
القاهرة -محمد أبوالفضل
تشهد العلاقة بين raquo;الاخوانlaquo; المسلمينlaquo; والنظام المصري مرحلة حرجة من التوتر, حيث يجري تطويقها سياسياً والتضييق عليها أمنياً وحصارها إعلامياً ومحاولة خنقها اقتصادياً. ولم تكف الجماعة عن مناوشاتها للحكومة من خلال امتلاكها لأكبر كتلة معارضة داخل البرلمان. وإزاء محاولات الشد ووقائع التصعيد طفت على السطح تقديرات وتخمينات متباينة لأسس العلاقة ومستقبلها, خاصة أن الفترة المقبلة سوف يتم في خضمها تدشين أكبر تعديلات دستورية في الدولة المصرية منذ مدة طويلة. الأمر الذي جعل بعض المراقبين يربطون بين عمليات وأهداف الإقصاء واتجاهات وأغراض التعديلات. من هذا المنطلق يكتسي الحوار مع الدكتور عصام العريان رئيس المكتب السياسي للإخوان المسلمين في مصر أهمية كبيرة, فقد طرحت عليه quot;السياسةquot; جملة من التساؤلات للتعرف على موقف الجماعة عن قرب بشأن كثير من التطورات الحيوية. وجال الحوار بين الاتهامات الموجهة للجماعة وبين حساباتها العاجلة للتفكير في تشكيل حزب سياسي مدني, مروراً بعدد من القضايا الساخنة التي لا تزال مطروحة على الساحة المصرية.. وهنا نص الحوار:
ما تقييم الجماعة لوصف الرئيس حسني مبارك للإخوان المسلمين بأنهم quot;خطر على أمن مصرquot; وأبعاد ذلك السياسية ?
هذا الوصف آلمنا جداً, فهو اتهام لا يجد ما يسنده في الواقع, وموجه أساساً لفكر raquo;الاخوانlaquo; وليس لسلوكهم, ولم يلجأ الرئيس الى مبرر أن raquo;الاخوانlaquo; متشددون أو لديهم عنف أو يستخدمون أدوات غير سياسية وغير ديمقراطية. ومن مخاطر هذا الكلام أنه يلغي بكلمة واحدة توجه عامة الشعب المصري نحو الفكر الديني والحل الإسلامي الذي يؤيدونه وأجمعوا على وضعه في الدستور, حيث مبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. ويلغي أيضاً تأييد ما لا يقل عن 35 في المئة من الناخبين للإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. والمشكلة أن الاتهام يتعدى أعضاء الجماعة, فهناك من يؤيد raquo;الاخوانlaquo; ومنهجهم في الحركة والعمل وبرنامجهم السياسي, الذي يعتمد على تفعيل نص المادة الثانية من الدستور ويعتمد على الإسلام كرافعة للنهضة, سواء بصياغة فرد قادر على العطاء ولديه رقابة ذاتية يحترم بها القانون وقادر على الانجاز والعمل بوازع من تعاليم الإسلام التي تحض على العمل والإنتاج.
أما سؤالك عن الأبعاد السياسية, فأنا أعتقد أن الاتهام ينطوي على رسالة سياسية موجهة للخارج بصورة رئيسية. بهدف تأكيد أن مصر سوف تظل في فلك السياسة الأميركية أو هي في الحلف الذي تريد الولايات المتحدة أن تقيمه ضد التيار الإسلامي الصاعد في المنطقة بكل أجنحته. فمن الواضح أن الإدارة الأميركية أيقنت أن مصالحها تتعارض تماماً مع وجود تيار إسلامي فاعل معارض سياساتها بقوة وحزم, جراء الانحياز الأميركي الأعمى لإسرائيل.
ولكن يتردد أن هناك اتصالات متقطعة وربما تفاهمات جرت بين raquo;الاخوانlaquo; في مصر والأميركان?.
