تشارلي ريس - كينج فيتشر
يعيش أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة بقليل في 75 منطقة حضرية. روسيا تملك 4399 رأسا نوويا جاهزا للاستخدام. باستثناء 624 رأسا نوويا تحمل على طائرات قاذفة، جميع الرؤوس النووية الأخرى موجودة في قواعد أرضية أو صواريخ محمولة على غواصات.
إضافة إلى ذلك، قامت روسيا منذ أسبوعين فقط باختبار صاروخ أرضي اسمه (آر إس إم 54)، وصاروخ آخر يتم إطلاقه من غواصة. كلا الصاروخين كانا عابرين للقارات. وكلاهما يصيبان أهدافهما بدقة بالغة. وبالمناسبة، فقد كان اختبار صاروخ الغواصة هو السادس من نوعه هذا العام.
وفي الوقت ذاته، لا تملك إيران أية أسلحة نووية ولا صواريخ بالستية عابرة للقارات أو طائرات قاذفة ذات مدى بعيد. وقد تملك كوريا الشمالية صاروخين أو ثلاثة صواريخ نووية. ومع ذلك فإن الإدارة الأمريكية، ومعظم أجهزة الإعلام الأمريكية، تبدو مهتمة إلى حد كبير بإيران، لا شك لأن إسرائيل تصب كل اهتمامها على ذلك. ونقلت وكالة أنباء (جويش تليجراف) اليهودية خبرا مفاده أن منظمة الضغط اليهودية الأمريكية (أيباك) لعبت دورا نشطا في حذف بند في قانون الدفاع كان يقضي بأن يحصل الرئيس الأمريكي على موافقة الكونجرس قبل شن حرب على إيران.
ما هي الفكرة التي أريد أن أقولها إذا؟ أولا، عندما يتم تقييم التهديدات، فإن الجميع، باستثناء الأغبياء، ينظرون إلى القدرات وليس إلى النوايا أو الكلام. روسيا تملك القدرة على محونا من على وجه الأرض تماما. أما إيران فتحتاج إلى جهود جبارة لتتمكن من إغراق بارجة واحدة. لذلك يتوجب علينا أن نضع علاقاتنا مع روسيا في أعلى سلم أولوياتنا الدبلوماسية. مع ذلك، وعلى العكس، فإن إدارة بوش تستغل أية فرصة متاحة لتوجيه الإهانة إلى روسيا والتدخل في ما تعتبره روسيا شؤونها الداخلية.
ثانيا، بسبب جبن الكونجرس، فقد سمحت الحكومة الأمريكية لدولة صغيرة في الشرق الأوسط (إسرائيل) بتشويه وتبديل أولوياتنا. الأولوية الأهم لدينا يجب أن تكون التوافق مع روسيا. إيران بلد صغير نستطيع أن ندمره في أي وقت. روسيا ليست بلدا صغيرا، وتستطيع أن تسحقنا في أي وقت. كم يكون المرء غبيا حتى لا يلاحظ ذلك؟
لقد ارتكبنا خطأ عندما أضعنا فرصة انهيار الاتحاد السوفييتي ولم نستغلها لحل حلف الناتو ولم نسع فعليا لضم روسيا إلى الغرب. عوضا عن ذلك، أرسلنا بعض المستشارين الماليين لمساعدة بعض الأفراد في روسيا على سرقة معظم ثروات البلد. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حق 100% لملاحقته المسؤولين السابقين الذين اشتروا موارد الدولة بأسعار زهيدة جدا وتحولوا إلى أصحاب مليارات بين يوم وليلة. أحدهم في السجن، وهرب آخر إلى إنجلترا، ووجد آخرون ملاذا آمنا في إسرائيل.
عندما نسمع البعض يسيء إلى بوتين في الغرب، سواء كانوا في الحكومة أو الصحافة أو من الأكاديميين، فإن علينا أن نتذكر أن الأموال تشتري المومسات، والمومسات يقدمن خدماتهن لزبائنهن.
قد يعتبر المؤرخون في المستقبل فشل استقطاب روسيا إلى الغرب، عندما أتيحت الفرصة لذلك، كأحد أسوأ الأخطاء التاريخية.
المصلحة الشرعية الحقيقية التي لدينا في الشرق الأوسط هي الوصول إلى النفط. لاحظوا أنني قلت الوصول وليس السيطرة على النفط. لا يهم من يسيطر على النفط، لأن من يسيطر عليه مستعد لبيعه لأنه ليس مادة صالحة للأكل. فيما عدا ذلك، ليس لدينا أية مصالح شرعية، سواء كانت مصالح وطنية أو غير ذلك، في تلك المنطقة من العالم.
يجب أن يتغلب السياسيون الأمريكيون على مخاوفهم من اللوبي الإسرائيلي ويخدموا مصالح أمريكا. إسرائيل دولة مستقلة تمتلك أحد أقوى جيوش العالم واقتصادا قويا. علينا أن نقطع الخيوط ونوقف الهبات التي تخرج من ضرائبنا ونلغي جميع التشريعات الخاصة ونقول للإسرائيليين إنهم مسؤولون عن أنفسهم. ولكن، متى يأتي ذلك اليوم؟
- آخر تحديث :
التعليقات