الرياض: محمد الحليلي

وجهت جمعية حقوق الإنسان خطاباً للرئيس الأمريكي بمناسبة زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية, تناشده إطلاق سراح جميع المعتقلين السعوديين المتبقين في سجن جوانتانامو, وإغلاق المعتقل , وإصدار العفو عن المعتقل السعودي في الولايات المتحدة حميدان التركي.
جاء ذلك في خطاب أعلن عنه أمس رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار خلال مؤتمر صحفي عقدته الجمعية بمركز سعود البابطين للتراث والثقافة بالرياض.
وجاء في خطاب الجمعية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش أن الجمعية تغتنم فرصة زيارة الرئيس الأمريكي لتعرض عليه قضيتين تركتا انطباعاً سلبياً عن الإدارة الأمريكية وهما قضية المعتقلين السعوديين في جوانتانامو الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 5 سنوات, لم توجه لهم أية تهمة ولم يحالوا للمحاكمة , والقضية الثانية هي قضية المعتقل السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية حميدان التركي الذي صدر بحقه حكم غير مبرر بالسجن لمدة ثمانية وعشرين عاماً , مما كان له الصدى السلبي حول الحكم القاسي لدى الرأي العام السعودي الذي رأى عدم عدالة الحكم مقارنة بالتهم المنسوبة والأدلة والظروف المريبة التي أحاطت بالقضية.
وناشدت الجمعية عبر خطابها سرعة إطلاق سراح جميع المعتقلين السعوديين في جوانتانامو ليلتحقوا ببرنامج التأهيل النفسي والفكري الذي تنفذه حكومة المملكة العربية السعودية والذي أثبت نجاحه داخلياً وخارجياً في حين طلبت الجمعية من الرئيس بوش قبل انتهاء ولايته أن يقدم العفو للمعتقل حميدان التركي باعتبار ذلك رسالة للشعب السعودي تؤكد رغبة الولايات المتحدة على مد جسور التسامح والمحبة بين الشعبين الصديقين.
وكشف الدكتور بندر الحجار عن الخطط المستقبلية للجمعية خلال عام 2008م والتي تتناول ملفات ساخنة - حسب تعبيره - ابتداء من الاتجاه لتدريس مقرر باسم حقوق الإنسان في مختلف مراحل التعليم الدراسية والجامعية بالمملكة والذي أقر بناء على توصية لورشة عمل عقدت خلال اجتماع بحضور جميع مؤسسات التعليم العالي, ونشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال غرس حب واحترام الأنظمة والقوانين والاتفاقات العالمية, وتطوير الأنظمة والقوانين في المملكة والتأكد من انسجامها مع الواقع بما فيها نظام الحكم.
وأضاف أن أبرز الملفات الساخنة التي ستعالجها الجمعية يتمثل في إعادة زيارة السجون في المملكة بما فيها سجون المباحث, وقضايا المنع من السفر وقضايا الرأي, كما ستقترح الجمعية توصيات معينة في هذا الشأن , إضافة إلى انتهائها من دراسة حول موضوع الكفالة وحقوق المواطن والمقيم والتي أوصت بإلغاء الترتيبات الحالية المتعلقة بهذا الموضوع واستبدالها بأخرى , كما ستقوم لجنة الرصد والمتابعة بمعالجة عدد من القضايا تتضمن الفقر والتلوث, وقضية المعاقين, والمساهمات العقارية والأخطاء الطبية, كما ستوضع خطة معلنة لمعالجة تلك القضايا.
وأوضح رئيس الجمعية أن عدد الحالات التي وصلت للجمعية في قضايا تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان وصل إلى 12 ألف حالة بنهاية عام 2007م, مؤكداً أنه تم الحسم في 75% إلى 80% من تلك القضايا.
وأشار إلى أن الجمعية تتلقى كافة الشكاوى من خلال رقم المركز الرئيسي والفروع خلال وقت الدوام الرسمي من الساعة 8 صباحاً وحتى الرابعة عصراً , ومن السادسة إلى التاسعة مساءً , إضافة إلى تلقي الشكاوى والاستفسارات من خلال الموقع الإلكتروني التفاعلي للجمعية, أو على أرقام الهاتف الجوال لرئيس الجمعية وبعض الأعضاء خارج أوقات الدوام الرسمي.
وأكد حجار على صدور تنظيم لوضع آلية لرصد حالات العنف الأسري في المنشآت الصحية , تم إقرارها من وزارة الصحة وتعميمها على كافة المنشآت الصحية لإبلاغ الشرطة حول أي حالة عنف أسري تصل لتلك المنشآت, وأعلن عن وجود تعاون بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم في قضايا العنف الأسري , وقرار لجان لمتابعة تلك الحالات على مستوى المدارس.
من جانبه أوضح نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني أن العدد الذي أوضحته التقارير الإحصائية للجمعية حول أعداد المعتقلين السعوديين في جوانتانامو والبالغ عددهم 45 معتقلاً يمثل عدد الحالات التي تقدمت بها أسرهم بطلب المساعدة من الجمعية ولا يمثل جميع الحالات, وأهاب بالسلطات العراقية التدخل لمعالجة أوضاع المعتقلين في العراق خاصة من انتهت محكوميتهم وليس لديهم من يستلمهم من أسرهم.
وحول ما ينشر في الصحف حول بعض حالات المرضى النفسيين الذين لا يوجد لهم علاج, أكد القحطاني أن الجمعية تواجه صعوبة في إيجاد حل لتلك الحالات لعدم وجود تنظيمات واضحة بهذا الشأن, وندرة الأسرة الموجودة في المستشفيات لعلاج تلك الحالات, وطالب وزارة الصحة بوضع ضوابط لتلك الحالات خاصة التي تطلب أسرها المساعدة, إضافة إلى وجود متابعة لتلك الحالات بعد استلامها.
من جانب آخر خاطبت الجمعية وزير التجارة حول حماية المستهلك وضبط الأسعار, كما تم خلال المؤتمر الصحفي إطلاق تقرير الإنجازات السنوي للجمعية والكتاب الإحصائي السنوي للأعوام من 2004م حتى 2006م والذي يمثل ولأول مرة عرض القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل إحصائي دقيق موثق بالأرقام , وأوضحت تلك التقارير معالجة الجمعية لأكثر من 8 آلاف شكوى متعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان حتى عام 2006م.