قطر تلتقط الترشيح من فم الأسد!
محمد عبد اللطيف آل الشيخ
الجزيرة السعودية
كنت كثيراً ما أتساءل: ماذا يريد القطريون عندما يضعون أنفسهم في موضع أراه أحياناً لا يتناسب مع حجمهم وإمكانياتهم كدولة صغيرة. الجمعة الماضية بصراحة تغيرت نظرتي إلى هذه الدولة التي استطاعت بإعجاز أن تلتقط الترشيح لكأس العالم لكرة القدم، ومعها المكانة العالمية المرموقة، من فم الأسد رغماً عنه؛ من أمريكا وليس من نيبال. كثيرون من لا يرون في أن تنظم دولة كقطر كأس العالم أي تميّز؛ أحدهم علق ببلاهة قائلاً: (الله واكبر كنهم جايبين راس غليص)، وكأن رأس غليص (المجزوز) إنجاز ما مثله إنجاز في ثقافة تكتنفها العنتريات (الدموية) من كل جانب. من لا يدرك عِظَم هذا الإنجاز بمقاييس اليوم فهو يعيش بجسده في القرن الواحد والعشرين بينما هو عقلية لا علاقة لها بالعصر؛ أي أنه يعيش في غياهب التاريخ، ويستقي منه قناعاته وقياساته، حتى وإن ركب (بانوراما) ألمانية آخر موديل، وسافر في (جامبو) أمريكية، ونسجت (شماغه) مصانع النسيج في بريطانيا، ونام في أجواء (مكيّف) تم استيراده حديثاً من اليابان. ولا أنكر أن مثل هؤلاء كثيرون بيننا؛ خصوصا وقد تسيّد توجيه الشباب في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، من ما زال يعتقد أن (الجن) إذا ما تلبسوا به قد يشاركونه في صناعة قراراته، فيوجهونها دون أن يدري. وأن ناطحة سحاب تمخر عباب السماء إذا تقصّدها (عائن)، أو بلغة شعبية (نضول)، فقصفها بنظرات حسده، ستخر من عليائها حتى تصبح على الأرض كالزجاج المطحون!
وفي الوقت الذي عادت فيه سيدة قطر الأولى الشيخة موزة إلى أرض الدوحة، معلنة (حضور) المرأة القطرية بقوة في هذا الإنجاز العالمي الكبير، ومحطمة في الوقت ذاته (التابوه) الاجتماعي المتخلف الذي كانت تعيش فيه المرأة في المملكة والخليج، كان هناك حوارٌ آخر يجري في جدة، وتحديداً في منتدى السيدة خديجة بنت خويلد عن مشاركة المرأة السعودية في التنمية. كان الحوار، وما تمخض عنه من توصيات، يُعتبر بارقة أمل حقيقية للخروج من قمقم العادات والتقاليد التي كبّلت المرأة، وسلبتها حقوقها الإنسانية المبدئية، وصادرت منها حتى الحق في تلمس رزقها. ورغم أن المنتدى شارك فيه وزراء وفقهاء وسيدات ورجال أعمال من مختلف الأطياف والمشارب، وكان منفتحاً على آفاق الآمال العريضة التي ننتظرها من التنمية، وخصوصا التنمية البشرية، وتخليص الإنسان السعودي من التخلف، خرج أحد (كبار) المشايخ في إحدى الفضائيات الحركية، وصرّح قائلاً: (الموضوع الذي تحدث عنه هؤلاء في شؤون المرأة هم - حقيقة - لا يمثلون المرأة السعودية، فهي بمعزل عن هذه الافتراءات التي يأتي إليها هؤلاء ويدعون فيها للاختلاط ويفسرون الاختلاط بأنه التلاحم الجسدي. هذه كلها أشياء المرأة السعودية والشعب السعودي لا يرضى بأن يمثله هؤلاء).. ولا أدري كيف اعتبر هذا الشيخ أن المشاركات في المنتدى، وعلى رأسهم سمو الأميرة عادلة بنت عبد الله إضافة إلى كوكبة من سيدات الأعمال، (لا يُمثلن) المجتمع السعودي؛ فهل في رأيه أن التي تمثل المجتمع النسائي - مثلاً - (هيلة القصيّر)؟!
ما حدث في مطار الدوحة، وما حدث في منتدى جدة، يصبُّ في الاتجاه نفسه. وإذا كان هذا الشيخ يعتقد أن بإمكانه الوقوف عقبة كأداء في طريق شعب يريد أن (ينمو)، ويتحضر، ويكون له مثل بقية شعوب العالم مكاناً مرموقاً تحت الشمس، فهو تماماً كوعل الأعشى الذي أوهى قرنه بمناطحة صخرة.
ملحق على جنب
يقول الدكتور محمد يحيى النجيمي إن فضيحته في الكويت كانت كذباً وزوراً. أقول: فضيحتك (المجلجلة) في الكويت مُثبتة بالصوت والصورة ، وليست مجرد ادعاءات كما تزعم، شاهدها على هذا الرابط:
http://www.youtube.com/user/aymansabet1#p/a/u/0/8A6zlb3gkqg
وعلى هذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=KJoSpEmeFBwamp;NR=1
ولن تفلت من فضيحتك هذه إلا أن تدعي - مثلاً - أنك كنت آنذاك (ممسوساً)، وأن الذي (اختلط) بالنسوة في الكويت كان (الجني) الذي جرى منك مجرى الدم وليس أنت. بهذه الطريقة (ربما) ستجد من جمهورك البسطاء والسذج من قد يجد لك عذراً !.. وأخيراً لك ولأمثالك أقول: إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة.
