واشنطن

أعدت أليسا روبين تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان laquo;طالبان تصلح صورتها في محاولة للفوز بحلفاء جددraquo;، قالت فيه إن طالبان بدأت حرباً معلوماتية معقدة باستخدام أدوات إعلامية حديثة ـ بالإضافة إلى بعض الوسائل القديمة ـ لتحسين صورتها والفوز بتأييد الأفغان، وذلك في وجه الحملة الأميركية للفوز بتأييد ودعم الأفغان لها. ويوضح التقرير أن الملا محمد عمر، الزعيم الروحي لحركة طالبان، أصدر تعليمات مطولة نهاية الربيع الماضي تحدد قواعد التعامل في طالبان، وتضم وقف التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين ووقف حرق المدارس وقطع الآذان والشفاه والألسنة. هذا ولا يعني تطبيق هذه التعليمات بالضرورة التخفيف من قسوة المسلحين. فرغم تحذير مقاتلي طالبان للمدنيين للابتعاد عن موقع الهجوم الأخير وسط كابول، فلا تزال طالبان مسؤولة عن ثلاثة أرباع أعداد الضحايا المدنيين العام الماضي حسب تقارير الأمم المتحدة. والآن، وبينما تسعى طالبان لتعزيز وجودها حول أفغانستان، فهي بحاجة إلى الدعم الشعبي، ولذا تصور نفسها أمام الشعب وكأنها حركة تحرير شعبية لا علاقة لها بالقاعدة، وتعتمد في ذلك على الإحباط المتزايد لدى الأفغان من حكومتهم ومن وجود القوات الأجنبية على أراضيهم. ويقول القرويون الأفغان وبعض مسؤولي الناتو إن تعليمات طالبان الجديدة بدأت في تغيير الطريقة التي يتعامل بها قادة طالبان وأتباعهم. بل إن الملا محمد عمر أقال بالفعل اثنين من قيادات طالبان المتشددة. ويضيف التقرير أن عملية العلاقات العامة لطالبان بدأت تنجح في تقديم رسالتها، ربما أسرع من الناتو، وكذلك في تحجيم الغضب الشعبي نحوها. ويعلق أحد مسؤولي الاستخبارات بقوات الناتو قائلاً إن طالبان قدمت خطتها الخاصة لمكافحة الخطة الأميركية لمكافحة التمرد، وهذا ما يجعلهم أشد خطورة. فالخطة الأميركية تقوم على تقليل الغارات الجوية لتقليل الضحايا المدنيين، وتركيز القوات بالقرب من المراكز السكانية حتى يشعر الأفغان بالحماية من هجمات طالبان. ويرى المحللون الأميركيون والأفغان أن جهود طالبان جزء من مبادرة واسعة لتوظيف كل وسيلة ممكنة، حتى الإنترنت الذي كان مرفوضاً من قبل لكونه غير إسلامي. فتستخدم طالبان الآن الكلمة المنطوقة والرسائل على الهواتف المحمولة وتسجيلات الفيديو على الإنترنت لإبلاغ رسائلهم إلى الأفغان. ويقول وحيد موجدا، الذي كان أحد مسؤولي طالبان قبل أن يتعقب نشاط الحركة على شبكة الانترنت، إن laquo;طالبان تحاول الفوز بتأييد الشعب. والسبب في تغيير أسلوبهم هو أنهم يريدون الاستعداد للقتال طويل الأمد، ولهذا فهم بحاجة إلى دعم الشعب وإلى مصادر تمويل محلية. لقد تعلموا عدم تكرار أخطائهمraquo;.