يعقوب يوسف العمر


نريد أن نقدم سؤالاً ونقول: هل laquo;القاعدةraquo; تعلم أن عملياتها التي تقوم بها، مع تهديداتها، تخدم اسرائيل؟ نحن نقول بكل صراحة: نعم، تخدم اسرائيل، خدمة لم تكن تحلم بها يوماً من الأيام، وفي الوقت نفسه، فهي تسيء الى العرب اساءة ما بعدها اساءة، والأمر واضح كالشمس، وهذا يجعلنا نشك في أن ما يدور حولنا لعبة عالمية يراد بها ضرب العرب والمسلمين، وما تمخض عن تلك العمليات يجعلنا نشك في هذا الأمر، والتساؤلات كثيرة. فمثلاً، التهديدات المتتالية التي يصرح بها laquo;القاعدةraquo; ضد بعض الدول، إننا لم نسمع يوماً من الأيام انه هددت اسرائيل أو المنظمات الصهيونية، وهؤلاء هم اعداء المسلمين الحقيقيين، والتساؤل الآخر: الطرود المفخخة وصلت الى دول كبيرة، ولم يصل واحد منها الى اسرائيل، والعمليات الارهابية المتكررة داخل أميركا وغيرها، لم نسمع بمحاولة عملية واحدة على أطراف اسرائيل! نعم، نحن ضد الارهاب وضد قتل الابرياء أينما كانوا، لأن ديننا الاسلامي يحرّم قتل الأبرياء وترويع الآخرين، ونحن هنا نوضح كل شيء ونعلل أي شيء، وذلك لكي نعطي الحقيقة كاملة.
لقد استغل الاعلام الصهيوني نتائج تلك العمليات ووجد فيها مواضع خصبة للاساءة الى الاسلام والعرب والمسلمين، مدعياً أن تلك الأعمال الارهابية هي م.ن تعاليم الاسلام، وأصحابه ينفذونها وفق أوامر دينهم، والمعروف أن الاعلام الصهيوني هو المسيطر على الاعلام في العالم الغربي، والمسيطر على الاعلام بأجهزته المختلفة، والاعلام المؤيد للعرب والمسلمين ليس له حضور على الاطلاق، لذلك فإن بعضا من الشعوب الغربية صدقوا ما يقول ذلك الإعلام، حتى التأييد المتواضع الذي كان يحظى به العرب حول قضيتهم المحورية (فلسطين والقدس وغزة)، قد تحوّل الى مصلحة اسرائيل، كنا في الماضي نشاهد بعض التظاهرات المؤيدة للعرب، فإن هذه التظاهرات قد اختفت تماماً من بعض شوارع الدول الغربية، لأن الكل يؤيد إسرائيل ويدين العرب، حتى القوانين والتشريعات تُسن لملاحقة العرب، وآخرها التصوير الإشعاعي في المطارات، الذي يظهر الشخص عاريا تماما ـ سواءٌ رجلٌ أو امرأة ـ وهذه واحدة لتلك الافرازات للعمليات الارهابية، فأصبح المواطن العربي ملاحَقا اينما ذهب من الدول الغربية واميركا، لدرجة ان كثيرا من قائدي الطائرات في اميركا يرفضون الاقلاع بالطائرة اذا علم أن هناك مواطنا عربيا في قاعة المسافرين، ناهيك عن laquo;الفيزاraquo; (تأشيرة الدخول) التي يتم رفض اعطائها لبعض الاشخاص من دون اي سبب يُذكر، على الرغم من انها كانت تُعطى من قبل بسهولة ويسر!
ألا تعتقدون أن إسرائيل يجب أن تكافئ laquo;القاعدةraquo; على خدمتها لها، بأن تسمي أحد شوارعها الرئيسية باسم أحد رموز laquo;القاعدةraquo;؟!