إلى اللقاء.
قادرون على تحقيق إنجازات
محمد صالح المسفر
الشرق القطرية
ليس من السهل على أي صاحب قلم أن يكتب عن موضوع وهو في حالة انفعال إنساني إلا إذا تجرد من انفعالاته ولجم جماح عواطفه الجياشة. كانت لحظات صعبة على كل وطني يحب وطنه قطر وهو يتابع عملية إعلان نتائج التصويت دقيقة بدقيقة في زيورخ لنيل تنظيم مونديال عام 2022،وأزعم أن كل المواطنين العرب في كل مكان كانوا يتمنون فوز ملفنا رغم منافسة الكبار. قطر تقف كتفا بكتف تنافس عمالقة العالم الأقوى اقتصاديا وعسكريا ومهارات تنظيمية وخبرات إدارية وآلة إعلامية رهيبة لتكسب شرف تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم في قطر، تلك الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية وشتان بين موازين هذه الدول الكبيرة العريقة ذات التجارب والخبرات العالمية وبين دولة قطر حديثة الاستقلال وحديثة الولوج في معراج النسق الدولي على كل الصعد.
إن أبلغ تعبير عن الفرحة والانتصار في أي منافسة هو دموع الفرحة وقد رأيناها على شاشات التلفزة من زيورخ إلى الدوحة وحقا أنها فرحة لا يضاهيها فرحة في ظروفنا الراهنة.
لقد حققت الإدارة القطرية إنجازا منقطع النظير لكسب المنافسة، إنها شكلت أوركسترا إدارية وسياسية لم يشذ منها وتر بنغمة أو إيقاع مخل، كان الفريق المكلف بهذه المهمة منسجما، وقامت القيادة السياسية بدورها الفعال كعضو مواز لهذا الفريق، وإذا اعتبرنا اللغة ركنا من أركان الحضارة الإنسانية فلا جدال بأنها روضت من قبل الفريق القطري لكسب المنافسة عندما تحدث أعضاء الفريق إلى العالم وهم يقدمون ملفهم كامل الأوصاف بلغات مختلفة العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وكلهم من الشباب الذين لم تتخط أعمارهم الأربعين خريفا، من يصدق أن هؤلاء الشباب هم خريجو المدرسة والجامعة القطرية، من يصدق أن هؤلاء من دولة خليجية تظهر على خارطة العالم وكأنها كف يد الإنسان ليس بها جبال ولا أودية ولا كثافة سكانية كغيرها من الدول المنافسة؟!.
(2)
قد يسأل إنسان ما سر ذلك النجاح الذي حققه الشباب القطري أمام كهول العالم المتمدن أصحاب الخبرات؟ أقول: إنها الإرادة، والثقة بالنفس والتصميم على النصر بالفوز على كل من نافسهم، والعمل المتواصل دون كلل. سلاسل زمنية من الأعمال لتحقيق الهدف البعيد، بدأت بإعداد البنية التحتية في هذا الميدان، الملاعب وزينتها، تنظيم المسابقات الرياضية، تدريب رجال الأمن والإعلام، قفزت بعد ذلك لاستضافة مباريات كأس الخليج العربي، ومباريات لعبة التنس الأرضي على مستوى دولي شارك فيه أشهر اللاعبين رجالا ونساء، استضافة كأس آسيا لكرة القدم، استضافة فرق رياضية عالمية في مباريات ودية في الدوحة (البرازيل ـــ والأرجنتين) كل تلك الأنشطة كانت تبث على الهواء وعلى أوسع نطاق على امتداد القارات الخمس. تلك الجهود أكسبت الشباب القطري الثقة بالنفس وانطلقوا نحو العالمية فكان من نصيبهم الفوز بتنظيم مونديال كأس العالم عام 2022.
(3)
أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قال على الهواء مباشرة وفي زحمة الفرح وبدون أوراق مكتوبة أبلغ بيان سياسي quot; نحن لسنا بعيدين عن أي شيء، وقادرون على تحقيق الإنجاز quot; من يتدبر ذلك البيان يدرك معانيه، إنه يعني، إلى جانب أمور أخرى، أن العرب قادرين على الوصول إلى تحقيق أهدافهم السامية إذا اشتغلوا كفريق واحد بنغمة واحدة، وإذا أحسنوا التنظيم، وصدقت النوايا، وتوفرت الإرادة، واختيار التوقيت السليم فإنهم قادرون بلا ريب على نيل حقوقهم واكتساب احترام العالم قاطبة.
أمير قطر لم يكلف quot; فريق الملف القطري quot;المشار إليه بالمهمة ويبقى في مكتبه بل إنه قام بأعمال موازية على كل الصعد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وراح يجوب عواصم الدنيا ليستقطب إلى جانبه الكبار والصغار من أجل تحقيق إنجاز لبلده ولأمته العربية فكان له ما أراد.
آخر القول: في ظل الانفعال الإنساني بالفرحة لهذا الإنجاز الكبير، تتداخل الكلمات، والجمل، فعين الكاتب أصابها الحول ينظر إلى إنجاز وطني رفيع المستوى حققه الشباب القطري، وكأنه ينظر إلى هموم أمته لو أحسن قادتنا الميامين التصرف واتبعوا المنهج القطري لتحقيق الأهداف ألسنا قادرين على تحقيق إنجاز لأمتنا يستعيد الحقوق ويضعنا على خارطة العالم كأمة تستحق النصر؟.