قال بأنبوش سينتحر في العراق
بقي في بغداد عشرين يوما ثم غادر الي الفلوجة فالموصل فتكريت


بغداد - ضياء السامرائي

يروي احد الحراس المرافقين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين احداث الساعات الاخيرة التي سبقت احتلال بغداد وسقوط التمثال.
ويشرح الحارس الذي طلب ان نكتفي للاشارة اليه بـ(س.ح.) في حديثة لـ القدس العربي : في صبيحة التاسع من نيسان (ابريل) كنت في منطقة اليرموك القريبة من مطار بغداد الدولي مع الرئيس صدام وقرابة 30 عنصرا من حمايته، ويرافقنا نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان، والتقي بأحد قادة الجيش وهو برتبة عقيد، وكان تحت امرته قرابة 300 عسكري واخبره بالاوضاع الجديدة في بغداد، وانه من الواجب ان يقسم الجنود الي ثلاثة اقسام الاول تحت امرته والآخر تحت امرة طه ياسين والآخر تحت إمرة العقيد، ويتم استقطاب احد ارتال الجيش الامريكي بالتوغل في الشارع العام من اجل الانقضاض عليه.

واتفق الرئيس صدام مع العقيد بالقيام بحرب عصابات وطلب منه ان يأمر جنوده بخلع ملابسهم من اجل تسهيل مهامهم.
ومن ثم تمت اتصالات مع احدي المنظومات الاستخبارية الفعالة، وتم تحديد الإحداثيات ومن ثم تم الانتقال الي وزارة الإعلام الا ان الطريق تم اقتطاعه لوجود قوات أمريكية في نهاية منطقة الكرادة من جهة شارع السعدون وقتها قال الرئيس صدام انهم يريدون استغلال الإعلام في احتلالهم لبغداد.

وبدون أي استشارة قال الرئيس صدام اريد الوصول الي بناية وزارة الخارجية من جهة كراج العلاوي من اجل اذاعة بيان الامر الذي جعلنا نتدخل ومنعناه، ومن ثم طلب جهاز تسجيل، وبعد تسجيل خطاب مدته ثلاث دقائق يخبر فيه العراقيين بان المقاومة أصبحت الخيار الوحيد لإيقاف الاحتلال، ارسل الشريط عن طريق احد المهندسين المرافقين في الموكب وكان بانتظاره ضابط امن، الا ان الاذاعة ضربت بعد افتتاحها بدقيقة ولم يذع من الخطاب سوي نصف دقيقة ولم يفهم اغلب العراقيين ما اريد منه.

وبعد ذلك ابلغ احد مسؤولي الحزب في منطقة الاعظمية والعطيفية الرئيس صدام ان أهالي المنطقتين يرغبون برؤيته فوافق علي الفور وفعلا استقل سيارة صالون صغيرة نوع بروتون ومعه عدد من الحراس وأمر الباقي بمساعدة العقد الأمنية المنتشرة في اغلب شوارع بغداد ومن ثم الالتحاق به عند الساعة السادسة مساء في جامع ابو حنيفة النعمان.

وبعد الانطلاق إلي منطقة الاعظمية الواقعة في جانب الرصافة استقبله المئات من العراقيين بالهتاف له والشعارات المعادية لأمريكا وبوش، وابلغته خبر سقوط التمثال في ساحة الفردوس وان القنوات بثته بما فيها قناة الجزيرة ، فضحك كثيرا وقال لي (لا تهتم اليوم أعلن بوش انتحاره علي ارض العراق).

وقال لي اجلب أي كاميرا ليتم تصويره واذهبوا بالشريط إلي أي قناة لا تقيم في فندق فلسطين، وبعد ذلك طلبت من المسؤولين في الحزب إيجاد كاميرا وبعد ان قام احد المواطنين بتصوير المظاهرة طلبت منه إرسالها إلي أي قناة عربية، وفعلا تم ارسالها الي قناة أبوظبي وبث الشريط ولو كان البث متأخرا.
وأضاف (س.ح) إن الرئيس العراقي لم يترك بغداد كما أشيع بعدها، بل بقي فيها يقاتل مع قرابة 40 من عناصر الحماية المتجمعين في جامع أبو حنيفة ونحو 30 من عناصر فدائيي صدام وعناصر من جهاز المخابرات.

والتقي في احد منازل اعضاء القيادة مع ثلاثة من قادة الوية الحرس الجمهوري وأمرهم بان يرسلوا ضباطهم الي مدنهم وان يشكلوا فرقا وعصائب من اجل مقاومة الاحتلال والعودة برجال إلي بغداد.
أما اكثر الذكريات المؤلمة التي مر بها الرئيس العراقي صدام حسين فهي مشاهدته لدبابة أمريكية واقفة بالقرب من تمثال ابو جعفر المنصور في منطقة المنصور. وتلقي الرئيس اتصالا من أحد قادة الجيش في مدينة الرمادي الذي أخبره انه التقي بشيوخ العشائر هناك وهم علي الاستعداد للذهاب الي بغداد، واجابه بالتريث.

ومن ثم اتصل به قادة الحرس الجمهوري في البصرة وأخبروه بان هناك جيوبا للمقاومة، وبعد ذلك اتجه بعد احتلال بغداد بعشرين يوما الي الحلة والفلوجة ومن هناك الي سامراء وتكريت والموصل لمتابعة الاوضاع.