سوسن الشاعر


نحن نلعب لعبة القط والفأر في‮ ‬قصة أراضي‮ ‬المحرق،‮ ‬كلنا نعرف القصة ومع ذلك كل منا‮ ‬يساير الآخر في‮ ‬قصته‮!‬
فمن مخطط إيراني‮ ‬تحول الأمر فجاة إلى تخطيط حضري‮! ‬لمَ‮ ‬ضرب الدف مقلوبا؟ لمَ‮ ‬التمويه والمماطلة وعدم الوضوح؟

لنفرض‮ -‬نقول لنفرض‮- ‬أن لدى السلطة هاجسا من محاولة النقل الديموغرافي‮ ‬السكاني‮ ‬لتحويل الدوائر ذات الغلبة السنية إلى دوائر مختلطة‮ -‬سواء كان ذلك بأموال إيرانية أو بأموال بحرينية‮- ‬مما سيؤثر مستقبلا على وضعية الدوائر المغلقة على جماعات السنة،‮ ‬ووقف البيع والشراء في‮ ‬الوقت الحاضر هو من أجل التحقق من حقيقة تداول خرج في‮ ‬وقت ما عن النطاق المعهود‮.‬
فإن كان ذلك هذا هو هاجس السلطة‮ -‬وهذا حدسنا‮- ‬فلمَ‮ ‬لا تتجرأ السلطة وتتحدث للناس بهواجسها بشكل مباشر؟ وهي‮ ‬هواجس مشروعة سياسيا،‮ ‬بعيدا عن تسمية الأشياء بغير بمسمياتها،‮ ‬لمَ‮ ‬لا‮ ‬يخرج أحد ويتحدث بصراحة عن‮ ''‬اتفاقية‮'' ‬صلح وإصلاح جرى تفعيلها بين النظام و بين المعارضة التسعينية تحديدا للخروج من أزمة الثقة التي‮ ‬دفع شعب البحرين ثمنها،‮ ‬هذه الاتفاقية لها بنودها ولها استحقاقاتها،‮ ‬من ضمنها ترسيم الدوائر الانتخابية الحالية‮ -‬غير العادلة‮- ‬ديموغرافيا،‮ ‬و لكنها شئنا أم أبينا واحدة من صمامات الأمان التي‮ ‬احتاجها النظام لعبور فترة الهدنة؟ لمَ‮ ‬لا‮ ‬يقال أن‮ ‬غلق الباب على هكذا محاولات إن وجدت هو‮ ‬غلق الباب على محاولة للعبث ببنود المصالحة،‮ ‬والعبث فيها‮ ‬يعيد هواجسا لدى النظام بالعبث باتفاقية الصلح‮.‬

صحيح أنه تاريخيا واجتماعيا عشنا سنة و شيعة لا مكان لتلك الهواجس بيننا،‮ ‬خاصة جزيرة المحرق ذات النسيج الاجتماعي‮ ‬المتماسك بسنته وشيعته بعجمه وبعربه،‮ ‬ودستوريا وقانونيا لا‮ ‬يحق لأي‮ ‬جهة منع تداول الأراضي‮ ‬بيعا وشراء في‮ ‬منطقة ما،‮ ‬ويحق لأي‮ ‬بحريني‮ ‬استملاك أي‮ ‬قطعة أرض معروضة للبيع،‮ ‬وليس من حق أحد توجيه اتهام لكل راغب شراء أرض في‮ ‬المحرق بأنه‮ ‬يقوم بذلك ضمن مخطط مشبوه،‮ ‬إنما قسمة الدوائر الانتخابية خلقت واقعا جديدا لا علاقة له بعلاقاتنا الاجتماعية‮. ‬

لنعكس الآية حتى تتضح الصورة،‮ ‬لنتخيل قيام السلطة اليوم بشراء أو دفن أراض في‮ ‬القرى الشمالية لإقامة بيوت بالمئات لأسر سنية مضمون اتجاه تصويتها‮! ‬ألن‮ ‬يثير ذلك أي‮ ‬استغراب وربما رفض وممانعة خاصة إذا كانت هذه الأسر من المجنسين؟‮! ‬ألن تعلو الصيحات بأن النظام لم‮ ‬يكفيه ما أخذه من رسم الدوائر لينتقص أيضا من الدوائر الباقية؟ وبإمكان النظام أن‮ ‬يلون القصة كما‮ ‬يشاء،‮ ‬بأن هذه أراض بحرينية وبأن من حق أي‮ ‬حامل للجنسية البحرينية التملك في‮ ‬أي‮ ‬مكان‮ ‬يشاءه أو أنه تخطيط حضري‮ ‬جديد ووو‮!‬

فإن كانت هناك حركة بيع وشراء جرت في‮ ‬المحرق أو أي‮ ‬منطقة أخرى خارج النطاق التقليدي‮ ‬بإمكانها إحداث هذا التغير الديموغرافي‮ ‬للدوائر الانتخابية ولفتت انتباه الأجهزة الأمنية وحركت هذا الهاجس لدى النظام خاصة وهناك قصص مشابهة في‮ ‬لبنان،‮ ‬وأتفق ضمنيا على وقف‮ ‬تداول الأراضي‮ ‬مؤقتا للتاكد من هذه الوقائع فليعلن عن ذلك صراحة‮ (‬وحلوا عن سما‮) ‬سلمان بن هندي‮ ‬الذي‮ ‬تبرع للمساعدة‮ (‬فتوهق‮)!‬