لم توجد اتصالات بيننا والأميركان بأي صورة من الصور, باستثناء الزيارات التي كان يقوم بها ديبلوماسيون بحكم وظائفهم الى مكتب raquo;raquo;الاخوانlaquo;laquo;. ولا توجد أي قنوات اتصال رسمية إطلاقاً. والشىء الوحيد الذي عرضه مرشد raquo;الاخوانlaquo; الراحل عمر التلمساني على الإدارة الأميركية وبموافقة شخصية من الرئيس أنور السادات هو أن يتوسط للإفراج عن الرهائن الأميركيين في طهران إبان الأزمة التي احتجز فيها الطلاب بنهاية السبعينيات من القرن الماضي. وهذه الوساطة لم تتم لأن الولايات المتحدة طلبتها والمرشد قبلها من منطلق إنساني بحت, والسادات وافق عليها والإيرانيون رفضوا لأن هذا الملف غير مطروح للنقاش عندهم. ومنذ ذلك الوقت لا توجد اتصالات مع الأميركان. فقد وضع raquo;الاخوانlaquo; قاعدة وهي أننا لا نستطيع إجراء اتصال من خلف ظهر الحكومة المصرية مع أي حكومة أجنبية, وأن يكون علنياً وشفافاً.
ورسائل داخلية أيضا
معنى ذلك أن كلام الرئيس مبارك لا يحمل رسائل داخلية أخرى? .
بالطبع يحمل رسائل داخلية, ولكن ذكرت الرسالة الخارجية أولاً في حديثي السابق, باعتبارها الأهم, فقد أشار الرئيس في كلامه لمسألة الحصار, وهو لا يكون داخلياً ولكن من أطراف خارجية, ورغم كل الإجراءات التي تتخذ للحيلولة بين raquo;الاخوانlaquo; وممارسة حقوقهم كمواطنين, سواء في الحصول على ترخيص حزب أو الحصول على الترشح أو رخصة إعلامية أو منبر من المنابر, هناك تأييد شعبي للإخوان. والمضمون الداخلي يقول اعتبروا مما يجري في بلاد أخرى مجاورة من حصار ومشاكل بسبب صعود التيار الإسلامي حتى لو كان معتدلاً مثل raquo;الاخوانlaquo;. وباعتقادي أن هذه الرسالة ستؤول الى الفشل, لأن الشعب المصري لا يكتفي برسائل التطمينات أو المباشرة بهذه الصراحة, كأن الرئيس يقول quot;لا تنتخبوا raquo;الاخوانlaquo;quot;. ولكن الداخل يهمه ماذا تقدم الأطراف المختلفة, وهل هي قادرة على عطاء سياسي ومجتمعي ناجح يجعلها محل ثقته?
وفي تقديري أن من أهم أسباب نجاح وصعود raquo;الاخوانlaquo; ضعف الأطراف السياسية الأخرى وفشل الحزب الوطني الحاكم في تقديم حلول. وهذا الإخفاق مرشح للتصاعد, لأن المشاكل تزداد يوماً بعد يوم والسياسات الحكومية لم تؤد الى انفراج حقيقي للمواطن المصري.
هل التطويق الأمني والحصار السياسي والإعلامي للإخوان مؤخراً له علاقة بما يسمraquo; quot;التوريثquot; في مصر?
هناك من قال إن الرئيس حسني مبارك أراد أن يضع المواطن المصري والقوى الخارجية أمام أحد بديلين. إما أن تستمر الأوضاع الحالية بكل مكوناتها وتنتقل السلطة من الرئيس الى خلفه, بصرف النظر عن الشخص, وبنفس آليات الحكم الحالية وقواعده المعمول بها الآن دون تغيير بالأدوات الديمقراطية, وإما إذا أصر البعض على وجود ديمقراطية فإنها سوف تأتي بraquo;الاخوانlaquo;. من هذه الزاوية أؤكد بوضوح شديد أن raquo;raquo;الاخوانlaquo;laquo; ليس في برنامجهم الآن رغبة ولا إرادة سياسية للتوجه نحو السلطة. وهم أعقل من أن يتوجهوا الى السلطة في هذه الظروف غير المواتية. لذلك نحن نحتاج كمجتمع مصري الى مناخ حريات وإصلاح حقيقى. وraquo;الاخوانlaquo; لديهم إرادة سياسية قوىة جداً للإصلاح الشامل, الذي يبدأ بالإصلاح السياسي والدستوري. وما يجري من تعديلات دستورية الآن هدفه تكريس بقاء الأوضاع على ما هي عليه وقطع الطريق على أي إصلاح. وبالتالى فraquo;الاخوانlaquo; يريدون أن تكون الإرادة الشعبية مترجمة في الانتخابات الحرة وأن يولي الشعب ويحاسب من يختار. ونحن من الحكمة والحصافة بحيث نقبل تولي الأمور في مثل هذه الأوضاع المعقدة.
