مشعل السديري

تناقلت وسائل الإعلام صورة مدير (البنك الدولي) وهو خالع حذاءه عندما أراد أن يدخل أحد المساجد في تركيا بهدف الزيارة السياحية، وقد ظهر بعض أصابع قدمه من خلال جوربه الممزق، أو (المبقور أو المشقوق أو المهترئ), المهم خذوا من هذه التسميات ما يعجبكم واتركوني أكمل.

وكنت بعدها بيوم حاضراً إحدى الندوات، فسمعت أو بمعنى اصح استرقت السمع لاثنين خلفي يتحدثان بشأن جورب مدير البنك الدولي.

فقال الأول: كم أن ذلك المدير أمين، فبين يديه (المليارات) ومع ذلك لم يسمح لنفسه أن تمتد يده على دولار واحد منها ليشتري لنفسه جورباً جديداً.

فرد عليه الثاني: اسمح لي أن أقول لك أن ذلك المدير (نتن بخيل)، وفوق ذلك وسخ.

لا أريد أن أعلّق، أترك التعليق لكم.

* * *

بينما كنت جالساً مسترخياً أمام شاشة التلفزيون، وإذا بالمذيعة الحسناء الضاحكة بغنج، تقول لي وللمشاهدين جميعاً: إن هناك (16 عقرباً) مصرياً توجهت للفضاء بمركبة أمريكية لإجراء التجارب عليها من ناحية قدرتها وتحملها لأجواء فراغ الجاذبية.

ولفت نظري في الموضوع ثلاثة أشياء، أولاً: تلك المذيعة التي ليس لها من المواهب غير دقة الملامح، وحرف (الأغّ) الذي تلعب به بين شفايفها اللدنة.

ثانياً: جنسية العقارب، (اشمعنى) يعني تكون مصرية؟! هل لأن مصر طبعت علاقتها مع إسرائيل؟! أم أن سلالة تلك العقارب متحدرة من الملكة (نفرتيتي)؟!

ثالثاً: عنصر (العقرب) بحد ذاته ككائن حي فريد، (وكامل الأوصاف) على حسب زعمي، فأنا من المعجبين جداً بشكل العقرب من حيث التكوين ـ خصوصاً عندما ترفع ذيلها ـ وما أكثر ما رسمت لها (الاسكتشات)، وما أكثر ما حلمت أنني اقترنت بواحدة منها.

وأذكر قبل سنوات وكنت في زيارة أو ضيافة احد الأقارب في منطقة القصيم، أن أمسك احدهم بعقرب صفراء مكتنزة وفي منتهى الجمال وأراد أن يقتلها، فتداركته قبل أن يمزقها بحجر، وتوسلت إليه، وتشفعت لها أن يتركها وشأنها علّها تعيل صغارها، فوافق على طلبي الغريب بعد تمعن واستغراب واستهجان، بحثت عن جحرها لكي أعيدها إليه غير أنني لم أهتد له، عندها تذكرت أن العقرب تستطيع أن تؤقلم نفسها وتعيش في أقسى الظروف، فأردت أن أجرب، ووضعتها في (فريزر) الثلاجة على أساس أن أخرجها بعد يومين لأعرف ماذا حصل لها، وفي ثاني يوم اضطررنا للسفر، ونسيت موضوع عقربتي، والعجيب أنني رجعت مرة ثانية بعد سبعة اشهر إلى نفس المكان، عندها تذكرت العقرب التي وضعتها في (الفريزر)، وعندما فتحت الثلاجة وأخرجتها وإذا هي متصلبة كالحطبة، ولكن ما هي إلا نصف ساعة وعندما أحست بالدفء وإذا بها تتحرك، وأول ما اتجهت له قدمي تريد أن تلدغها، والحمد لله أنني كنت ساعتها ألبس حذاء، ولم أخلعه كمدير البنك الدولي، لتظهر فضائحي ـ عموماً ففضائح الجوارب أهون من الفضائح الأخرى ـ، وأنتم تعرفونها.