مراقبون: غياب المشاركة السياسية والديموقراطية سبب شغف الناس لهذه الظاهرة

لندن ـ القدس العربي

اثارت شائعات ظهور العذراء فوق كنيسة بمنطقة الوراق بمصر 'جدلاً بين الأقباط الأرثوذكس والإنجيليين، حيث رفضت قيادات الكنيسة الإنجيلية أقوال الأقباط الأرثوذكس بشأن ظهور العذراء'.
وأدى انتشار شائعة ظهور السيدة العذراء الى احتشاد آلاف المسيحيين أمام كنيسة العذراء في منطقة الوراق في الجيزة.
ونقلت صحيفة 'المصري اليوم' عن القس رفعت فكري، سكرتير سنودس النيل الإنجيلي، قوله إن الإنجيل 'لم يذكر أي شيء عن ظهور العذراء أو معجزاتها، وأنها مجرد بشر وتكريمها يعود إلى أنها أم المسيح ولكنها لا تحظى بأي قداسة'.
وطالب فكري البابا شنودة بضرورة 'تشكيل لجنة بابوية لتقصي الحقائق وإيقاف البلبلة الموجودة في الشارع القبطي، التي يستغلها البعض للنصب على السذج والفقراء'. حسبما أفادت الصحيفة، التي نقلت عن القس إكرام لمعي قوله إن شائعات ظهور العذراء، تعود إلى رغبة البسطاء 'للتنفيس عن أنفسهم نتيجة للأعباء الكثيرة الواقعة عليهم'.
ووصف لمعي ما تروجه كنيسة العذراء بالوراق عن ظهور السيدة العذراء على قباب الكنيسة بأنه 'ضحك على البسطاء واستغلال حاجتهم للحصول على تبرعات'. بينما نفى القمص داود إبراهيم كاهن كنيسة العذراء بالوراق أن يكون وراء ظهور العذراء رغبة في جمع التبرعات أو استكمال مبان داخل الكنيسة، وفقا للصحيفة.
ويعتقد مسيحيون في مصر أن العذراء مريم تظهر في أوقات الأزمات والاضطرابات كي تساندهم وقت المحن.
وكان الظهور الأشهر لها في كنيسة الزيتون سنة 1968 وهو العام الذي تلا 'نكسة' 67 واحتشد وقتها مئات آلاف من المسلمين والمسيحيين على حد سواء لمشاهدتها.
وقال الناشط السياسي العلماني القبطي كمال زاخر في تصريحات صحافية ان 'هذا الحدث مرتبط بالحالة النفسية والسياسية عند المصريين'.
واضاف زاخر 'لن أتكلم عن ظهور السيدة العذراء، ولكني انظر فيما هو خلف الظهور، ولماذا الشغف الكبير عند العامة الذين احتشدوا بالآلاف لرؤية هذه الظاهرة؟ اعتقد ان ذلك مرتبط بالإحساس العام بغياب المشاركة السياسية، وغياب الديموقراطية، (فعندما تغلق الأرض تنفتح السماء)، وهو بمنزلة طوق النجاة في مجتمع محتقن يحتاج إلى حوار جاد، وهذا يفسر لنا هذا الاهتمام غير العادي بهذا الحدث، حيث خرج من إطاره الديني، والميتافيزيقي، مشيراً إلى أزمة داخل المجتمع نفسه.