ألم تحدث لقاءات أو اتصالات بينكم وبين رموز في الدولة للتفاهم حول بعض القضايا السياسية الداخلية? .
لم تحدث لقاءات, وحتى الاتصالات الأمنية انقطعت. لأن الدولة تعتبر raquo;الاخوانlaquo; ملفاً أمنياً. وهذا إحدى المشاكل الرئيسية في العلاقة معها. فنحن لسنا مرتكبي جرائم. والعجيب أن raquo;الاخوانlaquo; أكبر كتلة معارضة في تاريخ البرلمان المصري ( 88 مقعدا الآن ) ومع ذلك لا يعترف بها ككتلة أو يفتح معها حوار سياسي. فلا توجد في تقدير النظام المصري حلول سياسية. وهو لا يريد رؤية أي قوى معارضة, بغض النظر عن فكرها, تكون لها شعبية وقادرة على العمل والعطاء وإيجاد توازن. حيث تم تجربة ذلك مع كثير من القوى (العمل والوفد والناصري..) وفشلت وحدث تفتت داخل هياكلها.
برنامج سياسي لحزب مدني
ما هي حقيقة ما قيل بشأن عزم raquo;الاخوانlaquo; على التقدم بمشروع حزبي مدني جديد?.
raquo;الاخوانlaquo; لديهم رغبة قوية وأكيدة وإرادة وقرارات لإنشاء حزب سياسي مدني مرجعيته المادة الثانية من الدستور, وهي أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. وهذه الرغبة قديمة وليست وليدة اليوم. وثمة قرارات داخل الجماعة بالتوجه نحو انشاء هذا الحزب وجرى إعداد مجموعة من البرامج من قبل. ونحن نرى أن إعلان حزب من طرف واحد لا يجوز. وأن التقدم الى لجنة الأحزاب ثم محكمة الأحزاب إجراء لا طائل من ورائه, طالما أن الإرادة السياسية للنظام متوجهة لرفض قيام أحزاب جادة عموماً. بدليل ما حصل منذ أسابيع قليلة, حيث تم رفض 12 حزباً دفعة واحدة, بعضها يسعى منذ عشر سنوات في أروقة المحاكم للحصول على رخصته. لذلك لابد من إلغاء لجنة الأحزاب ومحكمة الأحزاب والاكتفاء بأن يكون تأسيس الأحزاب بمجرد الإخطار, الذي يتضمن أن يكون للحزب لائحة وبرنامج لا يقوم على التمييز بين المواطنين لأي سبب ديني أو فكري أو جهوي.. وraquo;الاخوانlaquo; يعدون أو يطورون برنامجهم لطرحه على الرأي العام. بمعني أن المطروح حالياً من جانب الجماعة إعلان برنامج للحزب وليس تأسيس حزب, لا من طرف واحد ولا من قبل لجنة الأحزاب.
ما الخطوات التي اتخذت لإعداد البرنامج الجديد?
نحن نقوم بالإعداد وهناك خبراء متخصصون في كافة المجالات يدرسون التجارب السابقة ويقرأون برامج الأحزاب الحالية أيضاً لدراسة أوجه التشابه والتمايز, لبلورة رؤية نهائية من مجمل سياساتنا ومواقفنا وبياناتنا ووثائقنا لكي تكون في حزمة واحدة أمام الرأي العام للتفاعل والتجاوب معها.
ولماذا الآن دراسة هذا المشروع, وهل له علاقة بما يجرى الترتيب له من تعديلات دستورية?
هذه رغبة قديمة, وليست هذه هي المرة الأولى. فحزب quot;الوسطquot; بقيادة المهندس أبو العلا ماضي كان مبادرة إخوانية في البداية. وعندما رفض الوقوف عند حد التقدم وصمم على المضي في الإجراءات أمام القضاء قيل له (من الجماعة ) لا طائل أو فائدة, لأن النظام يمنع. فقال سوف أحاول وكان ذلك هو الانفصال أو الخصام بينه وبين raquo;الاخوانlaquo;. والنتيجة أنه بعد عشر سنوات يدور في المربع صفر وأنه يريد التقدم من جديد بأوراق حزب جديد. ونحن نرى أن المطروح ليس التقدم بتأسيس حزب ولكن إعلان برنامج, بحسبانه أهم ما في مسألة الحزب.
