صالح الخريبي
رسالة الكترونية غريبة يتبادلها رواد الانترنت على نطاق واسع أرغب في الكتابة عنها لتوضيح وتصحيح بعض المعلومات الواردة فيها. والرسالة فيها شيء من العلم، وشيء من الأساطير، وكثير من الخرافات القديمة، وهي تقول إن الأرض ستكمل دورتها العظمى التي تحدث كل 3600 سنة في 21 ديسمبر/كانون الأول ،2012 وفي تلك الفترة سيقترب الكوكب نيبيرو (حجمه في مثل حجم المشتري) الذي اكتشفته ldquo;ناساrdquo; عام 1983 وأطلقت عليه اسم ldquo;الكوكب Xrdquo; من الأرض، ويتقاطع مداره مع مدار الأرض، واعتباراً من 15 مايو/أيار 2009 يمكن رؤيته بالعين المجردة في الجو على شكل نجمة حمراء اللون متوهجة، ومع اقترابه منا يزداد حجمه المرئي، واعتباراً من مايو 2011 يصبح وهجه مثل وهج الشمس، ويكون حجمه في مثل حجم القمر عند اكتماله، بحيث إننا عندما ننظر إلى السماء وقت النهار نرى شمسين: الشمس الحقيقية والكوكب نيبيرو، كما أشار نوستراداموس في كتابه ldquo;القرونrdquo;.
واقتراب هذا الكوكب من الأرض سيرفع درجة الحرارة إلى حد لا يطاق، ويحدث هزات أرضية وبراكين وrdquo;تسوناميrdquo; في كل مكان، كما أن الأرض ستتوقف عن الدوران ثلاثة أيام، ويحدث التبادل القطبي، أي ينتقل ما يعرف الآن بالقطب الشمالي إلى الجنوب، والقطب الجنوبي إلى الشمال. وتقول الرسالة إن اقتراب نيبيرو من الأرض في المرة الماضية قبل 3600 سنة هو الذي أدى إلى غرق أطلانطيس. والجانب العلمي من الرسالة هو أن هنالك بالفعل كوكباً افتراضياً اسمه نيبيرو اكتشفته ldquo;ناساrdquo; عام ،1983 وجرى اكتشافه بالحسابات وليس بالمراصد، فقد لاحظ العلماء وجود اضطراب في حركة الكوكبين أورانوس ونبتون، وعزوا ذلك الاضطراب إلى وجود كوكب يؤثر فيهما أطلقوا عليه اسم ldquo;الكوكب Xrdquo;، ولكن دورة الأرض العظمى التي تتحدث عنها الرسالة لا تحدث كل 3600 سنة، وإنما كل 36 ألف سنة، وقد حدثت في المرة السابقة قبل آلاف السنين وليس عام 3114 قبل الميلاد كما تذكر الرسالة، وعندما تحدث تؤدي إلى نشوء ظواهر طبيعية مهلكة وزلازل وبراكين وفيضانات مدمرة وفناء جزء كبير جداً من الحياة على الأرض. يضاف إلى ذلك أن نيبيرو لا يزال كوكباً افتراضياً، وهو الكوكب السابع في مجموعة تضم سبعة كواكب يعتقد العلماء أن سادسها يحتوي على حياة تشبه الحياة على الأرض، فكيف سيتفرد نيبيرو من دون بقية كواكب مجموعته بالانفصال، ويأتي إلينا ليتقاطع مداره مع مدار كوكب الأرض؟
نوستراداموس تحدث في ldquo;القرونrdquo; بالفعل عن اقتراب مذنب شديد الوهج من الأرض، بحيث نرى الشمس شمسين في الفضاء، وارتفاع درجة الحرارة وموت الأسماك في البحار والمحيطات بسبب ذلك، ولكنه لم يذكر التاريخ الذي سيحدث ذلك فيه.
الرسالة تلقى رواجاً كبيراً لدى رواد الانترنت إلى درجة أنني بحثت في محركات البحث عن ldquo;الكوكب Xrdquo;، ونيبيرو، فوجدت أن هنالك ما يزيد على 1،5 مليون مشترك سبقوني إلى ذلك، ولكنها تظل مجرد نكتة، وفي أحسن الأحوال ldquo;نكتة سخيفةrdquo;.













التعليقات