مقتل إسرائيلية وجرح 11 في عملية إنتحارية في ديمونة
إغتيال قيادي في laquo;لجان المقاومةraquo;
القاهرة، الناصرة، غزة - جيهان الحسيني، فتحي صبّاح، أسعد تلحمي
إنفجرت الأوضاع أمس على الحدود بين مصر وقطاع غزة، حين حاول فلسطينيون اقتحام الحدود مجدداً بعدما أغلقتها السلطات المصرية تماماً. وأدت اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومسلحين ملثمين قرب بوابة صلاح الدين في رفح إلى سقوط قتيل فلسطيني وجرح 16 آخرين، إضافة إلى جرح 30 جندياً مصريا، بينهم ضابط برتبة عقيد، نقلوا إلى مستشفى رفح. ولوحظ ان السلطات المصرية صعدت لهجتها في وجه حركة laquo;حماسraquo; سواء لجهة مسألة المعابر او لضبط حدودها في مواجهة محاولات فتح الثغرات على الحدود مع قطاع غزة.
وسُمع دوي انفجارات لم يعرف مصدرها. وقال مصدر مصري لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;اشتباكات عنيفة تجري عند منطقة الحدود، فالفلسطينيون لم يستجيبوا لقرار إغلاق الحدود وسعى بعضهم إلى دخول الأراضي المصرية، ما تسبب في حدوث هذه الاشتباكاتraquo;. وأشار إلى أن laquo;القاهرة قررت أن تستمر الحركة من غزة إلى الأراضي المصرية فقط للمواطنين المصريين، وحركة حماس وعدت بالمساعدة في ضبط الحدودraquo;. وشدد على أن مدينة رفح المصرية laquo;أغلقت بالكامل. ونحن مصممون على فرض الأمن وضبط الحدودraquo;.
وقالت مصادر فلسطينية لـ laquo;الحياةraquo; إن الفلسطيني حامد القاضي (42 عاماً) قُتل برصاص قوات الأمن المصرية التي القت قنابل الدخان على عشرات الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة، قبل أن تفتح الرصاص على من حاولوا عبور الحدود. وأضافت أن 16 فلسطينياً أصيبوا في المواجهات الأولى من نوعها منذ ترسيم الحدود في 25 نيسان (أبريل) 1982، بينهم أربعة أصيبوا بالرصاص و16 بإغماء جراء استنشاق غاز الدموع.
معبر رفح
وتأتي هذه الاشتباكات غداة إغلاق الحدود كلياً، بالتعاون بين قوات الأمن المصرية والشرطة التابعة لحكومة laquo;حماسraquo; المُقالة، كما أنها جاءت بعدما أعلنت مصر أنها لن تسمح أبداً باجتياز الحدود كما حصل الشهر الماضي، ولن تسمح برشق جنودها بالحجارة.
وقالت laquo;وكالة أنباء الشرق الأوسطraquo; المصرية إن laquo;مجموعات مسلحة من الفلسطينيين قامت بمحاولات لاختراق الحدود الدولية عند معبر رفح من خلال ثغرات جديدة للدخول إلى الأراضي المصرية. وقامت بإطلاق النار ورشق القوات المصرية بالطوب والحجارة، إلا أن القوات المصرية تصدت لهم ومنعتهم من اختراق الحدودraquo;.
وأشارت إلى أن الشرطة laquo;أطلقت النيران والقنابل المسيلة للدموع لمنع المجموعات المتدفقة على الحدود من الدخول... ولا يزال الفلسطينيون يتربصون بقواتنا في محاولات لاختراق الحدود ودخول الأراضي المصرية من خلال ثغرات جديدة، إلا أن القوات المصرية متمسكة بضبط النفس في التعامل معهمraquo;.
وكان مصدر مصري رفيع قال لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;معبر رفح لن يُفتح في وجود سلطة غير سلطة الرئيس محمود عباسraquo;. وشدد على أن laquo;هذه المسألة غير قابلة للنقاشraquo;، رافضاً أي laquo;وجود ولو رمزي لحركة حماس على معبر رفح... فحماس تنظيم وليست سلطةraquo;. وقال إن laquo;مصر لا تعترف سوى بشرعية الرئيس عباس، وترفض أي صيغة أخرىraquo;.
عملية ديمونة
من جهة أخرى، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت laquo;سحق الإرهابraquo; في غزة، إثر هجوم انتحاري نفذه فلسطينيان في مدينة ديمونة أدى إلى مقتل إسرائيلية وجرح 11 آخرين. وقال أمام الكنيست (البرلمان) إن laquo;حرباً تدور في جنوب البلاد، وستستمر والإرهاب سيتم سحقه. ولن نتراجعraquo;.
وفجر فلسطيني نفسه في المركز التجاري القديم في مدينة ديمونة، فقتل إسرائيلية وأسقط 11 جريحاً، أحدهم إصابته بالغة. وبعد نصف ساعة قتل شرطي إسرائيلي شاباً فلسطينياً آخر جُرح في الهجوم كان يتزنر حزاماً ناسفاً خطط لتفجيره مع وصول طواقم الإنقاذ إلى المكان.
وردت إسرائيل على الهجوم الانتحاري الأول منذ أكثر من عام الذي تبنته laquo;كتائب شهداء الأقصىraquo; التابعة لحركة laquo;فتحraquo; و laquo;كتائب الشهيد أبو علي مصطفىraquo; الذراع العسكرية لـ laquo;الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينraquo;، واغتالت القيادي البارز في laquo;لجان المقاومة الشعبيةraquo; عامر قرموط الملقب laquo;أبو الصاعدraquo;، بصاروخ أطلقته عليه عندما كان خارجاً من حرم فرع جامعة القدس المفتوحة في شمال قطاع غزة ظهر أمس.
وتوعدت laquo;لجان المقاومة الشعبيةraquo; برد laquo;سريع وموجعraquo; على اغتيال laquo;أبو الصاعدraquo; الذي يعد أحد مؤسسيها. وفي حين دان الرئيس عباس laquo;العنفraquo; من الجانبين، وصفت حركة laquo;حماسraquo; عملية ديمونة بأنها laquo;رد فعل بطولياً على جرائم الاحتلال، وسياسة القتل والعقاب الجماعي والحصار والخنق واستهداف المدنيينraquo;. ودعت الأذرع العسكرية إلى laquo;الاستمرار في هذا النهجraquo;.
التعليقات