هل البرنامج له علاقة بالمعطيات الداخلية والخارجية?
لاشك أنه سيواكب آخر المستجدات على الساحة وسيقدم آخر أُطروحات raquo;الاخوانlaquo; بخصوص القضايا المختلفة. ويكون بينه وبين برامج إسلامية أخرى تشابه بالقطع لأن الجميع يستند الى مرجعية إسلامية.
برامج أحزاب من دول عربية وإسلامية تقصد?
من الواضح أن تجارب الآخرين سبقت مصر, بعد أن كنا نسبق في مجال التطور السياسي. مثل الكويت واليمن والجزائر والمغرب والأردن والبحرين. وذلك بمقاييس التعددية بشكل عام وليس فقط بمقاييس مشاركة الأحزاب التي تنتمي للتيار الإسلامي. ونحن نريد إصلاحاً شاملاً بالمعنى الدقيق للكلمة.
هل الحزب, إذا أُنشئ فعلاً, سوف يلغي raquo;الاخوان المسلمينlaquo; كجماعة دعوية?
هذا كلام سابق لأوانه. وغالبية أعضاء raquo;الاخوانlaquo; يرون أن الجماعة ملك لكل المسلمين وليس ملكاً للحزب. وبالتالى سوف تكون القوة الخلفية المؤيدة للحزب وقاعدته الانتخابية, أي أن الحزب إحدى آليات العمل في المجال السياسي, خاصة في ظل عدم نضج تطور الحياة السياسية في معظم الدول العربية. وليس من المصلحة اختزال رؤية الجماعة الشاملة في كل المجالات الى برنامج أو حزب سياسي فقط. وأعتقد أن وجود حزب له استقلالية عن الجماعة ويعتبرها أكبر مساند له وبالتالى لابد من التنسيق معها, سوف تكون الخيار الأفضل بالنسبة لجماعة raquo;raquo;الاخوانlaquo; المسلمينlaquo;, التي تمثل جسماً ضخماً.
إعداد البرنامج يقتصر على خبراء الجماعة أم يتم الاستعانة بخبراء من خارجها?
معظم المراقبين المحايدين على الساحة المصرية يرحبون بل ويطالبون بأن يكون للإخوان حزب سياسي. من أمثال الكاتب مكرم محمد أحمد والدكتور عبدالمنعم سعيد والدكتور محمد السيد سعيد والدكتور عمرو الشوبكي والباحث ضياء رشوان والدكتور حسن نافعة والدكتور يحيي الجمل وغيرهم.. وكل هؤلاء لهم إسهامات موضوعية نقدرها ونحترمها.
مبادرة الحزب تبدو نتيجة لما يتم الإعداد له من تعديلات دستورية?
هذه رغبة وتوجه إخواني قديم كما أشرت. وسبق الإعلان عن مبادرة للإصلاح منذ عامين, قدمها المرشد العام محمد مهدي عاكف, ولم تكن هناك تعديلات دستورية, والتي تهدف في محتواها الى قطع الطريق على أي تطور ديمقراطي, ولا تلبي الحد الأدنى من مطالب المعارضة في حياة ديمقراطية سليمة.
من المتوقع أن تنطوي التعديلات على حmacr;ظر لاستخدم الدين من جانب أي جماعة أو قوى تعمل بالسياسة مثل raquo;الاخوانlaquo; ?
هذا الاتجاه يصطدم بالدستور الذي ينص على أن الإسلام دين الدولة.. وبالتالى على من طرح هذا الكلام أن يعيد التفكير فيه. وكما قال الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إن المادة الثانية من الدستورquot; فوق الدستورquot; لأنها تعبر عن هوية المجتمع. والعجيب أن قانون الأحزاب الآن يمنع قيام أحزاب تعارض هذه المادة. ولذلك كل الأحزاب تضع في برامجها أن الشريعة الإسلامية يجب أن تكون هي الأساس. وبحكم التراث يحضر الرئيس المصري الاحتفالات الدينية ويعين شيخ الأزهر ويمضي قرار تعيين البابا بعد اختياره. وهذه الأنشطة كلها كيف يكون موقعها وسط هذا الكلام. فإذا حضر الرئيس صلاة العيد يتقدم محام ويقول إن ذلك مخالف للقانون والدستور. وفي رأيي أن الحظر يجب أن يكون محدداً وواضحاً وعدم التمييز بين المواطنين على أساس دينى. الأمر الذي نتفق معه تماماً. فلا يجوز بأي حال للحزب أو للدولة أن تميز بين مسلم وغيره أو مسيحي وغير بناء على عقيدته. فالجميع متساوون أمام الدستور. وهذا مبدأ مُقر في المادة 40 من الدستور.
