مرسى عطا الله

ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى مرور 37 عاما على انتصار أكتوبر المجيد عام 1973 ، لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا حقيقة بالغة الأهمية تتعلق بالظروف الصعبة

التي ولد فيها قرار الحرب بإرادة سياسية مشتركة بين مصر وسوريا، ولم تكن قد انقضت سوى ستة أعوام وبضعة أشهر فقط على وقوع نكسة يونيو 1967 التي صنعت قناعا من الغرور كان يغطى وجه إسرائيل كلها, خاصة وجوه جنرالات المؤسسة العسكرية الذين ازدادت قبضتهم على كل مفاتيح الحركة والتوجيه في إسرائيل .
لابد لنا أن نسترجع شريطا من ذكريات الأيام الصعبة التي سبقت ذهابنا إلى هذه الحرب المشروعة يوم السادس من أكتوبر عام 1973 بعد أن استنفدت حرب الاستنزاف العظيمة أهدافها باستكمال بناء حائط الصواريخ مع بدء سريان وقف إطلاق النار يوم 8 أغسطس 1970 طبقا لترتيبات المبادرة الأمريكية التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكى وليام روجرز وقبلتها كل من مصر و إسرائيل.
كان هناك إحساس عام سواء داخل إسرائيل أو في معظم الأوساط الدولية بأن إسرائيل تمتلك تفوقا عسكريا ساحقا يمكنها من حسم أي تهديد تتعرض له استنادا إلى قوة جيشها الذي يحتفظ دائما بزمام المبادأة في يديه ، ويقدر على إجهاض أى محاولة لتحدى قوته وهى مازالت في طور النيات، وأنه حتى إذا نجح العرب في أن يصنعوا المعجزة quot;المستحيلةquot; وأن يبدأوا الضربة الأولى، فإن إسرائيل تستطيع في ساعات محدودة أن تنقل الحرب إلى أرض خصومها، وأن تؤمن سلامة العمق الإسرائيلى من أي مخاطر ، وأن تحسم الصراع بأسلوب الحرب الخاطفة التي تجيدها!
وكانت حالة اللاسلم واللاحرب قد طالت وأدت إلى ارتفاع جدار الوهم الإسرائيلى بعدم قدرة العرب على تغيير الأمر الواقع، وضرورة استسلامهم للشروط الإسرائيلية ، وساعد على ذلك أن دعوات اليأس والإحباط قد بدأت تظهر في بعض العواصم العربية من طول فترة السكون على جبهات القتال!
كانت معظم الحسابات العلمية والعسكرية تقدر حاجة العرب - خصوصا مصر- إلى ما يقرب من 50 عاما على الأقل لتجهيز الاستعدادات اللازمة لعبور قناة السويس كحاجز مائي بالغ الصعوبة ،ثم اقتحام خط بارليف الذي يتجاوز في تحصيناته ومناعته كل ما عرف من الحصون العسكرية الشهيرة في التاريخ الحديث مثل quot;خط سيجفريدquot; الألمانى وquot;خط ماجينوquot; الفرنسي .
كانت أجواء الوفاق بين القوتين العظميينquot; الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتيquot; قد فرضت حالة الاسترخاء على معظم مناطق الصراع في العالم ، وبدأ الهمس يتزايد خصوصا في بلدان العالم الثالث عن تفاصيل صفقة الوفاق التي تخلى بها الاتحاد السوفيتي عن مساندته للحق العربي مقابل المصالح والمكاسب التي سيحصل عليها من جراء تطبيع علاقته مع أمريكا.
وكان... وكان... الكثير والكثير مما أدى في النهاية إلى وضع غشاوة على عيون إسرائيل وأصدقائها جعلتهم يرون ولايفهمون حيث صنعت جانبا كبيرا مما أصطلح عليه باسم خطة الخداع التعبوي والاستراتيجي لكل من مصر وسوريا على حد سواء وساعد على تحقيق المفاجأة الكاملة لإسرائيل ظهر يوم السادس من أكتوبر على جبهتي قناة السويس وهضبة الجولان.
وغدا نواصل الحديث..
gt;gt;gt;
خير الكلام :
ــــــــــــــــــــــ
gt;gt; من الماضي نأخذ الحكمة ...ومن الحاضر نستشرف المستقبل!