عبدالله العلمي

سيدي الرئيس، أتقدم لكم بالتهنئة لاحتفالكم هذا الأسبوع بالذكرى الأولى لتوليكم الحكم كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
ما زالت العلاقات السعودية الأمريكية تواجه تحديات وضغوطات، مما أدى بهذه العلاقات المميزة إلى أن تنحو منحىً أكثر تعقيداً مؤخراً. كما أن العلاقات السعودية الأمريكية لم تمر في مرحلة توتر كما مرت بعد أحداث سبتمبر 2001. ورغم أن اللجنة التي أعدت التقرير الخاص بهجمات الحادي عشر من سبتمبر أكدت أنه ليس هناك أي تورط مباشر أو غير مباشر للحكومة السعودية في هذه الهجمات، إلا أن الحملات الإعلامية تزايدت في الولايات المتحدة الأمريكية على المملكة العربية السعودية مترافقة مع تصريحات سلبية متكررة لشخصيات أمريكية بارزة نادت بضرورة quot;إعادة تقييم العلاقات مع الرياضquot;.
ثم جاء لقاء كروفرد بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (وكان حينذاك ولياً للعهد) والرئيس جورج بوش الابن في عام 2005، وشهد العالم على حكمة السعودية وحرصها على تأمين إمدادات العالم بالطاقة وحرصها على استقرار الأمن والسلام في المنطقة.
من خلال لقاءاتي مع سفرائكم ومع أعضاء موقرين من مجلسي الشيوخ والنواب ومع الإعلام الأمريكي أتيحت لي الفرصة أن أوضح تبعات الحملة الإعلامية الأمريكية على العلاقات السعودية الأمريكية.
شرحتُ كيف أن المجتمع السعودي فوجئ بعاصفة انتقادات وسائل الإعلام الأمريكية ضد السعودية....
تحدثتُ عن حرب السعودية ضد الإرهاب....
أبديت وجهة نظري الصريحة في مشروع القرار السيئ السمعة الذي قدمه السيناتور أرلن سبكتر.... والمشروع السلبي للسناتور أنتوني وينير....
وعَلَقتُ على كتاب أشرس صقور المحافظين الجدد في واشنطن في ذلك الوقت ريتشارد بيرل.
سيدي الرئيس، أعتقد أن على بلدينا معا مسؤولية ترسيخ ودعم تعاون الجهات الإعلامية والثقافية لما لها من تأثير كبير على الرأي العام لتفهم العلاقة الإستراتيجية المهمة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. لم تعد فكرة التغاضي عن الهجمات الإعلامية الموجهة نحو السعودية مقبولة اليوم، فكما أنكم تضعون أمن ومصلحة بلادكم نصب أعينكم، كذلك نعتز نحن بهويتنا وعقيدتنا وتراثنا ومصالحنا الوطنية قبل أي شيء آخر. نحن ضد الإرهاب وضد قتل المدنيين وضد الإرهابيين بمن فيهم الذين يحتلون الأراضي العربية.
سيدي الرئيس، لا يخفى عليكم أن هناك أسماء بارزة في الولايات المتحدة الأمريكية سَعَتْ لسن قرار صهيوني الأصل والولادة والمنشأ quot;لمعاقبة السعوديةquot;. الأسماء هي: أنتوني وينر، آرلين سبيكتر، سوزان كولنز، ليندساي غراهام، بوب غراهام، شوك شومر، إيفان بايي، ورون وايدن. اتهم مؤلفو هذه المسرحية الهزلية السعودية بأنها تمول المنظمات الإرهابية وذلك في تكرار لأكاذيب اللوبي الصهيوني بأن السعودية تحض على معاداة اليهود والسامية.
وبعد ورود تقارير عن تقديم السيناتور أرلن سبكتر لمشروع quot;قانون محاسبة السعوديةquot; في مجلس الشيوخ، أعلن النائب أنتوني وينر من نيويورك عزمه تقديم مشروع مماثل لمجلس النواب. إلا أن أكثر الحملات الإعلامية سلبية ضد السعودية كانت كتاب ldquo;نهاية للشرrdquo; وهو إصدار لأشهر صقور quot;المحافظين الجددquot; ريتشارد بيرل، والذي يلقي بتبعات اعتداء 11 سبتمبر على الحكومة السعودية.
وأخيراً سيدي الرئيس، هناك شأن سعودي هام يتعلق بالطالب السعودي حميدان التركي. الآن وقد قضت المحكمة العليا في ولاية كولورادو برفض الطعن الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن التركي، لم يتبق إلا حل قانوني دستوري واحد اسمحوا لي أن أختم به رسالتي هذه.
في عام 1961 أصدر الرئيس جون كينيدي عفواً رئاسياً بحق هانك جرينسبان، زعيم شبكة تهريب الأسلحة لإسرائيل... تلك الشبكة التي نالت من سمعة الاستخبارات الأمريكية....
وفي سبتمبر 1974 أصدر الرئيس جيرالد فورد عفواً بحق الرئيس ريتشارد نيكسون بشأن فضيحة ووترغيت التي هزت الولايات المتحدة الأمريكية....
وفي عام 1989 أصدر الرئيس بوش الأب عفوا عن أورلاندو بوش أحد أخطر الإرهابيين والمتهم بتدبير تفجير طائرة مدنية وهو من الأعمال الإرهابية....
وفي عام 2000 أصدر الرئيس بيل كلينتون عفواً عن آل شويمر المتهم بتنظيم شبكة تهريب الأسلحة لإسرائيل....
وفي يوليو 2007 أصدر الرئيس جورج بوش عفواً عن لويس ليبي مساعد نائب الرئيس ديك تشيني بعدما أدانه القضاء بتهمة الكذب والحنث باليمين وهي أكثر التهم قبحاً في قاموس القضاء الأمريكي....
وفي ديسمبر 2008 أصدر الرئيس جورج بوش عفوا رئاسيا عن 19 سجينا أدينوا بتهمة استغلال تجارتهم في مساعدة إسرائيل، كما تم العفو الرئاسي عن شخصيات بارزة أخرى تورطت في وقائع نصب واحتيال وحيازة غير مشروعة للأسلحة والمتاجرة بالمخدرات....
فهل تهمة الطالب السعودي التركي (فرضياً التحرش بخادمته الإندونيسية) أكثر جرماً من تهم هؤلاء الذين تمت إدانتهم بتزوير الانتخابات وتفجير الطائرات والكذب وحيازة وتهريب الأسلحة والمخدرات وتم العفو عنهم؟
السيد الرئيس باراك أوباما...أقدم لكم التهنئة مرة ثانية وأتمنى لكم النجاح في مهمتكم من أجل مستقبل علاقات سعودية أمريكية على أساس المصالح المشتركة والمتعادلة والمتكافئة.