الجيش الأميركي: laquo;القاعدةraquo; غيرت تكتيكاتها

أكاديمية: المعاقون تائهون وينبغي رعايتهم

بغداد - هدى جاسم

قال الجيش الأميركي أمس ان المرأتين اللتين نفذتا تفجيري سوق الغزل وبغداد الجديدة اول من أمس، استغلتا من قبل تنظيم القاعدة، وانهما لم تكونا تدركان خطورة مهمتهما. من ناحية ثانية، أعلنت مصادر امنية عراقية، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا التفجيرين الى 98 قتيلا وأكثر من مائتي جريح. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي الميجور مارك جيدو في مؤتمر صحافي مشترك مع قائد خطة فرض القانون الفريق عبود قنبر هاشم، ان laquo;احدى الانتحاريات تسللت الى داخل السوق وتم التفجيرraquo;. وأضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان laquo;المرأة الثانية لم تتمكن من التسلل فوقع التفجير على حافة السوقraquo;، مضيفا ان laquo;هذه الانفجارات تشير الى ان القاعدة غيرت تكتيكاتها خلافا لنوعية التفجيرات في السابقraquo;.

بدوره، قال الميجور جنرال جيفيري هاموند قائد القوات المتعددة الجنسيات في بغداد، إن laquo;المرأتين استغلتا من قبل القاعدة وهما معوقتان لا تدركان ما الذي جرىraquo;، مشيرا الى انهما laquo;أقل عرضة لاعمال التفتيش من قبل الامن وانهما كانتا متشابهتين كثيرا وتحمل الاولى حزاما ناسفا، فيما حملت الاخرى المتفجرات بحقيبة ظهرraquo;. وقالت الشرطة العراقية انه جرى ربط المتفجرات بالمرأتين وتفجيرهما. وأوضحت المصادر ان laquo;الحصيلة النهائية لضحايا الانفجارين بلغت 98 قتيلا و208 جرحىraquo;.

وقال اللواء حسين كمال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، ان استخدام المختلين عقليا في هكذا عمليات ليس حديث العهد، بل ان هذه الطريقة سبق ان استخدمت في عمليات داخل العراق. وأشار في حديث لـ laquo;الشرق الاوسطraquo; امس الى ان عمليات لغسل الدماغ تجري على هذه النوعية من البشر فيكون طوع أمر من يقوده، وقال laquo;ان المختلين عقليا في المناطق الفقيرة هم الاكثر تعرضا لهذا الابتزاز البشري الغير انسانيraquo;. وحول طريقة معرفة الجهات المختصة بان من قام بالتفجير هو شخص مختل عقليا، قال كمال laquo;ان صورهم ومناطق وجودهم وفقدانهم بعد فترة ثم وجود جثثهم في مكان الانفجار كلها أدلة واقعية لاستخدامهم من قبل الارهابيين، وهم موجودون بالعشراتraquo;.

من جانبها، طالبت الدكتورة فوزية العطية أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد، الحكومة العراقية باستيعاب هذه الفئات داخل معاهد تعنى بها، مؤكدة لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; ان laquo;استخدام هذه الفئة من قبل الارهابيين مسألة بسيطة جدا باعتبار ان ذوي الاحتياجات الخاصة ويدعون بالمنغول عقولهم بسيطة وهناك العديد منهم في الشارع بعضهم تركوا من قبل أهاليهم والبعض الآخر تاهوا من دون ان يعرف ذووهم مكان وجودهم، واستغل البعض هذا الأمر وأخذوهم ليقوموا بتفجيرهم في الاماكن العامة وهم يدعون الاسلام والإسلام بريء منهمraquo;.

لكن الدكتورة ابتسام خليل المتخصصة في علم النفس ببغداد تساءلت وبقوة عن كيفية معرفة الجهات المختصة بأن من يقوم بهذا العمل هو مختل عقليا laquo;هل قامت بتشريح الدماغ؟raquo;. وقالت laquo;إنني أشك في مصداقية من يطلق هذه المعلومات لأن معرفة الامر تتطلب إجراءات كثيرة وخصوصا ان هذه الفئة من البشر من الصعب السيطرة عليهمraquo;.