لم ترَ تناقضاً بين الحملة على laquo;الإخوانraquo; والسماح للفلسطينيين بدخول رفح
القاهرة - محمد صلاح
بدت القاهرة مشغولة بملفات عدة ذات علاقة بقضية الحصار على غزة، ولم تستبعد مصادر رسمية الربط بين تطور الأحداث على الحدود المصرية مع قطاع غزة وتفجير اماكن عدة على الجدار الحدودي بعبوات ناسفة من جهة وبين مؤتمر الفصائل الفلسطينية المنعقد في دمشق. فيما رأى مراقبون أن الحملة المتصاعدة ضد قوى المعارضة وخصوصاً جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; والتي حصدت حتى أمس أكثر من 700 ناشط لمنعهم من التظاهر في محافظات مختلفة laquo;دليل على أن الحكومة المصرية ترصد محاولات لتصدير الخلافات العربية - العربية ومسرحها اللبناني الى داخل مصرraquo;.
وأكدت المصادر الرسمية أن الاسلوب السلس الذي تعاطت به السلطات مع المقتحمين الفلسطينيين على الحدود المصرية والسماح لهم بتزود الطعام والوقود من داخل مدينة رفح المصرية لا يتعارض مع الموقف الصارم تجاه laquo;الإخوانraquo; الذين تربطهم علاقات قوية بحركة laquo;حماسraquo;. ولفت مراقبون الى أن جماعة laquo;الإخوانraquo; التي خففت من انشطتها الاحتجاجية خلال الاسابيع الماضية رأت أن تصعيد الاحتجاجات على تدهور الأوضاع في غزة يعيدها الى واجهة الاحداث ويكسب رموزها شعبية وقبولاً بين الأوساط الجماهيرية.
وأكدت المصادر أن القيادة السياسية laquo;تنظر إلى قطاع غزة على أنه عمق استراتيجي، وأنها تعمل جاهدة على تنحية القطاع عن التجذبات الاقليمية التي بدت صورتها تتكشف بشدة خلال الفترة الماضيةraquo;، مشددة على أنها لن تسمح باستغلال تلك القوى للأوضاع في القطاع من أجل تحقيق مكاسب اقليمية، مشيرة الى أن مصر كانت طلبت من laquo;حماسraquo; تهدئة الأوضاع على الحدود من أجل ترك مساحة للاتصالات السياسية كي تثمر شيئاً إيجابياً بخصوص الحصار. وأشارت إلى أن القيادة المصرية تلقت بالفعل تعهدات من مسؤولين إسرائيليين، بينهم وزير الدفاع إيهود باراك، بوقف إجراءات العقاب الجماعي ضد سكان القطاع. وأضافت المصادر أن laquo;حماسraquo; أكدت للمصريين بالفعل أن الأمور ستكون تحت السيطرة، لكن القاهرة فؤجئت بما حدث امس بالتزامن مع تحركات لعناصر جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; التي ولدت laquo;حماسraquo; من رحمها، بما يوحي بوجود تنسيق مسبق بهدف إحراج القيادة المصرية.
وقالت المصادر laquo;القيادة السياسية تداركت الأمر وسمحت لآلاف الفلسطينيين بعبور الحدود من أجل الحصول على حاجاتهم الأساسية للتخفيف على الفلسطينيين، وأيضا تفريغ الغضب الشعبي من حصار غزةraquo;، مضيفة laquo;من هنا لبت القيادة رغبات الجماهير المصرية. وبذا لم يكن هناك داعٍ للتظاهر من أجل المطالبة بقرارات اتخذت بالفعلraquo;.
وأشارت المصادر إلى قول الرئيس حسني مبارك إن استمرار إطلاق الصورايخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل يزيد من تعقيد الأوضاع، موضحة أن هذا الأمر أجهض تحركاً مصرياً من أجل تخفيف الحصار على غزة، كما أنه يعطي حجة لإسرائيل لاستمرار عدوانها.
ورأت المصادر أن الأوراق والقضايا الاقليمية تداخلت إلى حد كبير. ولا يمكن أن نفصل ما يجري في غزة عن ما يجري في لبنان، وقالت laquo;هناك قوى، لم تشأ أن تسمها، تجد مصلحتها وضالتها في استمرار وجود بؤر مشتعلة في المنطقة من أجل إشغال القوى الدولية كي تغض الطرف عنهاraquo;.
وشددت المصادر على أن laquo;حماس يجب عليها ألا تسمح لقوى اقليمية باستغلال الأوضاع في غزة من أجل تحقيق مكاسبraquo;، وقالت laquo;من الأفضل تهدئة الساحات المشتعلة في المنطقة حتى تنعقد قمة دمشق وتكون قمة للوحدة بدلاً من أن تكون قمة للخلافاتraquo;.
وكان الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي صرح laquo;بان عدم تعرض الأمن إلى الأشقاء الفلسطينيين أثناء تدفقهم على الأراضي المصرية ينبع من التزام مصري باحتضان ابناء الشعب الفلسطينيraquo;، داعياً كل الأطراف إلى تحمل مسؤوليتهم. وأشار زكي في بيان أمس إلى المسؤولية القانونية الواقعة على إسرائيل باعتبارها قوة احتلال وكذلك على الجهات المسؤولة عن القطاع (في إشارة الى حماس)، والتي قال زكي إنه يقع عليها laquo;عبء السيطرة على الموقف الداخليraquo;. وأوضح الناطق أن مصر تحترم التزامهاتها القانونية في ما يتعلق بالحدود مع قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح، مشيراً الى أن مصر تدعو الأطراف الثلاثة في اتفاق تشغيل المعبر (الفلسطينيين واسرائيل وأوروبا) الى النظر مجدداً في كيفية إعادة تفعيل الاتفاق.
التعليقات