فخري قعوار

التحالف بين الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني يقود الى دعم العنف وممارسته ضد الشعب العراقي والشعب الفلسطيني، ونشر الأذى والدمار، ومحاولات السيطرة، مع ان هذا التحالف ليس موضوعيا وليس سليما او صحيحا او مقنعا، وكل ما سبق حدوثه في فلسطين وفي العراق ما يزال يحدث حاليا، وسيبقى الى أمد بعيد وغير محدد، علما ان الاحتلال الاميركي للعراق ليس له سبب مبرر، وان الاغتصاب الاسرائيلي لفلسطين ليس له سبب مبرر ايضا، باستثناء سبب واحد، وهو المصلحة الاميركية والمصلحة الاسرائيلية، رغم كل ما يحدث من دمار وقصف للاشقاء العراقيين والفلسطينيين.

ففي الارض الفلسطينية، كانت سيطرة بريطانية، وهي السيطرة التي دعمت الصهاينة الذين كانوا منتشرين في الكثير من انحاء العالم، وفي بعض الاقطار العربية، وبناء على هذه السيطرة، تكاثر عدد الاسرائيليين في فلسطين، وحدثت لديهم ثلاث جهات تستهدف طرد الفلسطينيين وإنشاء دولة اسرائيلية عبر الدعم البريطاني، وكانت النهاية المطلوبة قد أدت الى تشريد معظم الفلسطينيين، ومقتل بعضهم، وأصبح الاسرائيليون اصحاب دولة بحكم القوة، وبحكم الضعف الفلسطيني اثناء الاستعمار البريطاني، ورغم السيطرة الصهيونية على معظم الارض الفلسطينية، وتأسيس دولة اعتبارا من عام النكبة (1948)، إلا ان العنف ما يزال مستمرا، والاذى المنوع ما يزال يشمل الاشقاء الفلسطينيين، وتكاثر العنف في فترات ماضية، وتكاثر العنف ضد قطاع غزة، وما يزال الدمار شاملا لكل انحاء الفلسطينيين المقيمين في ارضهم، كما لا يزال الأسى موزعا لدى كل الاشقاء المشردين، ولكل ابناء الامة العربية.

ومن المؤكد ان التحالف الثنائي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، قد ادى الى الدعم الاميركي لاسرائيل من خلال الغزو للعراق، كي لا يواظب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ضد كيان العدو، وكي يصبح النظام العراقي مختلفا، وحصل هذا الغزو في اوائل عام (2003)، من اجل دعم اسرائيل، ومن اجل الاستفادة بعد التحكم على البترول العراقي، مع ان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش قد اعلن ان سبب احتلال العراق هو وجود أسلحة الدمار الشامل في بغداد، وثبت بعد مرور اشهر قليلة ان هذه الاسلحة غير موجودة في العراق، وأعلن الاميركيون هذه الحقيقة، واضافوا سببا آخر للاحتلال، وهو نشر الديمقراطية في العراق، وثبت ان هذه الإضافة غير صحيحة وغير واردة، بدليل مقتل الكثير من الجنود الاميركيين من خلال المقاومة العراقية، ومقتل اكثر من مليون عراقي من خلال العنف الاميركي.

ولذلك، فقد ثبت ان هذا التحالف قد ادى الى الدمار الحاد في فلسطين وفي العراق، مما يؤكد ان النوايا الاميركية والاسرائيلية مرتبطة بمصالحهما، ومرتبطة بالعنف ضد الفلسطينيين وضد العراقيين، ولا بد من الوصول الى مكافحة الطرفين ومكافحة التحالف غير الموضوعي.