هناك تقديرات أشارت الى خسارة الجماعة لأكثر من بليون جنيه, بسبب إلقاء القبض على بعض رجال الأعمال الذين ينتمون إليها, فما التأثيرات الحقيقية لهذه الإجراءات? .
هذه مبالغات في الأرقام, لا تساندها حقائق على الأرض. وهذا ضرب وتخريب للاقتصاد الوطني, فيجب ألا يحارب إنسان شريف في رزقه وعمله, بسبب انتمائه الفكري أو السياسي. وإذا كانت الدولة تستهدف raquo;الاخوانlaquo; الآن فغدا يمكن أن تستهدف الليبراليين أو غيرهم من القوى الوطنية. وهو ما يتناقض مع التوجهات الراغبة في إرساء المجتمع على أساس حزبى, وتفضي في حصيلتها الى تفاقم مشاكل المستثمرين في مصر, وزيادة انتشار البطالة. فالأنشطة الاقتصادية التي قيل إنها تابعة للإخوان يعمل بها آلاف الموظفين. مع العلم بأن الجماعة ليست كياناً مالياً. ومن يتصور أن مصدر قوة raquo;الاخوانlaquo; المال واهم. فقوتهم تكمن في قدرتهم على التضحية, وفكرهم الوسطي المعتدل الذي يجمع الناس حوله ثم التفاف الشعب حولهم, علاوة على فشل أو ضعف القوى الأخرى.
ما الإجراءات التي اتخذتها الجماعة لتحاشي تكرار ما حدث في جامعة الأزهر وتداعياته ?
لقد قمنا بإدانة هذا الحادث لأنه خطأ غير مبرر, مهما كان التضييق الأمني على الجماعة. واعتذر الطلاب عنه, وذلك نتيجة مراجعة سريعة للحادث الذي يعتبر فريداً من نوعه منذ ثلاثين عاماً. وفي اعتقادي أن الصخب الإعلامي أدى الى نتيجة عكسية, لأنهم في النهاية طلاب مظلومون حرموا من حق الترشيح وأن تكون لهم لجنة طلابية أو اتحاد طلابي مواز يعبر عن آرائهم وفصلوا من دراستهم. ووصل احتجاجهم الى نفاد صبر. ومن يخرج الموضوع عن هذا السياق يظلم هؤلاء الطلبة. وعندما يراجع هذا الحادث بعد عدة أشهر وهدوء سوف يري الناس حجم الاتهامات الظالمة التي وجهت للإخوان. فهم ليسوا دعاة عنف ولا تطرف ويحترمون الجامعة وأساتذتها. والأزهر له مكانة سامية عندنا ولا يمكن أن نخدشها.
هل هناك مبررات سياسية معينة لهذا الصخب?
نعم تشويه صورة raquo;الاخوانlaquo; وتبرير التعديلات الدستورية, وإلهاء الجماعة في اعتقالات واغراقها في تحقيقات, بحيث تمر التعديلات دون معارضة شعبية. فالنظام يعلم أن المعارضة الحقيقية تتمثل في raquo;الاخوان المسلمينlaquo;.
ما دوافع الوساطة التي قام بها مرشد raquo;الاخوانlaquo; بين حركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot;?
المرشد العام لا يقوم بوساطة, لكن اتصل بالأطراف ليحضها على تحريم الاقتتال وصيانة حرمة الدم الفلسطيني. فقد اتصل بالرئيس محمود عباس شخصياً وخالد مشعل وإسماعيل هنية وحض الجميع على ضرورة اللقاء والاتفاق على كلمة واحدة.
نسمع عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ويظهر ويتوارى, فهل مازال هذا الكيان فاعلاً?
هو كيان تنسيقي بين كيانات raquo;الاخوانlaquo; المختلفة, لأنهم يستندون الى منهج مشترك في العمل السياسي, فلابد من اللقاءات التشاورية بين raquo;الاخوانlaquo; من دول متعددة, مثل الاشتراكية الدولية أو الأحزاب القومية العربية.
التعليقات